أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


“حقوق الإنسان» تنتقد ضعف دور “الهلال الأحمر» في إغاثة الأحياء “المنكوبة»

17 ديسمبر 2009 - جريدة الحياة

“حقوق الإنسان» تنتقد ضعف دور “الهلال الأحمر» في إغاثة الأحياء “المنكوبة» 

جدة – أحمد العمري

انتقد وفد من فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة غياب هيئة الهلال الأحمر عن تقديم خدماتها في الأحياء المنكوبة جراء كارثة نوفمبر، ورصد الوفد خلال جولة نفذها أول من أمس نقص الدعم الغذائي للمتضررين بعد أن شكت أسر عدة، من عدم حصولها على المواد التموينية، إضافة إلى عدم إيواء العديد من العوائل التي لاتزال تقطن في مساكنها المتهالكة، وسجلت الزيارة غياباً واضحاً للأمانة عن رش المستنقعات المنتشرة في المناطق كافة، ما أثار مخاوف السكان من تحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات.

وآتت الجولة ثمارها في الحال حين تفاعل المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد التويجري مع تلك الملاحظات، ووجه بإيواء المحتاجين وتسكينهم فوراً، فيما عمل المسؤولون عن الجمعيات الإغاثية على تشكيل فرق ميدانية لمتابعة الحالات التي أبلغ عنها وفد الجمعية.

وتابع وفد الجمعية برئاسة مشرف فرعها في المنطقة الدكتور حسين الشريف ومشاركة الدكتورة بهيجة بهاء عزي ومعتوق الشريف والباحث القانوني حمزة الباحث، أوضاع حي قويزة ورصد العمل الاغاثي، عقب أن تلقت الجمعية شكاوى من نقص المواد الإغاثية.

بعد ذلك وقف الوفد على آلية توزيع الإعانات للمتضررين في حي كيلو 14من المواطنين والمقيمين، وزار عدداً من المساكن المتضررة.

وأوضح رئيس الوفد الدكتور حسين الشريف أن الحي يحتاج إلى دعم، مشيراً إلى أن كميات المعونات التي وصلت إليه لم تكف، إذ لم يصل بعض المؤن الغذائية حتى الآن لبعض الأسر فيه.

وحض الشريف القائمين على توزيع المعونات في حي كيلو 14 على تكثيف الجهود، ودعم الأسر لاسيما التي بها نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، لافتاً إلى أن الوفد لمس العديد من الإيجابيات في الحي منها وجود أعمال النظافة المستمرة في الشوارع، ورفع الأنقاض التي شارفت على الانتهاء، واستدرك قائلاً: «لكن الحي لايزال بحاجة لتكثيف عمليات الإصحاح البيئي، إذ تنتشر في أروقته وبكثافة الحشرات والذباب والبعوض».

ورصد الوفد شكاوى عدد من سكان كيلو 14 من تأخر صرف معوناتهم، وعدم اكتفائهم بها، فأحد المواطنين «فضل عدم ذكر اسمه» شكا من أن موظفي صرف الإعاشات والإعانات دونوا في كتيب الإعانة استلامه عدداً من الفرش والبطانيات مع أنه لم يتسلمها.

وقال: «وعندما أخبرت الموظف أني لم أستلم شيئاً من ذلك، أكد لي بأنهم سيصرفونها لي بعد يومين، مع أنهم دونوا إشارة الاستلام في الكتيب الخاص بي للإعانات».

وأشار إلى أن أسرته تتكون من 12 فرداً ومنزله لم يعد صالحاً للجلوس، مفيداً أنه دفع ثمن بعض إصلاحاته من حسابه، إلا أن الدفاع المدني أخبره بأنهم سيسددون الفواتير التي دفعها لإصلاح منزله.

وروى عبدالسلام البرماوي لـ «الحياة» عدداً من المآسي التي عاشها حيهم الواقع على وادي مرت، مشيراً إلى أن 11 سيارة دخلت بيتاً واحداً، حامداً الله على سلامة أهل ذلك البيت.

وقال: «في ذلك اليوم الناس خرجت من بيوتها ولم تعرف مأوى أو مكاناً تلجأ إليه من السيل، فالمشهد أقوى من الاستنفار أو الفرار، كل يبحث عن عائلته ويفكر فيما قد يحل بهم»،

فيما تضجر عدد من النساء الوافدات لعدم صرف إعانات وإعاشة لهم مؤكدات رفض العاملين في اللجان بسبب أن النظام لا يسمح للأجنبي، وطالبن المسؤولين بالنظر في هذه القضية متمنيات أن تشمل المكرمة الأجانب أسوة بالسعوديين.

