مقترح “الأب البديل” لكل 10 نزلاء بدار الملاحظة .. ودراسة للحد من أعداد السجناء
26 ديسمبر 2009 - جريدة المدينةمقترح “الأب البديل” لكل 10 نزلاء بدار الملاحظة .. ودراسة للحد من أعداد السجناء
عبدالوهاب الفيصل – المدينة المنورة
كشف رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم بمنطقة المدينة المنورة عبدالله بن عبدالعزيز المخلف عن لقاء عقد مؤخراً جمعه برئيس محاكم منطقة المدينة المنورة لبحث اقتراح اللجنة تفعيل وتوجيه القضاة باللجوء إلى “العقوبات البديلة” قدر الإمكان بدلاً من عقوبة السجن والحبس لمدة طويلة لما له من آثار سلبية على أسرة السجين، وقال المخلف “إن رئيس المحاكم رحب بالاقتراح ووعد بتفعيله. وأوضح المخلف أن هناك مقترحا يجري بحثه مع دور الملاحظة حول تطبيق مفهوم الأب البديل لكل 10 نزلاء في دار الملاحظة، وأضاف المخلف أن اللجنة وقعت مؤخراً اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتنفيذ دورات تدريبية تستهدف أبناء السجناء وأسرهم، إذ تتولى الجمعية توقيع العقود ويتكفل الصندوق بالتكاليف لتدريب أبناء المستفيدين من أسر السجناء في جهات تدريب معتمدة. مشيداً بماتحظى به اللجنة من رعاية ومتابعة واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة الرئيس الفخري للجنة الوطنية الفرعية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بمنطقة المدينة العديد من المحاور.
وأجرت “المدينة” معه الحوار التالي فإلى التفاصيل:
# كم عدد الأسر التي تخدمها اللجنة ومامدى تعاون المجتمع معكم ؟
– عدد الأسر التي تشملها خدمات اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم في المدينة المنورة حالياً يبلغ 1000 أسرة تقريباً تشمل قرابة 10 آلاف فرد ينالون مساعدات اللجنة في المنطقة، وبلغ مجموع المساعدات العينية التي قدمتها اللجنة 6165 شملت مواد غذائية وملابس، مبيناً أن اللجنة حققت نمواً في إيراداتها خلال الفترة الماضية بفضل الله، ثم عن طريق التواصل مع رجال الأعمال والموسرين بالمنطقة وخارجها، مما رفع إيرادات اللجنة إلى (1.128.500) ريال، ونتمنى من كافة أفراد المجتمع التعاون مع اللجنة في أهداف لجنة رعاية السجناء وأسرهم في المنطقة ،وبرنامج الأسبوع التوعوي لرعاية السجناء، يتضمن فعاليات موجهة لأفراد المجتمع رجالاً ونساءً ومن ضمن الإدارات التي تعاونت مع اللجنة في الإعداد والترتيب للفعاليات هي إدارة التربية والتعليم في المدينة المنورة، إذ تردد على اللجنة خلال اليومين الماضيين الكثير من المشرفين الاجتماعيين من منسوبي إدارة التربية والتعليم في المنطقة، واستلموا كميات من البروشورات والمطبوعات وجداول الفعاليات للمشاركة في البرنامج.
# ماذا عن الجانب النسائي خصوصاً وأن المرأة عنصرا مهما في أسرة السجين ؟
– اللجنة الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم في المدينة المنورة تضم لجنة نسائية ترأسها الأستاذة زينب الفوتاوي، وتضم عضوتين وبدأت اللجنة النسائية تخطو خطواتها الأولى، وسوف تجتمع الأسبوع المقبل مع مسؤولات في تعليم البنات وموجهات وتربويات ومديرات مدارس بالمدينة لمناقشة ترتيبات انطلاقة أعمال اللجنة في المنطقة، ونشر فكر اهتمام الأسرة والمجتمع بأسرة السجين، وكان هناك تدشين للفعاليات النسائية في حفل أقيم برعاية حرم سمو أمير المنطقة حظي بمشاركة واسعة من سيدات المجتمع في المدينة، وتخلله مشاهد مسرحية تعبر عن شريحة السجناء والسجينات.
# ماذ قدمتم للأحداث في دور الملاحظة ؟
– قامت اللجنة بالكثير من الجهود في هذه المجال وهناك مقترحا يجري بحثه مع دور الملاحظة حول تطبيق مفهوم الأب البديل لكل 10 نزلاء في دار الملاحظة، ويتولى شخص متطوع مدرس متقاعد أو شيخ تربوي أو متخصص في علم النفس مثلاً دور المصلح لمتابعة أحوال النزلاء والجلوس معهم وتفقد أحوالهم ليجد الموقوف جرعات خير تساعده في تعديل سلوكه بعد خروجه من الدار.
