أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. جهد نسوي متميز

6 يناير 2010 - جريدة الجزيرة

اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. جهد نسوي متميز 

المصدر: جريدة الجزيرة 13614 الاربعاء 20 محرم 1431   العدد  13614 

د. ممدوح محمد الشمري

نقف اليوم أمام حدث عظيم في تاريخ الأمم المتحدة وتاريخ الجنس البشري.. ألا وهو موافقة الجمعية العامة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تلك ديباجة كلمة سيدة أمريكا الأولى.. رئيسة لجنة حقوق الإنسان السيدة اليانور روزفلت وذلك في العاشر من شهر ديسمبر عام 1948م.

في ذلك اليوم المشرق من التاريخ البشري الإنساني.. صوتت 48 دولة لصالح هذا الإعلان العالمي في الأمم المتحدة. ولم تصوت ضده أيّ دولة.. وامتنعت 8 دول عن التصويت.. أما اليوم وفي الذكرى 61 لذلك الإعلان العالمي الإنساني فإن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يعترفون بتلك الوثيقة الإنسانية التي تتضمن 30 مادة أساسية تجسد الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية ابتداءً بالاعتراف بالكرامة المتأصلة في الإنسان.. بدون تفرقة أو تمييز وبالمبادئ والقيّم الإنسانية في العدل والمساواة والحرية والكرامة.. وتتناول المواد من 3-21 الحقوق المدنية والسياسية، كما تتناول المواد من 22-27 الحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. وتنص المادة 29 من الإعلان العالمي على واجبات الفرد تجاه المجتمع. في ذلك اليوم العاشر من ديسمبر وعند إعلان الوثيقة حدثت حكاية طريفة من خلال خطاب السيدة روزفلت حيث ذكرت أنها كانت تعتقد أن تربية عائلتها الصغيرة قد وضعت صبرها على المحك.. لكنها واصلت الحديث مشيرة إلى أن «الاشراف على عمل لجنة حقوق الإنسان يتطلب صبراً أكثر».. من هنا كتب أحد المراسلين الصحافيين في ذلك الوقت أن طريقة تعامل السيدة روزفلت مع أعضاء اللجنة ذكرته بالأم الحكيمة التي «تشرف على عائلة كبيرة مؤلفة من صبية هم في الغالب ضجاجون أو مشاغبون أحياناً لكنهم طيبو القلب أو يحتاجون إلى التأديب الحازم من وقت إلى آخر».. إلا أنها كانت تتميز بصفتين جميلتين هما اللباقة والحزم مما مكناها من إقناع معارضيها من دون إقصائهم.

ونتيجة لذلك وبعد سنتين من العمل الجاد والاجتماعات ومئات التعديلات ومع 1400 جلسة عمل.. والتصويت على كل كلمة أو عبارة حقوقية.. فقد تمكنت اللجنة من وضع وثيقة تتضمن مجمل الحقوق الإنسانية التي اعتقدت اللجنة, بأن كل رجل وامرأة في كل مكان من العالم له الحق فيها.. وبذلك أصبح للإعلان العالمي قيمة أدبية وسياسية كبرى باعتباره المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تبلغه كافة الأمم والشعوب حول العالم. وقد أشارت عالمة الاجتماع البرازيلية «روث روشا» إلى مفهوم الإعلان العالمي قائلة: «بغض النظر عن عرقك, بغض النظر عما إذا كنت رجلاً أو امرأة, بغض النظر عن أي لغة تتكلم, أو ما هو دينك, أو آراؤك السياسية, أو إلى أي بلد تنتمي, أو من هي عائلتك, بغض النظر عما إذا كنت غنياً أو فقيراً, بغض النظر عن أي منطقة من العالم تأتي منها, أو هل دولتك مملكة أم جمهورية فإن هذه الحقوق والحريات ينبغي أن يتمتع بها كل شخص». والمتابع والمهتم بقضايا حقوق الإنسان لابد أن يعرف أن هذه الوثيقة قد ترجمت لأكثر من 220 لغة وصارت جزءاً من دساتير بعض دول العالم.. كما ساهم هذا الإعلان بالحد من انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم. هذا وقد توالت الجهود الإنسانية تباعاً منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وذلك بمصادقة معظم دول العالم على الاتفاقيات المتعلقة بحقوق الإنسان.. ومن أهمها العهدان الدوليان.. كذلك العشرات من الاتفاقات الأخرى ذات العلاقة.. وقد انضمت المملكة إلى خمس من تلك الاتفاقيات الإنسانية وهي: اتفاقية حقوق الطفل- اتفاقية مناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة- اتفاقية مكافحة التمييز العنصري- اتفاقية منع التعذيب والعقوبات اللا إنسانية- وأخيراً اتفاقية مكافحة الاتجار بالبشر.

وتحرص المملكة على حماية وتعزيز حقوق الإنسان في إطار الشريعة الإسلامية السمحة وذلك حسب نص المادة 26 من النظام الأساسي للحكم التي تنص على أن (تحمي الدولة حقوق الإنسان وفقاً للشريعة الإسلامية) وكذلك من خلال جهود هيئة وجمعية حقوق الإنسان.. وقد حصلت المملكة على عضوية مجلس حقوق الإنسان العالمي في جنيف عام 2006م حيث شارك وفد سعودي برئاسة معالي الأستاذ تركي السديري وذلك في الدورة التأسيسية للمجلس العالمي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة.. وتجسد عضوية المملكة في هذا المجلس احترام وتقدير دول العالم لتلك الجهود التي تبذلها المملكة في هذا المجال الإنساني.

* مستشار لحقوق الإنسان

 

http://www.al-jazirah.com/414829/rj11.htm

أضف تعليقاً