أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات, مشاركات


عدالة مثقوبة من القاع

2 يناير 2010 - محرر الموقع

عدالة مثقوبة من القاع
 

المهندس منسي عبدالله حسون * – 2 / 1 / 2010م – 2:04 م
يعيش الإنسان في هذه الدنيا وهمَّه أن يحصل على حياة كريمة وعزيزة وآمنة ويلقى العدالة والخير ممن حوله،

يحترمه ويُقَدِره الآخرون وهو كذلك يحترم ويُقَدر الآخرين،ويشعر في نهاية المطاف بأنه كائن حي يستنشق هواءً صحياً حاله مثل حال المخلوقات الأخرى من جنسه بني الإنسان.

وحينما نأتي إلى واقعنا الذي نعيشه،نجد بأن أبناء المذهب الشيعي يتعرضون للإهانات والقذف في الصحف اليومية أو التلفاز أو المساجد وغيرها!،ونحن نتساءل: هل هذه الطائفة من البشر!!؟؟ أليسوا بمخلوقات لهم عزتهم وكرامتهم،أم أنهم مثل ما يقولوا هم نموذج”الحيطة المايلة”،أو هم “ملطشة لكل من هب ودب”؟؟،فمن يريد أن يعلو صوته ويحضا بشأن رفيع فليقذف ويشتم  تلك الطائفة!!!.

في جريدة الجزيرة السعودية وعددها الصادر يوم الخميس 31/12/2009م،يأتي “جاسر الجاسر” الكاتب ومدير التحرير في نفس الجريدة ويتهجم على الشيعة بمقاله الطائفي بعنوان”فضائيات الفتنة”،وهو يحاكم الطائفة ويخرجهم من دائرة الإسلام،وذلك حينما يقول” فالمسلمون يكونون أكثر التزاماً وتأدية للواجبات الدينية في المناسبات الدينية ومنها مناسبة عاشوراء التي يحرص المسلمون على صوم أيام عاشوراء، وأن يكونوا أكثر تمسكاً بالقيم والأخلاق الإسلامية إلا أننا وبألم تابعنا خروج بعض المحطات الفضائية التي تدعي خدمتها للإسلام”،أي أن الشيعة لا يصوموا عاشوراء فهم خارج الإسلام،وقنواتهم بعيدة عن خدمة الإسلام.فنقول:لا حول ولا قوة إلا بالله فلم يبقى إلا جاسر الجاسر لكي يمضي ويرشح من هم في دائرة الإسلام والذين يخدمونه.

ويستمر الكاتب المتدين حتى النخاع بقوله” في حين يرتكب أصحاب تلك المحطات والقائمون من معدي برامج ومذيعين من ذنوب لا تحصى من خلال توجيههم البذاءات والشتم والكذب الموجه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزوجاته رضي الله عنهم أجمعين”،فنقول:بأن إسطوانة ونغمة سب الصحابة،أصبحت تبريراً لكل من يريد الهجوم على الشيعة،فمع إيضاح كثير من علماء ومشايخ المنطقة المعروفين برفضهم لذلك السب والشتم،فلازال الشيخ جاسر يطنطن ويدندن ويلفق على تلك الفضائيات بالزور.فالشيخ جاسر الجاسر لو لاحظنا مقالاته على مدار الثلاث اشهر الأخيرة،فإنه لا يوجد لديه سواء الكتابة عن الشيعة،وآخرها مقال الأربعاء الماضي عن “اللطم والتطبير”،وكأن الشيخ جاسر يحضرِّ دراسات عليا في أحد الجامعات الدينية حول المذهب الشيعي.

فإننا نستغرب بأن يأتي كاتب ويتهجم بهذا المستوى،ولا حسيب ولا رقيب،ولو حصل العكس من خلال عمود صغير في صحيفة رسمية لقامت الدنيا وقعدت،علماً بأننا تحدثنا مع رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك وأوضحنا له التمادي الحاقد الذي يمارسه جاسر وأمثاله والذي يفتت لحمة أبناء الوطن ويقتل روح وهمسة العدالة التي يمكن أن تحصل في الإعلام المحلي.

وما إن نخرج من أزمة المقالات الطائفية،وحتى نصاب بدهشة تصريح الدكتور تركي الشليل المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنطقة الرياض وذلك في جريدة الحياة يوم الأحد الماضي بقوله” أن من يقوم بالاحتفال من غير المسلمين مغلقاً عليه منزله، فلا علاقة لرجال الهيئة بهم ما لم يظهروا ذلك ويعلنوه أو يدعوا إليه”،ويأتي كذلك اليوم السبت  ويؤكد لجريدة المدينة بقوله” أن رجال الهيئة يراقبون المظاهر المخالفة العلنية فقط أي التي تظهر أمام الناس، ولكن لا دخل لها في ما يحدث داخل المنازل، أما أن يقيم احد من المقيمين شيئا داخل منزله فلا دخل لنا به، فلا يجوز اقتحام منزل”.

فنحن نتساءل: لماذا يسمح للمسيحيين بإقامة عيد ميلاد راس السنة في منازلهم ولا يجوز إقتحام منازلهم كما عبر الشليل؟؟؟وحينما يقوم المواطنون الشيعة في بعض مدن المملكة في داخل منازلهم بإحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسين(ع) سبط الرسول محمد(ص) وسيد شباب أهل الجنة فذلك يعتبر من الممنوعات والمحظورات،فلماذا يا ترى كل ذلك؟؟؟؟

وما إن نهدأ قليلاً،فتجدنا نستقبل مشهد جديد وبشكل آخر،فحينما أُقِيلَ الكلباني عن منصبه بعد تصريحه الحاقد على المذهب الشيعي،يأتي محمد العريفي ويتهجم على الشيعة ومعتقداتهم،لدرجة أن يصل بالقذف على أكبر مرجع لدى الطائفة الشيعية آية الله السيد السيستاني،وكأن العريفي يسكن فوق العروش يشتم من يريد ويسب من لا يطيق بلا رقيب ولا حسيب.

حقيقةً،لقد أصبنا بالملل والسأم من تلك الأحداث العنصرية المذهبية الطائفية المقيته التي لو إستقرأت وبحثت في العالم كله، لما وجدت ذلك يحصل في أي بلد من بلدان العالم.

إننا لا نريد أكثر من تطبيق العدالة علينا وعلى غيرنا،فحينما يكتب صحفي أو يتكلم شيخ في احد المساجد عن احد المذاهب الإسلامية أياً كان حجمه،فإنه يجب معاقبته ومحاسبته ويكون عبرة لمن لا يعتبر،ولا يصبح أبناء المذهب الشيعي عرضه للغمز واللمز والهتك والسب والقذف والشتم وغيرها من السلوكيات القبيحة،ويأتي حاقد هنا أو هناك ويشكك في وطنية المواطن الشيعي.   

http://www.esharh.net/?act=writers&id=11

أضف تعليقاً