نساء الوطن يستنكرن أفعال وفكرسيدة القاعدة «هيلة القصير»
8 يونيو 2010 - جريدة اليومنساء الوطن يستنكرن أفعال وفكرسيدة القاعدة «هيلة القصير»
الكاتب: سماح سلطان, ليلى المزعل, حصة الدوسري – الدمام
استنكر المجتمع السعودي عامة والنسائي خاصة قصة سيدة القاعدة الأولى هيلة القصير» ام الرباب» وما تناوله الإعلام المرئي والمسموع والمقروء من تمويلها للقاعدة واستدراجها تحت الفكر الضال، وما وصلت اليه المرأة السعودية من ضياع بسبب الفراغ الذي تعيشه سواء كان عاطفياً او اجتماعياً واستغلالها في مثل هذه الأمور.» اليوم» رصدت أراء أكاديميات وتربويات حول هذا الموضوع..
خواء شرعي:
بداية تقول مشرفة العلوم الدينية الأولى بمحافظة رأس تنورة هند المسند: كان الخبر بالنسبة لي – صدمة – فلم أتوقع في يوم من الأيام أن يرد على مسمعي أن هناك نسوة ينضممن الى هذا التنظيم الفاجر وهن يحملن الهوية الإسلامية ويقدن بنات الجيل بمناهج شرعية, لكن هذا دليل على خواء المعتقد الشرعي في داخل نفوسهن.
رفع الوعي:
وذكرت الكاتبة أنيسة السماعيل ان هذا شيء مستغرب لنا كسيدة في المجتمع فالسيدة عادة تكون اهتماماتها بالتربية والاهتمام بالأبناء والرحمة والعطف ونحن كمجتمع نستغرب ما عملته تلك السيدة حيث ان بنات هذا الوطن يحفظن القرآن ويعرفن الأمور الدينية فالأجدر بها ان تكون حامية للوطن وأبنائه وان تدافع عنه فهي مستغربة كإحساس ومشاعر وهي مصدومة بها، وتضيف: المرأة في حد ذاتها عاطفية وحنونة فهي تتفاعل مع الكل بعاطفة ولهذا يجب رفع الوعي لدى الفتاة من أمور مثل التطرف والاستغلال ولا ننسى دور الإعلام المنفتح لذا لابد ان نركز على تربية الفتيات من أعمار صغيرة ويجب ان يكون هناك برامج ثقافية ورياضية واجتماعية لنشغل الفتاة ونقضي على الفراغ الذي تعيشه سواء عاطفيا او اجتماعيا ونركز على الفكر ذي التوجه السليم ونحلق بالأرض والوطن للأعلى.
الفكر الضال:
اما التربوية والكاتبة أسماء الهاشم فنوهت أنها تستغرب من تنظيم يصف نفسه بالإسلامي السلفي ان يتخذ من النساء مطية لتحقيق أغراضه وتستغرب ان تعمل هذه المرأة طيلة هذه المدة على هذا النحو وتخرج أموالا بهذا الحجم ولم يكشف عن هذه الخلية الا مؤخراً, أيضا تستغرب من المرأة في مجتمعها الذي يرنو الى النهضة العلمية والثقافية ان تنخرط في مثل هذه التنظيمات غير المسئولة لتجر على نفسها وعلى أبناء وطنها الويلات, وتمنت الهاشم من المسئولين في وزارة الداخلية ان يعرضن الأدلة التي بحوزتهن على الملا ما أمكن ذلك كي يحرج كل من يؤيد هؤلاء لتكون الصورة واضحة لجميع أبناء المجتمع. قيادة النفس:
وتقول حذام الريس- تربوية- إن المرأة المسلمة تعتبر رضا الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم هما قدوتها لذا يجب ان لا تخطو أي خطوة الا بعد ان تدرسها لذا يجب على الأم والأخت والبنت ان تدرس تلك الخطوات قبل ان تخطوها، والعاقل منهن لا يفعل ما فعلته ” ام الرباب” بل تبحث عن رضا الله وتقتدي بالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ومن يعود للتاريخ الإسلامي يجد ان هناك أمثالها موجود بالعهود السابقة حيث كن يعملن كما عملت ” ام الرباب” وتضيف: لابد من الإنسان ان يقود نفسه ولا يقوده الآخرون لكي لا يؤذي نفسه وأهله ووطنه.
