المرأة السعودية.. والطريق الصعب غير المستحيل
22 ديسمبر 2009 - جريدة الوطنثريا عبيد
المرأة السعودية.. والطريق الصعب غير المستحيل
بقلم: إسلام محمود ريشة: مازن الرمال
ليس على المرأة السعودية أن تتبع وصفات خارجية جاهزة لتتقدم نساء بل ورجال العالم؛ فكل ما عليها أن تنظر في داخلها، وأن تنطلق من ذاتها، فهي تحمل في حناياها بذور التفوق وجينات التميز.
وقبل أيام قليلة حصلت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ثريا عبيد على جائزة لويس بي سون لحقوق الإنسان من قبل رابطة الأمم المتحدة لمنطقة العاصمة القومية تقديراً لعمل هذه المسؤولة السعودية في نشر ثقافة صحة الأمومة، ولدعوتها الصريحة لإنهاء التمييز والعنف ضد النساء والفتيات والاحترام الكامل لحقوق الإنسان الخاصة بهن بما في ذلك حقهن في الصحة الإنجابية بمعنى حق الأزواج في التقرير بحرية ومسؤولية عدد الأطفال، والمباعدة بين الولادات والحق في الحصول على معلومات لصحة الزوجة. قال عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “لقد كانت ثريا بطلة في مجال حقوق المرأة الإنسانية وحقها في الإنجاب، وخلال عملها كانت جريئة في كسر الحواجز وتحدي القوالب النمطية”، بينما ترى الدكتورة ثريا أن “مثل هذا التكريم سيجعلني وصندوق السكان بالأمم المتحدة أكثر التزاما بالدعوة إلى حقوق الإنسان للنساء والفتيات اللاتي مازلن يواجهن التمييز والعنف بسبب الجنس وتمكينهن وضمان حصول الجميع على الصحة الإنجابية”.انضمت الدكتورة ثريا بنت أحمد عبيد إلى الأمم المتحدة عام 1975 كمؤسِسة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لدول غربي آسيا وكمسؤولة فيها، والتي تتعامل مع قضايا التنمية في هذه الدول وهو أول برنامج تنموي للمرأة، ثم تولت منصب نائب السكرتير التنفيذي، ثم التحقت بصندوق السكان عام 1998، بدأت رحلة دراستها من الكتاتيب في المملكة العربية السعودية ثم انتقلت إلى مصر مع عائلتها وهناك درست حتى التحقت بالكلية الأمريكية للبنات في القاهرة عام 1951، ثم حطت رحالها في الولايات المتحدة الأمريكية حيث درست في كلية ميلز في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، ونالت ليسانس اللغة الإنجليزية وآدابها ودرجة الماجستير والدكتوراه في العلوم الاجتماعية من جامعة وين في ديترويت بولاية ميتشيجان. وهي عضو ناشط في منظمة الشرق الأوسط للدراسات، وهي أول امرأة سعودية قدمت لها منحة دراسية من قبل الحكومة السعودية لدراسة المرحلة الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية.هي ابنة أحمد عبيد، الذي طالما تمنت أن يرى حصاد ما زرع بداخلها – كما تقول – من “إيمان بالله وحب للوطن والشجاعة في الاختيار واتخاذ القرار على أن أتحمل مسؤولية القرار الذي أتخذه”، ظروف الحرب خطت الكثير من خطوط ملامح تكوينها؛ فقد عاشت في لبنان أيام الحرب الأهلية، وانتقلت إلى العراق أيضاً خلال حربها مع إيران، ثم إلى الأردن ولم تعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلا عام 1998، حيث رفضت قبلها جميع وظائف العمل بالخارج بسبب رغبتها في تنشئة بناتها في البلاد العربية وتأسيسهن دينياً وثقافياً بالشكل الصحيح، ثم أقامت في المملكة خلال حرب الخليج بسبب مرض والدها ولازمته فترة طويلة عجزت خلالها عن إيجاد عمل فرأى والدها أن تعود للخارج من جديد.وترى الدكتورة ثريا عبيد أن مؤتمر السكان في القاهرة عام 1994 قد أثار نقلة نوعية تستبدل التركيز على العدد بالتركيز على الحياة الكريمة للسكان، ومحاربة الفقر، والنمو الاقتصادي لتحسين نوعية حياة الفئات المحرومة، وتعليم الفتاة، وتكامل العلاقة بين الرجل والمرأة، فضلاً عن ترشيد الاستهلاك بحيث نلبس ما نصنع، ونأكل ما نحتاج، ونحقق الأمن الغذائي حتى لا يأكل 5% من البشر ويجوع 95% منهم. ويبقى أن وثيقة مؤتمر السكان بالقاهرة تحتوي على فقرة مهمة جداً غابت عن الإعلام وعن كل من يهاجم الدكتورة ثريا بوصفها رئيسة للصندوق، وهذه الفقرة تقول “لكل بلد الحق السيادي في تنفيذ التوصيات في برنامج العمل بما يتماشى مع القوانين والأديان والأخلاق والخلفيات الثقافية لكل شعب ووفقاً لحقوق الإنسان”.
المصدر: جريدة الوطن الأربعاء 29 ذو الحجة 1430 ـ 16 ديسمبر 2009 العدد 3365 ـ السنة العاشرة
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3365&id=128701