إنجازات غير مسبوقة للمرأة السعودية عام 2009
3 يناير 2010 - جريدة الرياضإنجازات غير مسبوقة للمرأة السعودية عام 2009
من وكالة “ناسا» الفضائية إلى تجربة “أطلس».. سيدات المملكة فرضن وجودهن العلمي والعالمي بجدارة
المصدر: جريدة الرياض السبت 9 المحرم 1431هـ – 26 ديسمبر 2009م – العدد 15160
تقرير – هيام المفلح
حفل عام 2009 بانجازات غير مسبوقة للمرأة السعودية على جميع الأصعدة، أبرزها قرار خادم الحرمين الشريفين التاريخي بتعيين الأستاذة نورة الفايز كأول امرأة تتبوأ منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات في المملكة، ومن ثم تم تعيين د. منيرة العلولا نائب المحافظ للتدريب التقني للبنات بالمرتبة الخامسة عشرة، وتتالت من بعدها الانجازات الوظيفية والعلمية للمرأة السعودية لتشرق محلياً وعالمياً..
ومن احداث 2009 التي ابرزت تقدم وضع المرأة السعودية قيام وفد نسائي يضم عشر شخصيات نسائية بزيارة الى فرنسا، وذلك بمبادرة من الاميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بهدف تحسين الاتصالات بين المجتمع الفرنسي والمجتمع المدني السعودي.
انجازات علمية
على المستوى العالمي نذكر من أبرز انجازات السعوديات في المجالات المتعددة حصول البروفيسورة غادة مطلق عبد الرحمن المطيري (32 عاما) على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة لدعم البحث العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية (NIH)، وهي دعم علمي قيمته ثلاثة ملايين دولار، وذلك عن بحثها الذي هو عبارة عن اكتشاف معدن يمكن أشعة الضوء من الدخول إلى خلايا جسم الإنسان في رقائق تسمى الفوتون دون الحاجة إلى عمليات جراحية، وهي تعمل حالياً أستاذة في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، وقد قدمت عشرة أبحاث ومؤلفا علميا باسم “التقنية الدقيقة” ترجم في ألمانيا واليابان وأمريكا.
كما حصلت د. انتصار بنت سليمان السحيباني بكلية العلوم بجامعة الملك سعود على جائزتين دوليتين عن انجازها العلمي “صابغ تبادلات الكرومويتيدات الشقيقة”، الأولى كانت من المنظمة الكورية للتجارة الدولية، أما الثانية فكانت الميدالية الفضية للمعرض الدولي للنساء المخترعات والذي عقد في العاصمة الكورية سيئول، كما سبق وفازت أيضاً بالميدالية الذهبية في مؤتمر جنيف الدولي في نفس العام.
واختيرت د. حياة سندي الباحثة في جامعة هارفارد الأمريكية من قبل منظمة (Tech Pop) الأمريكية المعروفة كأول امرأة من الشرق الأوسط ضمن أفضل 15 عالماً على مستوى العالم ينتظر أن يحدثوا تغييراً كبيراً في منظومة الحياة البشرية بأبحاثهم ومبتكراتهم، وذلك بعد متابعة دقيقة لأبحاثها العلمية والإنسانية لمدة عشر سنوات.
وهناك أيضا د. فاتن عبد الرحمن خورشيد الأستاذة المشاركة في قسم الأحياء الطبية بكلية الطب والعلوم الطبية، ومشرفة كرسي الزامل العلمي لأبحاث السرطان بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، التي كان اختراعها في المركز السادس من بين 600 اختراع عالمي في كوالالمبور بماليزيا، كما فازت بميدالية ذهبية بعد أن أثبتت تفوقها في مجال “الجزيئات المتناهية الصغر في أبوال الإبل ومكافحتها للخلايا السرطانية”.
وفي مجال الطب كذلك وبفضل الله أنقذت الطبيبة نورة أحمد رشاد حياة الملايين من مرضى السكر من البتر بسبب “الغرغرينا”، إضافة إلى علاج مشاكل التضخم الأورمي وحماية الأمعاء من الاستئصال.
ومن الإنجازات المشرفة كذلك مشاركة عالمة الفيزياء السعودية ابتسام باضريس في تجربة “أطلس” التي تضم نخبة علماء العالم، وتتلخص فكرتها في إجراء انفجار كبير نتيجة تصادم بطاقة محددة في مجمع “سيرن” الأوروبي للأبحاث النووية قرب مدينة جنيف بسويسرا لمعرفة بداية الخلق وتشكُّل الكون، وكانت باضريس أول باحثة سعودية تنضم للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، حيث تشارك مع باحثين من 34 دولة.
وكانت د. هويدا القثامي في مقدمة أول خمسين شخصية شهيرة عالميا بعد أن حازت على وسام الملك فيصل من الدرجة الرابعة، وتعتبر الاستشارية الأولى لجراحة القلب للأطفال في الشرق الأوسط والثانية على مستوى العالم.
