أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


ضحايا الصمت

3 يناير 2010 - جريدة اليوم

ضحايا الصمت

 المصدر: جريدة اليوم  الجمعة 1431-01-08 هـ 2009-12-25 م 

عبدالله الراشد 

•دعيت بداية هذا الأسبوع إلى دورة تدريبية حول دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة , رعت الدورة واشرفت عليها هيئة حقوق الانسان ممثله بفرعها في المنطقة الشرقية وتحت عين الشاب الراقي ابراهيم عسيري مدير الفرع.
•حملت حقيبتي المتواضعة إلى مقر الدورة في فندق فاخر يحتضنه كورنيش الخبر, عدد لا بأس به من الإعلاميين و الإعلاميات بين الحضور.كانت صحيفة اليوم هي متسيدة الموقف والحضور في تلك الدورة فأكثرية الحاضرين من أبنائها.

•ابتسامة الدكتور المنصف العياري المدرب التونسي لتلك الدورة كانت تخفف معاناة سماعي لبعض الآراء والاتهامات الموجهة لي « شخصانيا» , كانت الأصوات في قاعة المحاضرات مابين «مناصر» و « معارض» و « متطرف» في رأيه , جمعنا المكان وفرقتنا الأفكار , الجدل هو ديدن الأكثرية فيما كانت أنظار البعض تراقب الموقف دون أي تعليق .
•هؤلاء يقولون ليس للمرأة حق , البيت مكانها الوحيد,آخرون كانوا « مناصرين» يعترفون بحقها المسلوب. سرد الدكتور منصف كل القوانين والمواثيق الخاصة بحقوق المرأة , جلب الإحصائيات والتقارير الإخبارية التي أكدت وحشية الرجل الأب والأخ والزوج وزميل العمل , بعضنا ظل مصرا على أنها كائن « فاقد الأهلية! قيادتها للسيارة خطر على الدين !! خروجها منكر محال قبوله تحت أي ظرف ومهما كان الأمر طارئا.

•كنت أتساءل وأنا أسمع تلك الحكم العجيبة , إن كنا كإعلاميين نخشى المجتمع ونقدمه على الحس الصحفي ومسئولية الكلمة فما بال الآخرين في غير وسطنا الإعلامي؟ , لِم لا نتفق على وجهة نظر واضحة وخطة عمل صريحة لإحياء ثقافة حقوق الإنسان؟ , الحقوق التي لا تخرج عن أساسيات الدين ومبادئه السامية , لِم نتفنن في صناعة الأعذار قبل التطرق لواقعنا بشكل يخلو من طمس الحقائق وبلورتها بما لا ينقلها على صورتها للمتلقي؟
•قال الدكتور المنصف خلال الدورة : «أنتم قادة الرأي العام والمحركين له» , أجزم بأن هذه العبارة لم يعِها أغلبية الحضور, نحن إعلام لا ينصف النساء , نعدهن سلعة تباع وتشترى وتروج للسلع الأخرى , أمر نستهلكه ثم نحيله الى سلة «…….» .

•لا نعترف بأن حالات العنف الأسري لدينا تسجل أرقاما متصاعدة في السجلات الأمنية, المعنفات اللاتي لايجدن بابا يكسر قيود الذل والمهانة التي ربطن بها بسبب أزواج جهلة غافلين عن الحق منكرين لانسانيتهن بلا مبالاة .
•تعرفوا على عدد المطلقات المخيف في شتى المناطق والمحافظات , تسألوا لم ننكر على المعنفات الدفاع عن حقهن ؟ كم من امرأة أعيدت الى منزلها ! وقد أتت شاكية الى أهلها من معاناتها مع زوجها وقيل لها: « ارجعي إلى البيت عشان عيالك !!!» كم من فتاة ارتبطت برجل لا تريده رغما عنها ! من للمحرومات ممن أصبحن « ضحايا الصمت» ولم يعدن قادرات عن إفشاء سر اغتصاب احد أفراد عائلتهن لأجسادهن البائسة التي أصبحت بلا حياة !!

•أنرضى أن تكون رؤوسنا في الأرض مثل النعام؟! أي أعراف ترمي بإنسانيتا الى الهاوية ؟ أي خصوصية ندّعيها وهذا حالنا مع الأمهات والأخوات و الزوجات؟ إن التوجه لإفشاء ثقافة حقوق الإنسان بين الإعلامين أولا وفي سائر الأوساط الأخرى هو الحل المناسب , هل من جهة ترعى ذلك ؟ هل من داعم ؟ أتمنى ذلك ؟ حتى تصمت أصوات العاكسين لتيار الوعي والإصلاح خارج الحدود

• وحدهم البلهاء يعتقدون بأن لكل كلمة قلب يسكنها , احذر من بيان أمرك لمن لايراك شيئا أمامه , انتبه من الأقنعة، فعدم معرفة حقيقتها أول خطوة للبلاهة.•« إن لم تكن معي فأنت ضدي» لاتكن ممن يصدقون هذه العبارة ،فمن لايكون معك قد يكون في بعده خير لك , كثيرة هي الاختلافات ورغم ذلك الحياة مازالت تستمر .

 

http://www.alyaum.com/issue/search.php?sT=2009&sFD=24&sFM=12&sTD=26&sTM=12&sB=%CD%DE%E6%DE&s

أضف تعليقاً