آل الشيخ: سنعمل على تصحيح العقل الدعوي في النظرة إلى المستجدات
29 ديسمبر 2009 - جريدة الحياةآل الشيخ: سنعمل على تصحيح العقل الدعوي في النظرة إلى المستجدات
الجمعة, 25 ديسيمبر 2009
الرياض – أحمد غلاب
أكد وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ أن الوزارة «ستعمل على تصحيح العقل الدعوي في النظرة للمستجدات، لأنها لاحظت خلال الفترة الماضية أن منتسبين للدعوة والمساجد يتحدثون عن مواقف تجاه المستجدات ليست على أصول الشرع ولا على مقتضيات الحكمة والعقل».
وقال في حديث مع «الحياة»: «لا بد من صياغة الفكر من جديد، وذلك بحصر هذه الأنماط ومخاطبتهم بلغة جديدة، وهذا هدف نسعى لتحقيقه هذا العام من خلال دورات وبرامج تأهيلية واللقاءات المفتوحة التي تقام للخطباء والدعاة».
وأكد أن لجنة شرعية استشارية من الوزارة تقوّم أداء خطباء المساجد وتقابل كل خطيب وتناصحه وتوضح له الصواب، ومن يتكرر منه التجاوز أكثر من مرة يُعفى، لافتاً إلى أن «الشؤون الإسلامية أعفت على مدى السنوات السبع الماضية الكثير من الخطباء المتجاوزين وقبلت تراجع الكثير أيضاً بعدما عرفوا الصواب»، مشدداً على أن الوزارة لا تقصد العقوبة بحد ذاتها بل تسعى للإصلاح وهذا ما تحقق على مدى السنوات السبع.
ولفت إلى أن توجيهات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز التي أطلقها بعد رعايته حفلة جائزته للسنة النبوية أول من أمس وحمّل فيها علماء الدين الإسلامي مسؤولية الرد على الحملات التي تستهدف تشويه الإسلام والمسلمين، ستكون محل اهتمام كبير من رجال العلم والدعاة في الوطن الإسلامي أجمع.
وقال آل الشيخ رداً على سؤال لـ«الحياة»: «إن كلمة الأمير نايف انطلقت من شخصيته المسؤولة عن الجانب الأمني في البلاد، وكذلك لأنه مدرك وملمٌّ بنشأة الانحرافات في المجتمع، ولذلك فإن توجيهاته نابعة من تجربة عمله، ويجب على علماء الأمة أن يأخذوا زمام المبادرة وينطلقوا بحملة أخرى مضادة للدفاع عن الإسلام والمسلمين وذلك بالتعريف بحقيقة الإسلام».
وتابع: «نعترف بأن لدينا قصوراً في الردود والإيضاح عن صورة الدين الإسلامي، وأن لدينا أيضاً قصوراً في مد الجسور للتعريف بالإسلام، ولذلك أصبح الإعلام العالمي ومن يردد ما يأتي فيه يوقع الشبهة بين صفوف المسلمين أكثر مما يوضح لهم حقيقة الأمر، والتعريف من دون شك جزء كبير من الحل وإيضاح للحقيقة عن كل خطأ ينسب للإسلام».
وأشار آل الشيخ إلى أن الأمر الآخر الذي يجب على الوزارة العمل به هو مد الجسور لمراكز البحوث والدراسات المختلفة في مختلف أنحاء العالم، لأن النقص في التواصل أدى إلى فهم الإسلام مشوهاً وفهم أيضاً أن المملكة والدعوة مشوّهتان لأنه ليس لديهم المعلومة الكافية، وهذا واجب يقع على علماء المسلمين والدعاة ووسائل الإعلام، مؤكداً أن كلمة النائب الثاني تعبّر عن «إضاءة» يجب أن يسير عليها أهل العلم في نصرة الإسلام والدفاع عن حقائقه.
ولفت آل الشيخ إلى أن وزارته تسعى لمواكبة التطور الحاصل في المجتمع من خلال العمل الدعوي واستثمار التقنية الحديثة في الدعوة، خصوصاً في دعوتها للشباب كونها لغتهم اليوم. وقال: «إن مخاطبة الشباب قبل 30 عاماً تختلف حالاً عما هو حاصل اليوم، مشيراً إلى أن الوزارة ستقيم في منتصف العام الحالي المؤتمر الأول للمواقع الإسلامية الإلكترونية على شبكة الإنترنت، الذي يهدف إلى السعي والوصول إلى ميثاق عمل تعريفي لشرح الإسلام.