[علماء الشريعة] لكنهم لم يُبلغوا الملك!!
2 يناير 2010 - محرر الموقع
لكنهم لم يُبلغوا الملك!!
مهنا الحبيل
خلال جلسة مجلس الوزراء التي أُعلن فيها ميزانية الدولة قال الملك الآتي: ( على الوزراء أن ينتبهوا.. وأنا أسمع من الناس وعندي خبر بأن هناك مشاريع ضايعة.. وإذا كان هناك أي موقف من وزير المالية فبلغوني وأؤكد عليكم أخواني الحرص الشديد ). انتهى
مرةً أخرى يتحدث الملك وكأنّه يقرأ خواطر شعبه ومرةً أُخرى يلتقيهم في هواجسهم وقلقهم المتكرر.. مرة بعد مرة.. يؤكد المليك ما يعانيه الشعب من هذا الفراغ المستمر من هذه المساحة الغامضة من ذلك التناقض القائم على الأرض بين ما يُعلن من مشاريع وتوجيهات وبين ما يستشعره الشعب.. من يصنع تلك الفجوة بصورة مستمرة..؟ من يسرق أحلام الناس من يقتل فرحتهم بالقرارات من أين أتى هئولاء أين هم ..؟ ولماذا يستطيعون عند كل مرة أن يلتفوا على الأمل ويحبطوا مشاعر الشعب .
منذ كان ولياً للعهد في نيابة الملك فهد رحمه الله والقائد يُرسل الرسائل عن منع المنح المتعدية وحقوق الشعب.. عن حرية الرأي والتعبير عن الحاجات الأساسية للمواطن المرهق في التعبير السياسي والفكري والاقتصادي والثقافي.. في انه مع الشعب وبه مستعيناً بالله الذي حمّله الأمانة وهو يستشعر أنها أمانةً ثقيلة ..ويُصارح شعبه بها فيقف الشعب على قدميه تحية للقائد.. وكانت في آخر مرة خطاباً مختلف عبّر بكل ما يمكن أن ينتظره الشعب بعد فاجعتهم لما جرى في جدة وكأنّما الخطاب قد انتدب له الملك ثُلة من الوطنيين فصاغوه كم أُعلن , وكانت المفاجأة أن خطاب الملك هو السقف الأعلى الذي حرر المسألة وحدد شخوص المتسبب وان كانت صفة وهي الفساد وبقي الشعب المكلوم على جدة كبوابة لآلاف من الملفات المعلقة والمحفوظة لمآسيه وفواجعه ولذا فهو ينتظر من هم المفسدون .
كانت مفارقة بان تُعلن إحدى المؤسسات الدولية أننا في ذيل قائمة الدول التي تتمتع بحرية التعبير ولن اذكر الرقم فهو مؤلم وهو ما نستشعره ككتاب فكان الملك هو من يخرق هذا السقف ويدعوا لالتفاف حول خطابه وتحريك الوطن في هذا الاتجاه..إذن لماذا لم يتحرك الوطن ؟
وفي حديثه رعاه الله عن الميزانية يضع يده على جرح مؤلم للمواطن .. تسرب المال العام وعدم انتظام توزيع الثروة وهي قضية يعيش فيها الشعب متقلبا في همومه وديونه وبين دخله المنخفض وبين حملات التسريب المنظمة لدخله المحدود بين شركات الاتصال ورفع الأسعار وووو.. والقائمة تطول مرة أخرى نتساءل مع الملك حين قال لا يوجد تقصير في الأوامر العامة فمن لم ينفذ الأمر ؟.
حين أشار الملك في رسالته الرمزية في الميزانية عن المشاريع ( والآمال ) الضائعة كان كمن يجتمع بأبناء شعبه في مجالسهم وهم يتساءلون عن جدة وعن ما قبلها عن المستقبل وعن الدخل وعن تطوير الأنظمة واحترام حقوق الإنسان وحقه في التعبير وتطبيق الإجراءات الجزائية في إطلاق الموقوفين وعن الوحدة الوطنية وتطوير الشورى للانتخاب بتمثيل الشعب والضرب على هامة الظلم كلها مفاهيم وردت في خطابات المليك وسعى عمليا بمتابعتها هكذا رآه الشعب ولكنها لم تصل إلى الشعب فمن حال بين الملك وبين شعبه ؟
تأملت مرةً أخرى في دعوة الملك في أكثر من مناسبة إلى أن من رأى شيئاً فليبلغنا وتحفيزه للتواصل ثم عُدت لأقرأ المشهد وصادف موسماً جديد للحوار الوطني مع احترامنا لشخوصهم ومؤسستهم فهاهو يعيد مفرداته ويكرر ورش تدربيه وما من جديد من قائمة الانتظار لدى الشعب ..صراع وغزل بين أطياف فكرية ..وكأنما كان مقهى ثقافي وجدول لا يُستفتى فيه الشعب فيطرحون أولوياتهم لا أولويات الآخرين …فان كان الحوار لا يُبلِغ والوزراء لا ينفذون ولا يبلغون ..فان الشعب أيها المليك رعاك الله وسددك في طاعة الله ومن طاعته مصالح شعبك ورفعتهم .. لديه ما يقوله ويعيشه ويعانيه ولا يمثله المهرطقون ولا المنافقون .
النص الكامل للمقال الذي نشر في الوطن البحرينية وبتعديل في المدينة السعودية
http://www.alwatannews.net/index.php?m=columnDetail§ion=44&columnID=5114
http://www.al-madina.com/comment/reply/210316