أنقرة تدعو واشنطن إلى تعطيل مشروع قرار الكونجرس حول “إبادة” الأرمن 
يريفان تنوه بالقرار معتبرة أنه تقدم في النضال من أجل حقوق الإنسان

أنقرة: أحمد ياسين
 
دعت أنقرة أمس واشنطن إلى تعطيل مشروع قرار يعتبر مجازر الأرمن في عهد الأتراك العثمانيين عام 1915 جريمة “إبادة” جماعية بعدما تبنته لجنة في الكونجرس الأمريكي أول من أمس، محذرة من أن النص سيضر بجهود المصالحة التركية مع أرمينيا. واستدعت تركيا أول من أمس سفيرها لدى واشنطن نامق تان فور تصويت اللجنة على القرار بـ 23 صوتا مقابل 22 للتشاور.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن تبني لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب هذا القرار يثبت أن الإدارة الأمريكية “لم تتدخل بشكل كاف” لمنع ذلك، وأضاف أن أنقرة “منزعجة للغاية” من التصويت.
وتابع أوغلو في مؤتمر صحفي “ننتظر من الإدارة الأمريكية أن تبذل من الآن جهودا أكثر فاعلية” لمنع التصويت على النص في جلسة عامة.
وأضاف “نأمل ألا تتعرض العلاقات التركية الأمريكية لاختبار جديد ، وإلا فإن الآفاق التي نواجهها لن تكون إيجابية”.
ورفض أوغلو التعليق على إجراءات انتقامية محتملة من قبل أنقرة الشريكة الاستراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط والعضو في حلف شمال الأطلسي” الناتو” ، في حال تم التصويت على النص في مجلس النواب.
إلا أنه حذر من أن هذا النص لا يمكن في أي من الأحوال أن يستخدم كورقة ضغط على تركيا في جهودها لتطبيع علاقاتها مع أرمينيا.
وأكد أوغلو “لم نتخذ يوما قرارا تحت الضغط ولن نفعل ذلك”، موضحا أن تصويت اللجنة البرلمانية أدى على العكس إلى “خطر توقف” الجهود بين البلدين الجارين.
ويدعو النص الذي لا يتمتع بمفعول قانون الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أن “توصف بشكل دقيق التصفية المنهجية والمتعمدة ضد الأرمن، بإبادة”.
وأدت عمليات تهجير الأرمن في الامبراطورية العثمانية بين 1915 و1917 لسقوط أكثر من 1,5 مليون قتيل حسب الأرمن وبين 250 ألفا و500 ألف حسب تركيا.
ويأتي التصويت بينما وقعت أنقرة ويريفان برتوكولين ينصان على إقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود بين البلدين بينما تأخر برلماناهما في المصادقة على النصين.
وأشادت أرمينيا بتبني القرار معتبرة أنه تقدم في النضال من أجل حقوق الإنسان. وقال وزير الخارجية الأرمني إدوارد نالبديان في بيان “إننا نرحب كثيرا بالقرار”.
وأضاف “أنه دليل إضافي على تمسك الشعب الأمريكي بالقيم الإنسانية العالمية وخطوة هامة نحو تفادي الجرائم ضد الإنسانية”.
وذكر بيان لمجلس الوزراء التركي أن تركيا تدين هذا القرار الذى يتهمها بارتكاب جريمة لم ترتكبها.
وأشار البيان إلى أنه تم استدعاء السفير التركي فى واشنطن للتشاور معه حول مرحلة ما بعد القرار والخطوات التى ستتخذها تركيا للرد عليه .
ووصف الرئيس التركي عبد الله جول مشروع القرار بأنه “غير معقول” . وأكد أن القرار يشكل ضررا كبيرا بالنسبة للجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار فى القوقاز كما سيلحق ضررا بالغا بالعلاقات التركية الأمريكية.
وأشار إلى أن رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية تقيم القرار ونتائجه وأن تركيا جهزت البدائل التى ستتعامل من خلالها مع هذا القرار.
ودرست أنقرة على مدى الأيام التى سبقت اجتماع اللجنة عدة إجراءات من بينها تعليق اتفاقيات للتعاون فى مجال التصنيع العسكري مع شركات أمريكية قيمتها 7 مليارات دولارللرد على مشروع القرار حال المصادقة عليه. 

http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3445&id=139077