# تزامن قرار العفو عن سجناء الحق العام مع بدء فعاليات الأسبوع التوعوي ما مدى تفاعلكم مع هذا القرار ؟
– قرار العفو الملكي عن سجناء الحق العام الذي صدر أخيراً بمناسبة عودة سمو ولي العهد سالماً إلى أرض الوطن بعد تماثله للشفاء، قال المخلف “مما لاشك فيه أن قرار العفو الذي تزامن مع انطلاق الأسبوع التوعوي السادس لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم أثلج صدورنا، وكذلك كافة منسوبي اللجان الوطنية لرعاية السجناء وأسرهم والمفرج عنهم في مناطق المملكة والبالغ عددها 15 لجنة، ووجهت إدارة اللجان بسرعة التفاعل مع السجناء المفرج عنهم المستفيدين من الأمر الملكي بالعفو.
# تبذلون جهودا كبيرة في مساعدة أسر السجناء ماذا عن تواصلكم مع النزلاء ؟
– هناك تواصل أسبوعي مع السجون في المحافظات لمساعدة السجناء وتقديم المساعدة والرعاية والدعم المالي لإنهاء قضاياهم وفق النظام ،واللجنة تمكنت بعد توفيق الله خلال الفترة الماضية، من إنهاء قضايا العديد من السجناء الذين تقل ديونهم عن 100 ألف ريال داخل المدينة وخارجها، حيث إن تواصلنا مع سجناء الحق العام في منطقة المدينة المنورة يتم على مدار العام، ونفذنا خلال الشهر الماضي جولة على كافة سجون المنطقة شملت محافظات بدر وخيبر والعلا والمهد وتم رصد إعانات لكافة الأسر تزيد بنسبة 25% عن الإعانات التي تم صرفها لأسر السجناء المستفيدين.
# ماذا عن دور القطاع الخاص وقطاع البنوك بالتحديد؟
– القطاع الخاص لهم مساهمات جيدة وإن كانت دون المأمول والبنوك للأسف لادور يذكر لهم، ودعمنا أحدهم قبل فترة بـ 100 ألف ريال وهذه مبادرة يشكر عليها.
# هل هناك تنسيق مع الجهات الخيرية والضمان الاجتماعي للمساهمة معكم في مساعدة اسر السجناء ؟
– أبرز أعمال اللجنة التي تشمل التحقق من ضم أسرة السجين لقائمة المستفيدين من مساعدات الضمان الاجتماعي، وأن أسرة كل سجين تستحق الحصول على إعانة بمجرد دخول عائلها السجن وهذا الأمر لا يعلمه الكثير من تلك الأسر مع الأسف، واللجنة أنجزت مؤخراً 180معاملة لدى الضمان الاجتماعي لأسر السجناء والمفرج عنهم خلال اسبوعين فقط، إضافة إلى أن اللجنة تسعى حالياً بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتقاعد لتسهيل إجراءات صرف المعاشات التقاعدية المتأخرة لأصحابها من السجناء والمفرج عنهم، كما كشف عن افتتاح مكتب تعقيبي للجنة داخل السجن العام بالمدينة لتسهيل متابعة معاملات السجناء لدى الدوائر الحكومية.
# هل هناك توجه لإيجاد مصادر دخل ثابتة توفر للجنة الحد الأدنى من الاستقرار ؟
– اللجنة لديها تفكير جاد في إنشاء مبنى استثماري (وقف) وسوف يعرض المشروع على سمو أمير المنطقة قريباً لأخذ موافقته ومرئيات سموه بإذن الله، وتحظى اللجنة من سموه
# تحدثتم عن مساعدة ودعم يقدم للسجناء وأسرهم ماذا عن تأهيلهم ؟
– اللجنة وقعت مؤخراً اتفاقية مع صندوق تنمية الموارد البشرية لتنفيذ دورات تدريبية تستهدف أبناء السجناء وأسرهم بحيث تتولى الجمعية توقيع العقود ويتكفل الصندوق بالتكاليف لتدريب أبناء المستفيدين في جهات تدريب معتمدة، وتسعى اللجنة حالياً لتأمين فرص وظيفية للمفرج عنهم بالتعاون مع مكتب العمل والقطاع الخاص بالمنطقة.
# هل للجنة جهود للحد من زيادة أعداد السجناء والمساهمة في معرفة أسباب ذلك للعمل على معالجتها ؟
– جرى التنسيق مع جامعة طيبة لإجراء دراسة عن طريق أساتذة في كلية خدمة المجتمع تتعلق بتحديد الأسباب التي تؤدي بأغلبية السجناء إلى الدخول للسجن ودراسة تلك الأسباب، وقد تكون هناك أسباب موحدة يمكن للجنة والجهات المعنية الوقوف أمامها والتقليل من أعداد السجناء عن طرق إيجاد حلول لتلك الأسباب.
المصدر: جريدة المدينة الجمعة, 18 ديسمبر 2009
http://www.al-madina.com/node/207370