النسيج الاجتماعي:
الباحثة والمختصة في الشؤون الإرهابية في كرسي الأمير نايف للأمن الفكري بجامعة الملك سعود بينة الملحم تقول: لم يكن من المفاجئ لي إطلاقاً تلقي خبر “هيلة القصير” وقبلها “وفاء الشهري” لأني كنت أعتقد جازمة أن دور المرأة في الإرهاب ومكافحته أكبر من أن نستوعبه، وتقول: طالما كنت أردد ومنذ بدايات اشتغالى البحثي واهتمامي في هذا المجال أن دور المرأة هو النقطة العمياء التي لم ينظر إليها المجتمع بذات الأهمية للرجل! أو بصورة أدق قلل من شأن أهميتها ولا أدري هل تناسى ذلك المجتمع أو غفل عن حقيقة مؤكدة أن الإرهابي في أصل تكوينه ونشأته هو جزء من نسيج اجتماعي يتكون من ذكر وأنثى، فالمرأة حاضرة لا محالة في نشأة هذا الإرهابي أماً كانت, أو أختاً, أو زوجة وابنة, أو قريبة”. هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى تكوّن الفكر المتطرف لدى الفرد الإرهابي ودور تدين المرأة الأم بشكل متطرف ومتشدد فيه فإما أن تضمهم هذه الأم لدائرتها المتطرفة أو ينفلتوا من زمام سيطرتها فتفقد الأمل فيهم.
التطرف والتشدد:
وتقول الناشطة الحقوقية عالية آل فريد بمحافظة القطيف: لا شك أن واقع التطرف والتشدد الذي يقود لممارسة الإرهاب يطال المجتمع السعودي رجالا ونساء، وغياب الاهتمام بواقع المرأة على هذا الصعيد لم يكن مبررا خلال الفترة الماضية، وإن اعتقال هيلة القصير يقودنا إلى ضرورة الاهتمام بمحاربة الفكر الإرهابي الضال ولمجابهة نزعات التطرف في المجتمع النسوي السعودي، وهذا يتطلب برامج ثقافية واجتماعية وتربوية عديدة، مما يجعلنا نتطلع أن يكون الإعلان على القبض على هيلة القصير بداية الاهتمام الجدي والنوعي بتنقية المجتمع النسائي من كل عناصر التطرف ونزعات العنف الموجودة في المجتمع النسائي بشكل خاص مما يستدعي ذلك ضرورة إيجاد مشروع ثقافي وطني متكامل يعنى بشؤون المرأة والأسرة في المجتمع السعودي.
أمر مدهش:
وقالت قماشة العليان من الإعلام التربوي: المجتمع دائرة تبنيها جناحات المرأة, إما أن ترتقي بزواياها أو أن تهدمها بلحظة خطأ قد يكون لا إراديا, لذلك لا نغفل عن دور المرأة في المجتمع بصفة عامة, فالمرأة ليست نصف المجتمع فقط بل إنها ثلاثة أرباع الدائرة, فهي التي تلد وتربي, لذلك يجب إعادة النظر في قضية أم الرباب, وقد تكون ضحية فكر مضلل, وقد تكون مستحقة لما حصل لها, وأنا عن نفسي لم أدهش حينما تم القبض عليها, ولكن دهشت من أنها السعودية الأولى التي تتولى قاعدة بأكملها هنا يكمن الأمر الشاذ من نوعه.
بعيد عن العقلانية:
الإعلامية إيمان بكر يونس قالت: من الصعب أن نقول عنها إنها قد تكون على جهل بالأمر, فكل شخص يعي ما يقوم به من تصرفات, فما قامت به غير سَوي ولا يمت للعقلانية بصلة, فهي موّلت لجهة لا تعلم أين وجهتها وإلى أي مدى ستصل, لم تفكر أنها قد تغدر حتى بها ما دامت غدرت بدولة بأكملها, وها هي الآن لم تجد ذاتها نفعاً مما قامت به, أي وسيلة جهاد هذه التي تجعل من المسلم يقاتل أخاه المسلم, هل هناك ما ينص على القتال بين المسلمين, وما يدهشك في الأمر أنها إمرأة! يفترض أن تكون المُدرسة التي تتخذ منها الدروس لمستقبل زاهر وليس مجتمع ملطخ بالدماء, أما إذا ألقت بفكرها لحدود كهذه فهي ألقت بكل من حولها ولأجل ماذا؟! لا شيء مع الأسف!
مغرر بها:
الدكتورة إزدهار الحريري من جامعة الدمام قالت: أولاً لابد من التحقق من الأمر بوجه عام, فقد تكون مغررا بها, خاصة إذا كانت جاهلة, وقد تكون عملية ابتزاز أو قد تكون بمحض إرادتها, فيستحسن بدايةً أن يكون هناك تحقيق متكامل في زوايا القضية, وفي حال اتضحت الرؤية لابد من أن تعاقب حتى تكون عبرة للطرفين الرجل قبل المرأة, والدور الأساسي والأول في مثل هذه القضايا الفكر الضال الهادم لعقلية المرأة التي غالباً ما توصف بالحساسة, فلو كان هناك وعي ثقافي لما وصلنا إلى مثل هذه الأمور.
تاريخ المادة: 24/6/1431.
المصدر: جريدة اليوم