أ . عالية فريد >> حديث الشهر
المرأة والتطرف في المجتمع السعودي
8 يونيو 2010 - أ . عالية فريد
المرأة والتطرف في المجتمع السعودي
عالية آل فريد
لاشك أن واقع التطرف والتشدد الذي يقود لممارسة الإرهاب يطال المجتمع السعودي ككل رجالا ونساء ، وغياب الإهتمام بواقع المرأة على هذا الصعيد لم يكن مبررا خلال الفترة الماضية ، كان آخره القبض على أخطر إمرأة عضوة في تنظيم القاعدة كما وصفتها وسائل الإعلام و المدعوة ب هيلة القصير ( أم الرباب ) 45 عاما ، كانت قوات الأمن قد ألقت القبض عليها في مدينة بريدة السعودية قبل نحو ثلاثة أشهر وكانت مهمة هذه المرأة جمع الأموال للتنظيم . وكشفت مصادر امنية مطلعة ان حرص تنظيم القاعدة في الاهتمام بالقصير يأتي نتيجة دعمها اللوجستي من خلال التغرير بالنساء والحصول على الاموال منهن بحجة الاعمال الخيرية المختلفة كونها داعية ولها تأثير على المحيطات بها ، وأن آخر مبلغ حولته إلى الإرهابيين بلغ 650 ألف دولار خصوصا ان الدعم تقلص من الجانب الرجالي بشكل كبير نتيجة الحصار المفروض من الجهات الرسمية واحكام الرقابة على التبرعات وكان الحل اللجوء الى النساء لاستقطاب الاموال .
إن هذا المشهد يبين لنا قوة وقدرة الأمن السعودي على مواجهة الإرهاب ، فالانجازات التي حققها في هذا الحقل تبين حجم الجهود التي بذلت في شن الحملات والقبض على العابثين والمخربين الذين كانو يخططون لإستهداف المنشآت النفطية والأمنية والعبث بإستقرار الوطن ، في ذات الوقت إن إعتقال هذه السيدة يقودنا إلى ضرورة الإهتمام لمحاربة الفكر الإرهابي الضال ولمجابهة نزعات التطرف في المجتمع النسوي السعودي ، وهذا يتطلب برامج ثقافية وإجتماعية وتربوية عديدة ، مما يجعلنا نتطلع أن يكون الإعلان على القبض على هيلة القصير بداية الإهتمام الجدي والنوعي بتنقية المجتمع النسائي من كل عناصر التطرف ونزعات العنف الموجودة في المجتمع النسائي بشكل خاص .
مما يستدعي ذلك ضرورة إيجاد مشروع ثقافي وطني متكامل يعنى بشؤون المرأة والأسرة في المجتمع السعودي ، فالكثير من المجتمعات تشكلت فيها مجتمعات وتجمعات للعناية بالمرأة والأسرة إلا المجتمع السعودي لم تتشكل فيه بعد مؤسسة وطنية متكاملة تعنى بشؤون المرأة والأسرة ، وأنا أعتقد أن القبض على هيلة القصير يكشف لنا مساحة الفراغ الموجود على المستوى النسائي والأسري في السعودية ، والذي تم توظيفه من قبل هيلة القصير لأغراض إرهابية وعنيفة ، وهذه تعد مناسبة يمكنني أن أشير فيها إلى ضرورة الإسراع بتشكيل مجلس أعلى وطني يعنى بشؤون المرأة والأسرة ، ويأخذ هذا المجلس على عاتقه الإهتمام الثقافي والإجتماعي والسياسي والتربوي بكل ما يعنى بشؤون المرأة في أطوار حياتها المختلفة .
أضف تعليقاً