التكاثر البكتيري في ظل (الأسوار) الفضائية
29 ديسمبر 2009 - جريدة الوطنالتكاثر البكتيري في ظل (الأسوار) الفضائية
حسن آل عامر
التناسخ الذي يشبه تكاثر البكتيريا للمحلات التجارية والمطاعم التي تبدأ بواحد ضيق رائحته النتنة تملأ الأرجاء، ثم في غمضة عين، يصبح عشرات من ذات النوع، في ذات الشارع. كان ومازال من أبرز “المظاهر الحضارية” على مستوى أرضنا في السنوات الأخيرة. ومثله كان الفضاء يشهد تناسخا مشابها تماما، فالتكاثر البكتيري لما تسمى “قنوات فضائية “، نشر في الأجواء العربية روائح كريهة جدا لم يكن أحد يتوقع أن تكون بتلك النتانة، لأن الجميع انشغل عنها بمتابعة قمة المناخ في كوبنهاجن، ونشر الأماني بالحد من تأثير انبعاث غازات المصانع على المناخ والصحة العامة للبشر.
وعلى الرغم من تحذير الكتاب المخلصين لأوطانهم من هذه الروائح التي بدأت تظهر على شكل جرعات من التعصب المذهبي والقبلي وحتى الانحلال الخلقي. إلا أن آذان أصحاب القرار العربي، أصابها الصمم، فيبدو أنها لم تسمع، ولن تسمع من “مجرد كتبة فاضين، وما عندهم شغل إلا مراقبة الناس، فلا يعجبهم العجب ..) كما قال أحدهم وهو يسخر من “شهوة النقد لدى بعض من يملكون وسائل إعلامية أو ثقافية” حسب قوله. ولأن البصر أقوى تأثيرا من السمع، لم يتحرك أصحاب القرار في الكويت ـ على سبيل المثال ـ ضد قنوات العنصرية، كالتي سمت نفسها “السور”. إلا بعد أن رأوا بأعينهم الحشود تملأ الشوارع، وتهدد بالإخلال بالأمن، بسبب “الجويهل” الذي نفى حق المواطنة عن جزء كبير من أبناء بلده. ودعا إلى العودة إلى أحضان سور لا يتجاوز من داخله الآلاف, وطرد الباقين، وكأن البلد محتشد بعشرات الملايين!!. وهنا أقترح عقد “قمة عربية” على شاكلة قمة كوبنهاجن تخصص لمحاربة الروائح الفضائية النتنة ـ كالطائفية والقبلية والعنصرية ـ التي ستخرج الملايين من بيوتهم يوما ما … وعندها سيفلت الزمام.
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3374&id=16612&Rname=173