مركز إيلاف >> اصدارات المركز

  نشرة بصيص من أمل

January 17, 2004 - محرر الموقع

– بصيص من أمل:أنا معاق، اسمي معاق، عنواني معاق، مؤهلاتي معاق، نعم هذه بطاقتي الشخصية التي اعرف بها أنا وأمثالي في كل مكان، أينما تواجدنا تلاحقنا الأنظار وتطاردنا شفقة الناس وسط هذا المجتمع رأفة بنا وتعاطفاً مع مأساتنا مشيرين إلينا.
لحظه من فضلكم لا تتسرعوا في الحكم على بالعجز، يكفي ما أنا محكوم علي به من سجن مؤبد وسط أسرتي، فأنا إنسان، كياني إنسان، احمل بين جوانبي قلب ينبض بالحياة،أمتلك أحلام وأماني وطموح يتجاوز حدود الزمان والمكان عشت حياتي وحيدا حائرا ليس من أحد يقف بجانبي وصلت إلى طريق مسدود خيم علية اليأس والقنوط،ومشكلتي تزداد وتكبر معي يوما بعد يوم، بالأمس كنت طفلا صغيرا تحنو على والدتي بلطف وعطف مبالغ فيه لأني كسيح بين أربعة أخوه، أما اليوم فقد كبرت وكبرت معي آلامي وأحلامي شيئا فشيئا، فوالدي بدأ يشيخ وأمي تعبت يصعب عليها حملي ونقلي و أخواني داهمهم الملل من كثرة طلباتي، وأنا وحدي ضائعا بينهم لاسيما أن عمري يقارب الرابعة عشره سنه،فكم أحزن وأنا أنظر إليهم،وكم أتألم عندما أراهم يلعبون ويمرحون،يركضون ويقفزون وأنا عاجز، يذهبون إلى المدرسة والحديقة وحيثما يرغبون وأنا مقعد،ولا يكفي أنني حبيس أربعة جدران، بل إن عقلي سليم ويمكن أن أمتك مؤهلا لكن لا تعليم ولا هدف أستحق العيش من أجله ولا أدري ما السبب ؟؟ أهو الخوف من الاعتراف بي أن أنني امثل عيباً وأحمل عاراً لأسرتي حينما يراني الناس،هذه الأسرة التي آمنت بقضاء الله سبحانه واحتسبت لثوابه في تحملي والصبر علي، لكني أراها اليوم ملت من الصبر حتى كل الصبر مني أم هو الجهل والتجاهل لأبوين لم ينالا قسطهما من التعليم إلا القليل وسط مجتمع يغفل عن أبسط حقوقه حتى يطالب بحقي كمعاق، وأما هذه التراكمات وهذا الطوفان الذي يلف بي لاح لي بصيص من الأمل وحانت الحظه التي لطالما تمنيتها عندما أطرقت سمعي لشاشة التلفاز وكان أحدهم يتحدث عن ضرورة إلحاق المعاقين ببرامج تعليمية وتأهيله تعزز لهم ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم الحياة الكريمة،و توفر لهم فرص الاعتماد على ألذات، لم أكن أصدق ما سمعت فقد أشرقت السعادة في وجهي وتهلل قلبي فرحاً، أخيرا سأعيش وهاهي الدنيا تفتح لي أبوابها من جديد لتضئ لي بصائر الأمل، وتنتشلني من جرح المعاناة الطويل، كفاني استسلاماً وضياعا طوال سنوات مضت، وبكل عزيمة وإصرار تمكنت من إقناع والدي بضرورة إلحاقي بهذه المراكز فأدرك حاجتي و أسرع مستجيبا لإلحاحي المتواصل، فتقبل الأمر وبدأنا رحلة البحث ونحن نتجول من مكان إلى آخر بين زحمة الشوارع وأزقة المستشفيات وأرصفة المراكز لإنهاء الفحوصات اللازمة، لكن سرعان ما تلاشى فرحي وتحطمت آمالي واسودت الدنيا في وجهي عندما صعقني والدي بخبر عدم قبولي في هذه المراكز لأن القبول فيها يخضع لشوط معينه لا تتوافق مع إمكانياتي، أحسست
بخيبة أمل وأصاب الإحباط والدي حتى تفجر بركان الغضب في قلبه فندم على اللحظات التي ضيعها برفقتي فزادني هماً إلى همي.
… رفعت رأسي إلى السماء أنظر باكيا وبحرقة ألم هدني ربي خلقتني صغيرا ورزقتني كبيرا وأنت أعلم بحالي فاكفني ما أهمني…. مرت الأيام ثقيلة كاد فيها اليأس أن ينال مني ويقضي علي، لكن رحمة الله كانت أوسع وبابه أسرع وصدق سبحانه فهو القائل ( إن مع العسر يسرا ).
استبشرت من جديد وعاد السرور إلى قلبي عندما علمت بافتتاح مركز للمعاقين في المنطقة، ظللت أعد الأيام وأرتقب حركة دوران الساعة لحين انبلج فجر صباح ذلك اليوم الذي تم فيه افتتاح مركز إيلاف لرعاية وتأهيل المعوقين وليكون رمزاً للألفة والمحبة وبين أمثالي من حرموا التمتع في الحياة.
وبكل عزيمة وإصرار تشجع والدي فانطلقنا مسرعين يتقدمنا الأمل طرقنا الباب وإذا بقلب حنون وصدر رحب بقدومنا، في هذه اللحظات لم أتمالك نفسي من فرط السعادة التي غمرتني فتساقطت دموعي فشخصت ببصري عالياً حمداً لك يــــــــــــــارب .

– كيف نتعامل مع الكفيف:

• إذا قابلت الكفيف يجب التحدث معه ونحن نشير بنظرنا إليه.
• وإذا ألقيت التحية لابد من مسك يده .
• وإذا رافقته في السير يجب أن لا يكون أمامك أو خلفك بل قده بيدك بحيث يكون شبك الأيدي من المرفق.
• لو تطرقت إلى موضوع عن المكفوفين بحضوره لا تقطع الحديث، مراعاة لشعوره، لأنه يجب أن يكون قد تقبل إعاقتة.
• يجب تعليمه على المرافق العامة باستخدام الأشياء المحسوسة كوضع أجراس خاصة مثلا،عند الوصول إلى غرفة النوم يضغط الكفيف الجرس يرد الجرس بصوت لتعريفه بأنها غرفة النوم.
• يجب عدم ترك الأبواب نصف مفتوحة يجب إما أن تكون مفتوحة تماما أو مغلقة تماما لكي لا يتعرض لاصطدام.
• بعد التعليم والتأهيل يجب أن تكون في يده عصا لتمكنه من التنقل في أرجاء المنزل أو المرافق العامة.
• يجب أن لا يرفع الصوت عند التحدث مع الكفيف.

—–
موقع مركز إيلاف



أضف تعليقاً