“أم عبد الرحمن”: زوجي كان يضربني بقسوة حيث كان يعاني مرضا نفسيا
3 يناير 2010 - جريدة اليوم
انهيار العلاقة ينذر بأخطار جسيمة 3/5
زواج فاشل مستمر أو الطلاق.. أحلاهما مر
“أم عبد الرحمن”: زوجي كان يضربني بقسوة حيث كان يعاني مرضا نفسيا
المصدر: جريدة اليوم الاثنين 2009-12-28 م
إبراهيم اللويم ـ الدمام
نساء أثناء مراجعة معاملاتهم
أسباب متعددة وكلها مرتبطة بأمور الحياة ومتغيراتها الاقتصادية والاجتماعية ومنها المبالغة المالية في وضع اشتراطات قد تقف عثرة أمام الزوج في تأمينها والتي تكون من قبل أهل الزوجة مما قد يزيد من الأمر سوءاً بالإضافة إلى عدم التجانس الاجتماعي بين الزوجين وقلة الوعي الثقافي بينهما والذي قد لا يكتشف إلا بعد الزواج كذلك اختلاف الطباع والتصرفات وتنوعهما وهذين قد يحدثان متغيرات مستقبلاً قد تؤدي إلى الانفصال، وكما هو معرف فإن الطلاق يترك اثارا سلبية خاصة على الأبناء في حالة وجودهم حيث ينتج عنه تفكك الأسرة وبالتالي ضياع هؤلاء الابناء ورغم دخولنا في الألفية الثالثة إلا أن مسالة الطلاق مازلت تؤرق الكثير من ذوي الاختصاص.
ضرب
وتقول أم عبد الرحمن مطلقة في الأربعين من عمرها و لها خمس بنات يعيشون جميعهم معها حالياً في بيت والدها، أن زواجها دام أكثر من سبع سنوات وكان سبب انفصالها عن زوجها أنه كان يضربها بقساوة حيث سبب لها عدة عاهات في جسدها من كثرة الضرب حيث كان يعاني من الشك الذي ملأ قلبه و أصبح لا يثق فيمن حوله.وأنه حاول إن يعتدي على بناتي بالضرب أيضا بالرغم من أنه والدهم وذلك من اجل إذلالي وذلك بعد أن تقدمت إلى الجهات المعنية لحمايتي وقد تم توقيع تعهد عليه بعدم التكرار ولكنه يعاود فعلته وبعد أن أصريت على مسألة الطلاق وتم لي ذلك، أصبح يهددني بين كل حين على أخذ بناتي من حضني.
خاطبة
وتضيف بدرية ش. مطلقة أن زواجها تم عبر الخاطبة التي أخبرتها أن هناك رجلا متزوجا يكبرها بخمسة عشر عاماً يبحث عن فتاة ويريد الزواج منها وتم إخبار والدتي بذلك وقد عرضت الفكرة علي وقد رفضت في بداية الأمر ولكن تعنت والدتي لتزويجي لأني أصبحت في سن الثلاثين على حسب قولها جعلني أرضخ للأمر. وكان حصيلة هذا الزواج أنه لم يدم سوى أربع سنوات وبعدها حصل الانفصال، وكان سبب هذا الانفصال هو الفرق الكبير في السن بيني وبينه كذلك قلة الثقافة الزوجية لديه برغم من انه لديه خبرة في هذه الأمر باعتبار انه متزوج ولديه أبناء.
خلاف
أما نوره. فكانت على وشك الطلاق من زوجها بعد زواج دام أكثر من عشرين عاماً وذلك كما قالت بعد أن نشب خلاف بيننا قبل أربعة عشر عاماً وطوال هذه السنوات لم يدُر حديث بيننا برغم أننا كنا نعيش في بيت واحد ولم يفارق أحدنا الأخر. ولم يكن أحد يعلم أننا كنا على خلاف حتى أن زوجي لم يرغب في تدخل أي طرف من اجل إنهاء المشكلة، وكانوا الأولاد هم حلقة الوصل بيننا عندما كان احدنا يرغب في قضاء حاجة الأخر، حتى قرر الزوج فيما بعد اللجوء إلى المحكمة من اجل إصدار حكم الطلاق والتي بدوها تم أحالت المشكلة إلى لجنة إصلاح ذات البين في مركز التنمية الأسرية والذي قامت بدوره الفعلي في إنهاء المشكلة.