وتم تسجيل علاج جديد اكتشفته د. هيام بنت إبراهيم علام من جامعة الملك سعود لحالات ما تسمم الحمل، وذلك باستخدام الأدرينوميدالين، ومضاد عامل النخر الورمي، إلى جانب تسجيل اختراع الدكتورة أحلام أحمد العوضي الأستاذ المشارك في الميكروبيولوجي في كلية التربية للبنات في الاقسام العلمية بجدة، حيث فازت بميداليتين فضيتين من معرض الاختراعات الدولي في جنيف، الأولى عن تطويرها علاجاً لبعض الأمراض الجلدية وبعض الجروح باستخدام أبوال الإبل، أما الثانية فعن ابتكارها طريقة لاستخدام بيض الدجاج والنعام كبديل عن أوراق الترشيح المستخدمة في المختبرات العلمية.
جوائز عالمية
من جهة أخرى حصلت د. ثريا عبيد المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة على جائزة حقوق الإنسان، حيث اختارتها الأمم المتحدة لجائزة “لويس بي. سوهن” لحقوق الإنسان عن عملها للترويج لصحة الأمهات في إطار صندوق السكان بالأمم المتحدة، وذلك لدعواتها الصريحة لإنهاء التمييز والعنف ضد النساء والفتيات والاحترام الكامل لحقوق الإنسان الخاصة بهن، بما في ذلك حقهن في الصحة الإنجابية، وكذلك منح الدكتورة فوزية البكر جائزة منظمة نساء بلا حدود في فيينا للباحثين المتميزين للعام 2009.
كما حصدت السعودية غادة باعقيل جائزة أفضل مشروع تجاري نسائي في العالم، من منظمة شباب الأعمال العالمية (YBI)، على مشروعها “مركز المدينة لأطفال التوحّد”، الممول من قبل صندوق المئوية ، كما فازت بجائزة اختيار الجمهور الممنوحة من ذات المنظمة على مشروعها من خلال التصويت الإلكتروني على مشاريع شباب آخرين على مستوى العالم.
وحصلت الفنانة الفوتوغرافية والتشكيلية هنا البدر على لقب أفضل مصورة في ولاية ميرلاند الأمريكية، وهي عضو في منظمة (نكون ينس) للمصورين المحترفين في الولايات المتحدة، كما أنها عضو في جمعية المصورين العالميين في الولاية.
في حين أدرجت مجلة “فاينانشال تايمز” العالمية د. ناهد طاهر المؤسس والرئيس التنفيذي لبنك “جلف ون”، ضمن قائمة أفضل 50 سيدة أعمال في العالم لعام 2009، علماً أن د. طاهر هي أول امرأة تترأس منتدى تجارياً في المملكة هذا العام، وكان ذلك المنتدى التجاري الأول في جدة.
من جانب آخر تم اختيار سيدة الأعمال السعودية ” نورة صديق ” رئيسة لاتحاد الخليج العربي للتزيين في المملكة، وعضواً بالاتحاد العالمي كأول سعودية تتولى المسؤولية، وذلك بعد حصولها على ميدالية ذهبية من الاتحاد الخليجي الدولي في دبي بلجنة التحكيم عام 2009م، ودرع من الاتحاد الخليجي لرئاسة الوفد السعودي في مهرجان الخليج الدولي للتزيين عام 2009م.
ومن الإنجازات العالمية المميزة تصنيف الطفلة رادا إبراهيم الخليفي صاحبة العشر سنوات كأصغر مخترعة ومؤلفة سعودية، حيث ألفت كتاب “من أنا”، كما حصلت على شهادة أصغر مشاركة بالملتقى الخامس من جمعية المخترعين السويسرية (IVFA)، ووصل عدد اختراعاتها الى الأربعة.
انجازات محلية
وعلى الصعيد المحلي كانت هناك نجاحات غير مسبوقة للمرأة خلال العام، في مقدمتها تعيين نورة الفايز في منصب نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات في المملكة، وحصلت الفايز على درجة الماجستير في التربية تخصص تقنيات تعليم من جامعة يوتا بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت ترأس الفرع النسائي لمعهد الإدارة العامة، وبعد هذا التعيين اختارتها مجلة التايم الأمريكية ضمن قائمة ال100 شخصية الأكثر نفوذا في العالم، حيث احتلت المرتبة ال11 لتسبق الرئيسين الأمريكي والفرنسي.
