زواج (منخفض التكاليف) في عشوائيات مكة للنصب والاحتيال
22 مايو 2010 - جريدة الوطنزواج (منخفض التكاليف) في عشوائيات مكة للنصب والاحتيال
مكة المكرمة: سهل مليباري، ابتسام شقدار 2010-05-21 2:29 AM
حينما يكون الزواج مقنعا سريا دون توثيق شرعي فإنه بلاشك تجارة أو دعارة مقنعة بزواج عرفي رخيص الثمن ودون تكاليف .. “الوطن” رصدت ظاهرة جديدة من ذلك النوع من الزيجات المشبوهة بدأت في الانتشار في مدينة مكة المكرمة . بدأ أول خيوط الكشف عن الزواج الجديد عندما تحدث (م . ف) عن تجربته في ذلك النوع من الزواج قائلا كان أحد أصدقائي يتحدث عن ظاهرة زواج المسيار وأن له باعا طويلا في هذا المجال، ثم حدثنا أيضاً عن زواجات من نوع آخر ، زواج ( رخيص التكاليف) ومضمون من ناحية ( السرية) التي ينشدها غالبية طالبي تلك الزيجات. وأن هذا النوع يتم عن طريق أحد (الشيوخ) الذين يعرفهم ، فأثار حديثه دهشة “الوطن”، وعندها قررت أن تكشف أسراره وطرقه .
وبمساعدة خبير الزواج السري ذهب مندوب “الوطن” إلى “خطّابة” يعرفها عن طريق الشيخ الآنف الذكر، في الحفاير خلف فندق (جراند كورال) حيث أحياء عشوائية بعض بيوتها تصلها السيارات بصعوبة ، وبعضها لاتصل إليها السيارات، كما تنتشر نفس الخطابات في مناطق أخرى مثل الزهرة ووادي جليل وجرول. وفي منزل هذه المرأة كان الجو العام يوحي بالاطمئنان ، فالجميع كما يبدو ملتزمون بتعاليم الإسلام الحنيف خاصة من ناحية المظهر والالتزام بالحجاب . قادت الخطابة مندوب “الوطن” في جولة على عدة بيوت يسكنها وافدون من الجنسية الموريتانية ، وكانت نساء تدخل علينا ( ثيبات وأبكار) فيما يشبه طقوس الخطبة المعروفة وكنا نجلس مع المرأة المراد خطبتها ( في حضور ولي أمرها ) ونتناقش في المهر، والشروط، “وكل شيء”، وفي الحقيقة لم يعجبنا منهن إلا القليل ، وكانت التي تتوفر فيها الشروط التي أخبرناهم بها (غالية المهر) أي إنها تطلب مهراً عالياً يصل إلى 30 ألفا بعكس ما ذكره لنا صاحبنا في بداية حديثه (بأنها زيجات بلا تكاليف!!)، تكررت زياراتنا للخطابة ، وبالطبع أخذت أرقام جوالاتنا وكانت تتصل في أوقات مختلفة، منها” أوقات تثير الريبة والشكوك ” ، وبعد عدة زيارات اكتشفت أن هذا النوع من الزواج ماهو إلا “دعارة مقنّعة”، فكانت أهدافهم تكمن في جذب الشباب والاتفاق على مهر معين ، وبعد ليلة أو ليلتين من الزواج تبدأ العروسة في تطفيش الشاب حتى يطلقها ، وإن لم يطلقها فإنها تختفي عن الأنظار حتى يملّ الشاب من البحث عنها ، ويكون في النهاية خسر مايقارب 30 ألفا كحد أدنى ، بينما لم يعرف من الزواج إلا الليلة الأولى.
وبسؤال مدير عام الهيئة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي قال أعتقد أن مثل هذه الزيجات وإن توفر في بعضها الشروط الشرعية لصحتها غير كاف في التعاطي معها ولابد من القضاء عليها ، لأنها غير موثقة بالشكل النظامي الصحيح ومن هنا ينشأ الكثير من المشاكل وضياع الحقوق والاحتيال وأكل الأموال بالباطل والتلاعب حتى بأحكام الشرع. وقد اتخذ البعض ذلك التستر المخالف وسيلة للكثير من المخالفات التي قد تصل إلى الكثير من الصور المحرمة شرعا.ونبه إلى أن التهاون في التوثيق النظامي لهذه الزيجات هو الذي أوقع الكثير من الخلل الشرعي والاجتماعي والمالي بسبب تلك العقود غير الموثقة وكان الواجب على أفراد المجتمع من مواطنين أومقيمين الأخذ بعين الإعتبار طاعة ولي الأمر في تنظيم هذه العقود بتوثيقها بالشكل النظامي الصحيح، لأن مخالفة ذلك فضلا عن كونه معصية لله فيه تضييع لمصالحهم وهو السبب الرئيس في ذلك الخلل الشرعي والاجتماعي والمالي، فتسويغ البعض لمثل تلك العقود أمر محرم وهو الأساس في توسع ذلك الخلل .
والواجب أن تحرص الجهات ذات العلاقة على القضاء على بؤر هذه الممارسات مع توسيع دائرة التوعية والتوجيه لأفراد المجتمع لتعميق دورهم في التعاون على القضاء عليها واجتناب الوقوع فيها والتحذير من مضارها .
أما أستاذ الخدمة الاجتماعية المشارك بجامعة أم القرى الدكتور خالد بن يوسف البرقاوي فقال هنالك العديد من العوامل التي قد تكون من أسباب مثل هذا الزواج غير النظامي ، منها غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج وعدم مقدرة بعض الشباب الذين هم في سن الزواج على الاقتران بسعوديات ، فيبدأ الشاب التفكير في أي زواج يلبي رغباته حتى ولو كان بمثل هذا الزواج المشبوه. وفي المقابل فتكاليف هذا النوع من الزواج قليلة جدا ولا يتحمل الشاب أي تبعات أخرى سوى دفع المهر. وهناك رغبة بعض الرجال في المتعة ، وعدم الرغبة في تحمل المزيد من الأعباء من زواج ثان باهظ التكاليف .
أما فيما يتعلق بالنساء أو الفتيات اللاتي يتزوجن بهذه الطريقة فإن أغلبهن يتزوجن للحاجة و الفقر الذي يعانين منه ، أو لرغبة المخالفات البقاء في هذا البلد بأي طريقة حتى لو كانت غير مشروعة. وبين استشاري ورئيس قسم الجلدية بمستشفى حراء العام بمكة المكرمة عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد الدكتور خالد بن عبدالله العفيف أن الزواج بدون عمل فحوصات ما قبل الزواج له عدة محاذير سواء من الأمراض الجلدية أوالتناسلية، مثل الإكزيما والصدفية والبهاق وانحلال الجلد الفقاعي أوالأورام الليفية العصبية . وهناك الأمراض التناسلية أو التي تنتقل عن طريق سوائل الدم مثل الالتهاب الكبدي الوبائي النوعين ب،ج (B،C) ، مرض نقص المناعة المكتسبه ” الإيدز ” وأمراض الزهري (السيفلس)، والسيلان، ومرض الهربز الجنسي والأثاليل التناسلية .
http://www.alwatan.com.sa/Nation/News_Detail.aspx?ArticleID=3200&CategoryID=3