ورشة عمل تدعو الصحفيات السعوديات إلى التحلّي بالثقافة الحقوقية
1 يناير 2010 - جريدة الوطنورشة عمل تدعو الصحفيات السعوديات إلى التحلّي بالثقافة الحقوقية
طالبت بإقامة شـبكة للتواصل بين الإعلاميات للتباحث في شـؤون مهنتهن
المصدر: جريدة الوطن الاحد 10 محرم 1431 ـ 27 ديسمبر 2009
الدمام: نورة الهاجري، منى الشهري
دعت ورشة عمل متخصصة في العمل الصحفي والإعلامي شاركت فيها مجموعة من الإعلاميات السعوديات إلى إقامة شبكة للتواصل فيما بينهن وذلك للتباحث في شؤون مهنتهن، كما شددت الورشة على ضرورة ووجوب تحلي الصحفيات السعوديات بالثقافة الحقوقية التي تؤهلهن للعمل بنزاهة ووعي على مختلف القضايا مع مراعاة الأبعاد المختلفة للقضايا التي يعملن عليها.
وقد شارك زهاء الـ15 إعلامية سعودية من المنطقة الشرقية بفعاليات الورشة الموجهّة للإعلاميين من كلا الجنسين في تخصصات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والتي حملت عنوان “دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة”.
وكانت أستاذة الإعلام والاتصال في الجامعة اللبنانية الدكتورة نهاوند القادري عيسى قدمت الورشة إلى الإعلاميات المشاركات وذلك في فندق ميريديان الخبر على هامش فعاليات ملتقى “الأمان للمرأة” لعام 2009، الذي أقامته هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية واختتم أعماله نهاية الأسبوع الماضي.
وهدفت ورشة العمل إلى تعميق فهم العنف ضد المرأة وزيادة وعي المشاركات بأشكاله ومستوياته المختلفة، وتوضيح خطورة التمييز على أساس النوع وارتكاب العنف بناء على التفرقة على أساس النوع، وتوضيح الفرق بين الجنس والنوع الاجتماعي والتنبيه إلى عواقب الخلط على مستوى العمل الصحفي، وتعميق المعرفة بحقوق المرأة من خلال الإعلانات والاتفاقات والمواثيق الدولية ومناقشة الآليات التي تعاملت مع العنف ضد النساء “سيداو” وإبراز أهمية توظيف معرفة الصحفي بالقوانين والتشريعات في عمله الإعلامي وتعريف المشاركين على واقع تعاطي الإعلام العربي مع مسألة العنف ضد النساء.
ومنذ اليوم الأول أشادت الدكتورة نهاوند بالأهداف التي وضعتها الإعلاميات لحضورهن لورشة العمل، وقالت إن “الإعلاميات والصحفيات السعوديات قدّمن خلال الورشة ما لم تقدّمه إعلاميات في دول عربية أخرى”. ولفت نظرها جرأة إحدى الإعلاميات السعوديات التي أكدت أن حضورها لهذا الملتقى ما هو إلا تعبيراً منها عن مناهضتها للعنف ضد المرأة خاصة وأنها تعرضت شخصياً للعنف الجسدي والنفسي معاً من قبل زوجها.
وأشارت القادري إلى أن الرجال الإعلاميين أكثر قدرة على التلاعب بالأخبار وتطويرها نظراً لارتباطهم بشبكة من العلاقات المتينة مع مصادر من أصحاب القرار بالرغم من أن النساء الإعلاميات يمكن أن يكون لديهن تأهيل عالٍ جداً وإمكانيات أكثر من الرجل لكن عدم وجود مصادر تدعمهن بالأخبار وتمدّهن بالمعلومات يساهم في خمولهن في المؤسسات الإعلامية وعدم ظهور إنتاجهن
وأكدت القادري أنه لا يمكن لمجتمع إنساني أن ينمو والمرأة فيه معطّلة. كما ركزّت على مسألة هامة تتعلق بـ”أنسنة” الإعلام حيث تشير إلى أنه على الإعلامي أن يُراعي الجانب الإنساني في القضايا التي يتناولها، مشيرة إلى أن الإعلام يعاني من مشكلة التعامل مع قضايا العنف كحالة فردية.
وأكدت على أنه كلما كان الإعلامي ناشطاً اجتماعياً كلما كان عمله الإعلامي منتجاً أكثر، وشدّدت على أهمية أن يتحلّى الإعلامي بثقافة قانونية حقوقية تمكنّه من معرفة القوانين ومعرفة التراتُبية التي تحكمها وقدرته على مناقشتها والقدرة أيضاً على وضع القوانين في سياقاتها الاجتماعية والثقافية لتنزيهها. كما شددت القادري على ضرورة أن يتحلّى الإعلاميون والإعلاميات ببعد مهني ومعرفي وتفاعلي.
وفي اختتام ورشة العمل توصلّت الإعلاميات المشاركات إلى جملة من التوصيات حول آليات عمل إعلامي قادر على فتح نقاش هادئ يدفع باتجاه إشاعة ثقافة حقوقية خالية من العنف القائم على أساس التمييز اشتملت على اعتماد مقاربات إعلامية مستندة على النوع الاجتماعي ويتحقّق ذلك من خلال شعور الإعلاميين والإعلاميات بأهمية تحقيق العدالة، وأن يعملوا على الربط بين الأبعاد الثلاثة (البعد المهني: أن يكون لديهم مهارة مهنية وتتضمن أخلاقيات المهنة- البعد الاجتماعي: التفاعل مع قطاعات المجتمع- البعد القانوني:أن يكون لديهم ثقافة قانونية حقوقية).
وتضمنت التوصيات أيضاً أن يعمل الإعلاميون والإعلاميات على وضع الحالات القانونية المطروحة أمامهم في سياقاتها القانونية والتشريعية والعالمية “المواثيق الدولية”، وإقامة شبكة تواصل فيما بين الإعلاميات للتباحث في شؤون مهنتهن، وإنشاء قاعدة بيانات بين أهل المهنة الإعلامية والمنظمات والجهات الحقوقية لإمدادهم بالمعطيات وللإضاءة على نشاطات الهيئات، وأن يعمل الإعلاميون والإعلاميات على معالجة القضايا على أنها قضايا اجتماعية وليست فردية مع الابتعاد عن الإثارة والشخصنة والتدخّل في خصوصيات الأفراد، وأن يعملوا على إنشاء نواة منهم عاملة على إشاعة ثقافة المعرفة في الوسط الإعلامي.
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3376&id=129971