كما تم تعيين د. أروى بنت يوسف الأعمى مساعدة لأمين جدة لشؤون تقنية المعلومات بالأمانة، وهذا اكبر منصب في أمانة محافظة جدة يسند لامرأة وكذلك في وزارة الشؤون البلدية والقروية، لتكون بذلك أول امرأة تشغل منصباً قيادياً في تقنية المعلومات في الجهات الحكومية الأكاديمية في المملكة، إلى جانب انتخاب الأستاذة لمى السليمان كأول سيدة تتولى منصب نائب رئيس مجلس غرفة جدة وذلك بعد ان تم انتخابها للمرة الثانية في عضوية مجلس إدارتها. وهي التي تدير حالياً مؤسسة “رولاكو للتجارة والمقاولات”، إضافة إلى تعيين سناء مؤمنة مدير عام قناة “أجيال” الفضائية السعودية الخامسة، وتسجيل الأميرة د. مشاعل بنت محمد آل سعود أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا كلية الآداب جامعة الملك سعود كأول سعودية تعمل في معهد بحوث الفضاء والاستشعار عن بعد التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض، وكذلك حصول د. عواطف نواب على جائزة كتاب العام 2009 على كتابها “كتب الرحلات في المغرب الأقصى من مصادر تاريخ الحجاز” ، مناصفة مع القاص عدي الحريش صاحب مجموعة “حكاية الصبي الذي رأى النوم”، وذلك في المسابقة السنوية التي نظمها النادي الأدبي الثقافي بالرياض.
وهناك أيضا اجراء د. منال بخاري استشارية الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الحنجرة والحبال الصوتية وأستاذ مساعد بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي في جامعة الملك سعود عملية جراحية صعبة وناجحة بفضل الله، حيث قامت باستئصال ورم حميد كبير الحجم من الجزء العلوي للقصبة الهوائية عن طريق المنظار الحنجري الجراحي.
وفي أبها تم تأسيس أول فرقة مسرحية نسائية سعودية في جمعية الثقافة والفنون باسم “مجموعة وشل المسرحية”، والتي تضم خمس ممثلات مسرحيات يجري إعدادهن من قبل اللجنة النسائية لتشكيل هذه الفرقة.
قرارات عززت دور المرأة
وفي عام 2009 صدرت قرارات عززت من دور المرأة في المجتمع ، منها زيادة عدد المستشارات غير المتفرغات في مجلس الشورى من ست عضوات إلى 12 عضوة ، واختيار الأميرة عادلة بنت عبدالله مشرفة لأول برنامج لرفع الثقافة الحقوقية للمرأة، وصدور قرارات من وزارة التجارة تسمح للمرأة بمزاولة جميع الأنشطة التجارية دون استثناء، إلى جانب مزاولة نشاط التعقيب في الإدارات الحكومية النسائية، والسماح لسيدات الأعمال بافتتاح مؤسسات تجارية من دون وكالة شرعية.
ومن القرارات كذلك إنشاء وحدة خاصة للتنظيم الوطني للتدريب المشترك للفتيات أسوة بالبنين في وزارة العمل يشرف عليه كادر نسائي مؤهل، كما تم استحداث فرع خاص للنساء تعمل فيه 14 موظفة لخدمة سيدات الأعمال والمراجعات.
وفي جدة تم تدريب 13 متدربة على برنامج مكافحة المخدرات والجرائم الخاصة، وأساليب البحث والأدلة الجنائية، وذلك لرفع كفاءة العاملات في أجهزة الشرطة، والمحاكم.
كما تم تشكيل هيئة استشارية نسائية لمعالجة أوضاع نزيلات السجون ومؤسسات رعاية الفتيات وأسر السجناء، من خمس أكاديميات متطوعات يعملن في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن برئاسة د. نورة التويجري، ونائبتها د. أمل الفريخ، وتضم العضوية كلا من د. فوزية الدوسري ، ود. نجلاء المبارك ، ود. ابتسام التميمي.
وكان هناك أيضا موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض على تأسيس جمعية خيرية نسائية بالمنطقة باسم “جمعية مودة الخيرية النسائية” لقضايا الطلاق برئاسة ثريا عابد وعضوية 34 سيدة.
مبادرات وطنية
ولم يخلُ هذا العام من المبادرات الوطنية الطيبة، حيث دعا د. منصور بن محمد النزهة مدير جامعة طيبة أمهات الخريجين إلى حضور حفل التخرج ومشاركة أبنائهن فرحة التخرج كاعتراف بفضل الأم، وكذلك إطلاق جائزة الأميرة نورة بنت محمد حرم أمير منطقة القصيم من قبل جمعية الملك عبد العزيز الخيرية النسائية لتشجيع المبادرات النسائية التي تهم التنموية الأولوية، وتخريج كلية الأنظمة والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود ٤٩ طالبة يمثلن أول دفعة متخصصة في القانون، وفي هذا المجال حصلت رنا القرني – المستشارة القانونية الوحيدة في المملكة – على أحكام قضائية لصالحها في 40 قضية في جمعية حماية الأسرة خلال 6 أشهر، وقد تخصصت في قضايا النساء المعنفات جسديا ونفسيا.
وكان هناك أيضا الإعلان عن إنشاء أول مطعم نسائي في منطقة القصيم تديره 200 امرأة كمرحلة أولى، كما بدأت أكثر من 30 فتاة العمل في مصانع شركة حلواني إخوان بجدة، وعمل 15 فتاة سعودية في أقسام الخياطة المصنعية والصيانة في أكبر مصنع للأكياس والتغليف في الرياض بعد تأسيس قسم نسائي في المصنع، وأتى ذلك ضمن برنامج التوظيف في المصانع، الذي أطلقته جمعية النهضة النسائية الخيرية في الرياض.