اختفاء التراخوما نتيجة التطور الحضاري والاقتصادي انخفاض نسبة العمى في المنطقة الشرقية
8 نوفمبر 2000 - أ . عالية فريدأكد استشاريون في العيون وأمراض القرنية أخنفاء مرض “الترخوما”، الذي كان السبب الرئيسي في إصابة سكان المنطقة الشرقية بالعمى في الماضي. وأشاروا إلى السيطرة التامة على هذا المرض والقظاء عليه، مؤكدين أنه أصبح من النادر ظهور حالات جديدة ونشطة، وذلك بفضل التطور الحظاري والاقتصادي والنهضة العلمية التي تعيشها المملكة الآن.
وقالوا أن نسبة العمى انخفضت في المنطقة الشرقية عما كانت علية في السابق، نتيجة زيادة الوعي الصحي والتطور الحضاري. وأوضح استشاريو العيون أن الرمد الحبيبي “التراخوما” عبارة عن التهاب الملتحمة، وهي غشاء شفاف يحيط بداخل الجفنين والصلبة، وهي الجزء الأبيض الذي يشكل المساحة الكبرى من كرة العين. وتلق هذه التسمية على التهابات الملتحمة بشكل عام.
ولكن، ما هي أعراض هذا المرض؟ وما هي طرق علاجه؟. وهل هناك أمراض غيره تهدد عيون سكان المنطقة خاصة والمملكة عامة، وما علاقة الكمبيوتر بأمراض العيون؟.
“الوطن”تحاول من خلال هذه السطور الوصول إلى إجابات شافية عن هذه التساؤلات.
أنواع الرمد وأسبابه
الدكتور عبد الرزاق السيف استشاري طب وجراحة العيون أوضح الرمد نوعان رئيسيان هما:
* تل رمد الحبيبي “التراخوما”: وهو مرض معد يسببه نوع من أنواع الجراثيم، التي تنتقل من الإنسان المصاب إلى الإنسان السليم عن طريق الذباب أو الملامسة المباشرة أو استخدام الفوط الشخصية. وأضاف أن المرض يبدأ بأعراض بسيطة مثل: زيادة إفراز الدموع والحكة والحرقان، والحساسية للضوء مع وجود إفرازات صديدية، وتتطور الأعراض إلى الأسواء خصوصا في الأماكن الموبوءة، وقد تؤدي إلى العمى.
وأكد د.السيف أن هذا المرض يمكن علاجه بواسطة بعض المضادات الحيوية، ولكن الأهم هو الحد من انتشار المرض عن طريق النظافة الشخصية أو النظافة العامة وتوفير المياه النظيفة ورسائل الصرف الصحي.
* الرمد الربيعي: وهو مرض غير معد، ويعد نوعا من الحساسية المزمنة. ويسمى بهذا الاسم لاعتقاد قديم بأن أعراضه تتضح في فصل الربيع فقط، وربما كان ذلك صحيحا في بعض المناطق، ولكن يمكن ظهور أعراضه وعلاماته طول السنة في أكثر مناطق العالم، ومنها المملكة.
كيفية أنتشار التراخوما
وحول كيفية انتشار مرض “الترخوما” في السابق، قالت استشارية العيون وأمراض القرنية بمستشفى الدمام المركزي الدكتورة سناء عبد الله الحسني إن الإصابة بالترخوما النشطة تكثر بين الأطفال وينتشر المرض في المناطق المزدحمة ونتيجة الاستخدام المختلط للأغراض الشخصية كالمناديل والمناشف وأدوات تجميل العين، كما يلعب الذباب وعدم النظافة دورا هاما في انتشار المرض.
الكمبيوتر لا يضر العين
ونفت الدكتورة سناء الحسني ما يشاع حول وجود تأثير ضار لأجهزة الكمبيوتر على العين، مؤكدة أن هذا الجهاز لا يضر العين مطلقا، وإنما تتأثر العين بشدة التركيز والاهتمام مما يؤدي إلى الانشغال وقلة عدد مرات إغماض العين الأمر الذي ينتج عنه حدوث جفاف في العين، ويمكن علاجه باستعمال القطرة المرطبة للعين أثناء استعمال الكمبيوتر.
وحذرت من الكحل المصنع شعبيا لاحتوائة على كمية من الرصاص تضر العين، إضافة إلى أنه ملوث بالجراثيم التي تؤدي إلى الأمراض. وتنصح د.سناء الحسني بالاستخدام الشخصي لقلم الكحل.
وعن الحول لدى الأطفال قالت إن الحول عند الأطفال يكون غالبا نتيجة عيوب إنكساريه في العين مثل:طول النظر أو قصر النظر الأمر الذي يتطلب عمل نظارة للطفل مبكرا، لمساعدته على الرؤية الصحيحة الواضحة، فالأطفال المصابون بالحول يكون تركيزهم على العين السليمة، وتبقى العين لأخرى في وضع الحول مما يؤدي إلى إهمال المخ للإشارات الصادرة من العين المصابة، وبالتالي حدوث كسل في العين لا يمكن علاجه بعد سن الثامنة أو العاشرة في بعض الحالات.
وفي هذا الصدد، أكد أن استعمال النظارة الطبية أو العدسات لا يضر العين وإنما يضرها إزالة النظارة للأشخاص المصابين بقصر النظر. وأشارت إلى أن إزالة الماء الأبيض من العين يحتاج إلى عملية جراحية.
العلاج الشعبي قديما
ومن بين التي أصيبت بأمراض العين، التي كانت منتشرة في المنطقة الشقية قديما، التقت “الوطن” مع على حسين الصالح (77سنة) حيث أوضحت أنه أصيب بمرض الجدري وشفي منه، ولكنه أبقي على نقطة بيضاء في عينه، لم يجد لها علاجا، وقال إنه لم يكن هناك مستشفى للعيون قديما، إنما كان يتم العلاج المرضى عن طريق “الحواجين” الذين يصفون بعض خلطات الأعشاب التي يتم التداوي بها، إضافة إلى استعمال الماء المالح في غسل العين. وأضاف أن بعض مواطني الشرقية كانوا يتوجهون إلى طبيب مسيحي يملك مستشفى “هارسون” بالبحرين حيث استطاع علاج الكثير من الحالات المرضية قبل سنوات بعيدة.
وفي السياق نفسه، قالت”أم عبدالله” وهي كيفية البصر(66 سنة) أنها أصيبت بمرض الرمد، وعمرها ست سنوات، وكانت أمها تعالجها بالبخور المكون من السكر والقهوة أو بعض سماد الحيوانات. كما كانت تقوم بتكحيل عينيها بخليط مطحون من الأحجار يسمى “توتي يايا” ويستخدم لغسيل العين. كما استخدمت أعود التبغ لإدارر الدموع.
—–
الوطن (40) السنة الأولى