الصندوق السعودي للتنمية .. نحن أولى ؟
2 يناير 2010 - محرر الموقعالصندوق السعودي للتنمية.. نحن أولى؟
راشد محمد الفوزان
من ضمن أخبار عديدة وانجازات كبيرة يقوم بها الصندوق السعودي للتنمية والذي تأسس الأول من سبتمبر 1974 ميلادية أي ما يقارب 35 سنة, وقدم ما يقارب 28.896 مليار ريال حتى نهاية عام 2008 طبقا لكلمة رئيس مجلس الادارة وهو معالي الدكتور ابراهيم العساف وزير المالية, والواضح أن نشاط الصندوق هو مساعدة وتمويل الدول النامية بدون تحديد لأي شيء اخر أو اشتراطات, فالصندوق يقدم دعما لمختلف الدول نامية وغير نامية كما قرأت من خلال موقع الصندوق لمن يريد أن يتابع نشاط الصندوق . ولعل أبرز ما تم خلال عام 2008 تمويل 16 مشروعا في 15 دولة نامية وبقيمة 1,168 مليار ريال , وخلال عمر الصندوق فقد مول 430 مشروعا في 73 دولة, ومن أبرز مشاريعة الأخيرة خلال سنتين فقط أنه مول ما يلي , بناء أكبر سد مائي في السودان وهو سد “مروي” ويعتبر مشروعا استراتيجيا لجمهورية السودان وافتتحة الرئيس السوداني حسن البشير وقد قدم صندوق السعودي للتنمية 150 مليون دولار أي 563 مليون ريال. والتمويل الاخر أن سفير المملكة في “النيجر” السفير ابراهيم عبدالحق يشكر الصندوق الذي قدم 600 مليون لدولة “النيجر” منها 386 مليونا مساعدات غير مستردة و 210 ملايين قرض من الصندوق ومن يريد قراءة الحوار له العودة لجريدة الندوة ليوم الأحد 7 ديسمبر 2009.
ومن خلال الموقع الخاص بالصندوق قرأت المشاريع الأخيرة فقط لهذا العام والتي وافق الصندوق بعد اجتماع المجلس على تمويلها في اجتماعه الذي تم في 11/7/1430 ه وهي كما يلي, في لبنان بناء طريق بيروت الشام بتكلفة 187.50 مليون ريال, تمويل بناء سد مائي في دولة ” مالي ” 93.75 مليون ريال, وفي الصين (أكبر اقتصياديات العالم بعد الولايات المتحدة) مول الصندوق بناء وتجهيز 3 مستشفيات في اقليم “قانسو” بقيمة 75 مليون ريال.
هذه بعض المشاريع التي يقدمها صندوق التنمية السعودي, ومن يقرأ هذه المعلومات من موقع الصندوق كل شيء موثق ووضعت أمثلة لا حصرا, سؤالي الان لمجلس ادارة الصندوق ومن يضع استراتيجية الصندوق, هل نحن كدولة وصلنا لمرحلة التشبع والاكتفاء من البنية التحتية لدينا بما يضعنا مكتفين وليس لدينا أي قصور ونقص في البنية التحتية؟ وسؤالي الاخر, هل نحن دولة عظمى لكي نشيد المشاريع بعدد 74 دولة وبقيمة أكثر من 28 مليار ريال وما هو العائد الذي سيتم الحصول عليه مقابل ذلك؟
ما حدث بجدة من كارثة, وما يحدث بكل المدن لدينا من اخفاق هائل في البنية التحتية سواء من سيول أو صرف صحي أو مياه أو غيرها, يضعنا أمام سؤال كبير لصندوق التنمية السعودي من أولى بأموال الوطن؟ والجميع يشتكي من نقص التمويل؟ وأضيف نقص الكفاءات والرقابة والمحاسبة؟ هل نصل لدرجة أن نمول بناء مستشفيات “بالصين” الدولة العظمى؟ ونبني مستشفيات لديها والمواطن لدينا لا يستطيع خلع “ضرسه” بمستشفى حكومي إلا بمواعيد سنوات, وغيره كثير من النقص الهائل, والصندوق يبني سدودا ويمولها وجدة لا تجد أنابيب صرف مقاس 5 بوصة؟ أموالنا أولى بنا يا مجلس ادارة صندوق التنمية السعودي, والنقص لدينا لا يخفى على أحد؟!