جدل بين إعلاميين وإعلاميات حول “العنف الرمزي” ضد المرأة
1 يناير 2010 - جريدة الحياةجدل بين إعلاميين وإعلاميات حول “العنف الرمزي” ضد المرأة
المصدر: جريدة الحياة الاحد 10 المحرم 1431هـ
اتفق عدد من الأكاديميات والإعلاميات وكذلك إعلاميين، على تزايد «العنف الرمزي» في المجتمعات، بسبب الأفكار الخاطئة، مستشهدين بما يُعرض في وسائل الإعلام من أحداث شبه يومية استعرضوها خلال وجودهم في بهو فندق «مريديان الخليج في الخبر، خلال وجودهم في فعاليات ملتقى «الأمان للمرأة»، الذي نظمه فرع هيئة حقوق الإنسان في المنطقة الشرقية. وتخللت المواجهة، التي كانت بطلب من الإعلاميات، تبادل تهمة العنف الرمزي والنفسي والجسدي، ضد الجنسين، إلا أن نهاية الحوار شهدت اتفاقاً بين الجميع، على أن «العنف الرمزي ما زال يلقي بظلاله على المجتمعات، وبخاصة على المرأة».
وذكرت الأستاذة في الجامعة اللبنانية في لبنان الدكتورة نهاوند القادري، التي شاركت في تقديم الدورة، في شقها النسائي، أن «العنف الرمزي يعرّض المرأة أو المُعنف بشكل عام، إلى ضغوط نفسية كبيرة، من غير أن تعرف، بسبب الكثير من المفاهيم الخاطئة في مجتمعنا، التي يؤمن بها البعض، من رجال ونساء». وأضافت القادري، «قد تمارس المرأة العنف النفسي على الرجل، بسبب الضغوطات الناجمة من المجتمع»، الذي وصفته بـ «الاستهلاكي». وأكدت على الإعلاميين أن «ينقلوا خبر أي حالة عنف على أنها ظاهرة اجتماعية، وليست حالة فردية». وبينت أن «المجتمعات بأفكارها ذات البنية المركبة، لا تدرك أنها في حاجة ماسة إلى محاربة العنف ضد المرأة، وأن الرجل يحتاج إلى أن يعالج هذه القضية، كي يرتقي في الأسرة والعمل، وكل جوانب الحياة».
وسردت إعلاميات بعض المشكلات التي تتعلق بعملهن، وأكدن أنه «لا يمكن مقارنة وجود الرجل مع المرأة في الوسط الإعلامي، خصوصاً من الناحية النوعية، لا الكمية». وأشرن إلى أن ذلك «يدخل في العنف الرمزي، فالإعلامي يعمل في المجالات المهمة كالسياسة والاقتصاد والأحداث المهمة. أما المرأة، فيكون مجالها غير مقروء، كالصفحات المتعلقة في الأسرة والطفل». وأقرت الإعلامية عرفات الماجد، أنها من خلال عملها في الإعلام المرئي والمسموع تجد «توافقاً كبيراً بين الرجل والمرأة، بخلاف الإعلام المقروء. ويمكن للمرأة أن تثبت وجودها كإعلامية». وقالت: «نحن كإعلاميات نتقبل توجيه الرجل، إذا كان صاحب خبرة. أما إذا كانت توجيهاته محاولة للهيمنة، فلا نتقبلها بأي شكل من الأشكال».
ورأت الكاتبة ميرفت بخاري، أن الإعلاميات «مُستبعدات من الكثير من المجالات التي تهم المجتمع، على رغم أن الإعلام قدم الإعلامية المرأة»، مضيفة أن «وجودها نافع إعلامياً، وليس ذا ضرر». وأردفت «أخذنا فرصة في الإعلام، لكن ما حصلنا عليه لا يتجاوز 50 في المئة مما نطمح إليه». وأشارت المذيعة أفراح أبو عبدالله، إلى أن المشكلة «ليست في الوسط الإعلامي، بل في نظرة المجتمع إلى الإعلامية». كما أشارت إلى أن هناك «تفرقة بسيطة في الرواتب والمكافآت». إلا أن بعض الإعلاميين نفى وجود أي تفرقة في الرواتب والمكافآت، مؤكدين أن «الكثير من العاملين في الإعلام من الرجال، يتقاضون رواتب ومكافآت ضعيفة، مقارنة بالجهد المبذول من الصحافي، أو الإعلامي في شكل عام». كما أكد البعض على وجود «عنف نفسي أو جسدي من المرأة ضد الرجل»، وأن «الرجال أكثر كتماناً من النساء في مثل تلك القضايا، كونها تخدش رجولته. ولا تظهر على الساحة الإعلامية». ولم ينف أي من الحاضرين تعرض المرأة إلى العنف بأشكاله المختلفة.