وسجلت الجولة غياباً واضحاً للأمانة في رش المستنقعات، ما أثار مخاوف الأهالي من تحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات، لاسيما وأنها انتشرت بكثافة في أحياء شرق جدة بعد أمطار 25 نوفمبر.

وواصل وفد فرع الجمعية زيارته لصالة المعارض التي تحتضن المواد الإغاثية التي توزع على الجمعيات الخيرية، وأبدى الدكتور الشريف سعادته بوجود أعداد من الشباب المتطوعين الذين يعملون على إعداد وتجهيز السلال الغذائية.

وقال الشريف: «كان لدينا تخوف من إقفال المعونات لاسيما أن هناك أحياء كثيرة محتاجة إلى المساعدة ، بيد أن المعونات لاتزال تتدفق وهو ما يفرحنا».

وتجلى دور مؤسسات المجتمع المدني في الأزمة، مثل فريق إنقاذ جدّة الذي يقدم خدمات جبارة بمشاركة الشبان والفتيات السعوديين والوافدين أيضاً. إذ يعمل على توزيع الإعانات والمساعدات للأهالي المتضررين، ويتخذ فريق إنقاذ جدة معرض الحارثي موقعاً له، ويعمل على استقبال التبرعات و توزيعها، تحت رعاية لجنة التكافل التابعة للغرفة التجارية بجدة. ويقول معتز عبدالله: «إن الفريق كان في البداية عبارة عن اتحاد ثلاث فرق تطوعية والآن انضم إلينا خمس فرق وحدوا جهودهم وهم على استعداد للتضامن مع فرق أخرى»، مناشداً كل الفرق التطوعية بجدة للتعاون معهم «فهم بحاجة إلى أعداد أكبـر تعادل نسبة المتضررين».

وبدوره، أوضح فايز الشيخي أن جهود شباب وشابات فريق إنقاذ جدة لم تقتصر على المتضررين ولكنها غطت أجزاء واسعة من المحافظة ناصحاً أقرانه بالانضمام إلى قائمة الفريق.

وذكر أن التبرعات التي تصل إلى أرض المعارض في جدة لصالح المتضررين تحتاج إلى متطوعين من الجنسين لفرزها وتنظيمها وتنظيم عملية إيصالها ميدانياً للمتضررين في الأحيــاء المنكوبة. وأفاد أنهم يجتمعون يومياً في تمام الـ 11 صباحاً في أرض المعارض بجدة، لافتاً إلى أن الحاجة ماسة لأيــاد ٍ تساعد في تنظيم التبرعات وتهيئتها للتوزيع في مقر عمل المجموعة.

«المدني»: لاتمييز

في إيواء المتضررين

اجتمع وفد جمعية حقوق الإنسان خلال الجولة مع المدير العام للدفاع المدني سعد التويجري والمتحدث الإعلامي للمديرية العميد محمد القرني وبحثوا نتائج زيارتهم لحيي قويزة وكيلو 14.

وذكرالدكتور الشريف أن الوفد نقل لرجال الدفاع المدني ملاحظات عدة، منها ما يتعلق بالمعلومات الواردة عن وجود تمييز في الإيواء والإعاشة بين المواطنين والمقيمين، ومخاوف الأهالي من توقف البحث عن المفقودين والاستعدادات في حالة حدوث أي مشكلة في بحيرة المسك، مشيراً إلى أن ملاحظاتهم كانت محل تقدير وترحيب من رجال الدفاع المدني.

وأفاد أن المتحدث الرسمي للدفاع المدني أكد لهم أن عملية الإيواء تتم من دون تمييز بين سعوديين ومقيمين، مشيراً إلى أن الدفاع المدني على استعداد لتلقي أي شكوى، وأكد الالتزام الكامل بالتوجيهات الملكية بإيواء كل المتضررين سواء كانوا سعوديين أو غيرهم وبطريقة عاجلة.

وقال الشريف: «إن الفريق التويجري والعميد القرني قدما للوفد كثيراً من المعلومات الإحصائية وشرحاً وافياً عن ما بذلوه أثناء الحدث وجرى بحث ما أثير حول بحيرة الصرف الصحي، ولمسنا استعدادهم لمواجهة أي طارئ في الموقع»، مؤكداً أن رجال المدني اتخذوا الاحتياطات والاستعدادات كافة حيال حدوث أي تسرب منها.

وأوضح أن الدفاع المدني شــــيدت كثيراً من الحواجز الترابية لحماية السكان في الأحياء المجاورة لافتاً إلى أن هناك رقم سنترال 6571619 لتـــقديم أي معـــلومات أو إرشادات لأي شخص محتاج إلى مساعدة، سواء في مجال الإعاشة والإيواء أو التبليغ عن آثار الكارثة.

المصدر:جريدة الحياة الاربعاء, 16 ديسيمبر 2009

http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/87064

أضف تعليقاً