السعوديات وحق ممارسة مهنة المحاماه
2 يناير 2010 - مكتبة مساواةالسعوديات وحق ممارسة مهنة المحاماه
الإثنين 30-11-2009 م الموافق 13-12-1430 هـ
هل يمثل منع الحقوقيات السعوديات من ترخيص مزاولة مهنة المحاماة عنف ضد المرأة ؟
يؤكد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على مبدأ عدم التمييز ويعلن أن جميع الأفراد يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وان لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات دون أى تمييز بما في ذلك من التمييز القائم على الجنس
وانه واجب على الدول الموقعة على الإعلان واجب ضمان المساواة بين المرأة والرجل في التمتع بجميع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمدنية وعلى الدول الموقعة أن تشجع وتدعم مساواة الرجل والمرأة في الحقوق
وعلى الرغم من ذلك كله إلا انه حتى الآن تمييز كبير يشكا انتهاكا صارخا لمبدأ المساواة في الحقوق يمثل عقبة أمام مشاركة المرأة في النواحي الاجتماعية والاقتصادية ويعوقها في خدمة وطنها وتنمية إمكانيتها
ومن مظاهر هذا التمييز الغير مبرر والمخالف للمواثيق الدولية الاعتداء على حق السيدات السعوديات الحاصلات على شهادات من كليات القانون فى الحصول على ترخيص مزاولة مهنة المحاماة
أليست مهنة المحاماة هي مهنة النبلاء الشرفاء أليست هي مهنة من أختصهم العلى القدير بقضاء حوائج الناس؟
ثم أليس من المساواة أن تستطيع المرأة السعودية طرح مشاكلها الشرعية دون حرج على محامية امرأة مثلها كما يتمكن الرجل من طرح مشاكله الشرعية على محاميه الرجل حتى يستطيع أى منهما الحصول على حقه الشرعي وتقوية مركزه القانوني.
أليس من التناقض السماح للمرأة التقدم للدراسة بكليات القانون وبعد أن تتخرج بنجاح ندعوها إلى الإطاحة بتلك الشهادة والبحث عن عمل آخر غير المحاماة – كما انه من غير المقبول أن تمنع حقوقيات من ممارسة المحاماة بالسعودية في ذات التوقيت التي تفوز به امرأة بمنصب نقيب محامين لبنان وهى المحامية أمل حداد .
أننا نرى أن في حرمان الأخوات القانونيات السعوديات أو غيرهن من الحقوقيات من الحصول على ترخيص مزاولة المحاماة هو نوع من أنواع التعذيب الموجهة ضد النساء فليس المقصود بالتعذيب هو الإيذاء البدني وإنما قد يكون الإيذاء النفسي أكثر قسوة وعنف على المرأة ذات الحس المرهف والأحاسيس الجياشة
كما أننا نرى ضرورة توحيد كلمة الجميع ضد هذا التمييز و لا اقصد بالجميع المهتمين بمناهضة العنف ضد المرأة وإنما اقصد أيضا جميع القانونيين والمشتغلين بالقانون وليردوا على المتشدقين بمزاحمة المرأة للرجل في مجال المحاماة.
وأخيراً لنعلم جميعا انه لولا دور المرأة في المجتمع لما كان الرجل الصالح أو الرجل العالم أو الرجل المثقف فان المرأة صاحبة الفضل في نجاح أي رجل أياً كانت مهنته أو الدور الذي يلعبه في الحياة، فلولا السكينة التي توفرها المرأة للرجل في بيته لما أستطاع أن يبدع أو يتميز في عمله ولولا دور المرأة بالمنزل من تربية الأبناء والعناية بهم لما كان عملياً لدينا جيل من الشباب هم أمل الأمة.
كما على المرأة أن تعلم أن مساواتها بالرجل في شتى مناحي الحياة العملية ليس بالرخصة لها لإنكار دوره وقوامته عليها وأنه حجر الزاوية في المنزل أو في العمل فعليها أن توفه حقه دون انتقاص.
لعلها رسالة واضحة إلى أولى الأمر ليمنحوا المرأة حقها في ممارسة مهنة المحاماة وغيرها من المهن وقد يكون من المناسب إعلان ذلك في مناسبة يوم الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في الخامس والعشرين من نوفمبر
* رئيس مجلس إدارة جمعية المستشارين القانونيين المصريين.
المصدر: الحوار المتمدن، على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=193146