أسباب
ويرى احمد العثمان رئيس قسم البرامج والتثقيف في مركز التنمية الأسرية ومستشار اسري في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن أسباب نشوب الخلافات بين الزوجين- ما قد يؤدي إلى انفصالهما بالطلاق- هي كثيرة ولكن في اعتقاده أن الضغوطات التي يعيشها الزوج والتي من أهمها الأمور المالية وقلة الدخل الشهري والذي قد يزيد من صعوبة المعيشة، كذلك المتطلبات التي تم الاتفاق عليها مع أهل الزوجة قبل الزواج ومنها عدم تأمين مسكن مستقل لهما أيضاً يأتي ضمن المسببات للطلاق بالإضافة إلى أمور أخرى تجعله يشعر بحالة نفسيه قد تعصف به وبالتالي يحصل الطلاق.
تعليم
وبين العثمات أن تدني مستوى التعليم لدى الزوجين يأتي أحد الأسباب فلو كان مستوى التعليم لدي الزوج عاليا ولديه ثقافة زوجية ومعرفة بالآثار السلبية التي سيخلفها الطلاق على بقية أفراد أسرته ربما قد لا يذهب تفكيره نحو هذا الاتجاه، وما يجعلنا نشير إلى هذه النقطة هو أن الكثير من الأزواج في مجتمعنا يتفرد برأيه في حال نشب خلاف بين الزوجين، وتكون الضحية هي الزوجة. كاشفا أن الزوجة قلما تطلب الانفصال عن زوجها برغبة منها وفي هذه الحالة قد تدخل أطراف أخرى في المشكلة مما يزيد من حدتها هو أسرتها أو المجتمع القريب منها كأخوتها أو صديقاتها واللاتي قد يؤثرن عليها وبالتالي تصبح عاجزة عن التراجع في طلب الطلاق بالإضافة كما أسلفنا إلى تعنت الرجل في رأيه وأساليبه وعاداته والتي قد تظهر من جهل أحياناً قد يسرع في حدوث الانفصال. وأن أكثر حالات الطلاق سببها هو تدخل أهل الزوج خاصة إذا كانوا يعيشون في بيت واحد أو تكون الزوجة مستقلة في رأيها خاصة إذا كان لديها دخل شهري في هذه الحالة تصبح مستبدة وطبعاً بعد الانفصال يكون الضحية هم الابناء والتي سوف يتأثرون وبالتالي يكونون أداة سهلة للانحراف.
إصلاح
وذكر العثمان أن نسبة 80% من الحالات الزوجية التي ترد إلى المركز من قبل المحكمة الشرعية من أجل عرضها على لجنة إصلاح ذات البين والتي ترغب في الانفصال يتم حل الخلاف بين الزوجين، وفي بعض الحالات التي لا يتم التوافق يتم إعادتها إلى المحكمة للبت فيها. وأن لجنة إصلاح ذات البين التي داخل المركز دورها يقوم على إذابة الخلافات الزوجية وبعد حلها يتم توقيع اتفاقيه إصلاح بين الزوجين بغرض عدم الرجوع مرة أخرى للخلافات،
ولكن بعض الرجال ينكثون هذه الاتفاقية، وفي حال عودتهم يتم تحويلهم إلى المحكمة. وهناك الكثير من النساء خاصة ممن حولن من المحكمة إلى المركز بغرض حل الخلافات الزوجية كن لا يتعنتن برأيهن ولا يحاولن أن يتمسكن به وذلك رغبة في استمرار حياتهن الزوجية، خاصة إذا كان لديهن أطفال حيث تجدها تضحي بالكثير من حقوقها من أجل الحفاظ على أسرتها واستمراريتها.
وعي
ونوه العثمان إلى أن بعض المراكز الأسرية التي تعني بتقديم الوعي الأسري للمتزوجين عبر دورات تثقيفية قبل الزواج غير مؤهلة وتحتاج إلى إعادة النظر فيها وذلك لأن هناك بعض القائمين عليها خاصة في تقديم الاستشارات الزوجية غير مؤهلين حيث لا يملكون الأداة الحقيقية لإيصال الهدف المنشود منه. وأضاف قائلاً: «لذا يجب أن تكون هذه الدورات التثقيفية على مستوى عال من الوعي والثقافة الزوجية التي تعطى للمقبلين على الزواج وأن يكون المستشار الاسري على دراية واسعة بهذا المتطلبات، لأن الهدف الرئيسي من هذه الدورات هو نشر الألفة الرومانسية الزوجية ونبذ العادات والتقاليد وتلاشيها مستقبلاً والتي قد تؤثر على حياتهم فيما بعد. مشيرا الى أن الدورات تقام كل شهر بمعدل ثلاث دورات وعلى فترات متواصلة من دون انقطاع ويبلغ عدد المشاركين فيها أحيانًا ما بين خمسة وثلاثين إلى خمسة وأربعين مشاركا ويزيد عدد المشاركين في فصل الصيف وغالبية المشاركين هم من النساء.
http://www.alyaum.com/issue/search.php?sT=1&sBsBT=&sFD=&sFM=&sTD=&sTM=&sA=&sP=&sO=&sS=1&G=2