أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


علمينا ياجده.. ومنك نستفيد!

10 يناير 2010 - محرر الموقع
علمينا ياجده.. ومنك نستفيد!

جعفر محمد العيد * – 10 / 1 / 2010م – 9:40 ص

جدة هذه المنطقة الكبيرة بجغرافيتها، فضفاضة بتنوعاتها العرقية والثقافية.. بالرغم من حزننا الكبير عما أصابها، حزنا لايمكن تخطيه حتى على صفحات الكتابة.. حزنا يفرض علينا وقفة الم، وقفة حسرة وحزن، هذه الوقفة كنا نفضلها من دون ضحايا، ومن دون دماء، ومن دون كل هذه الخسائر.. مايجعل الجرح فاها لم يغلق هو أن الجهود الكبيرة المبذولة اليوم كبيرة وعظيمة، لكنها لاتزال عاجزة عن ايجاد المطمورين تحت الأرض وهم كثيرون.

للآئمينا على حبها نقول.. لاتلومنا على حبها.. فالله «سبحانه وتعالى» من قبلنا اختارها مثوى لأمته وحبيبته أمنا الحواء .

جدة هذه التي رسمت «يوم كان الجهل سائدا» في الجزيرة العربية خط حياة بنور العلم، وتنورنا بنوره، من رجالات رسموا الدرب، وعلمونا حب الوطن، واستفدنا كيف يمكن أن يهاجر الانسان ليعلم الآخرين.. لاتزال سيرة الآباء عطرة عنك جده وابنائها.

لماذا تنداح المشاعر، ويخفق القلب عند ذكرها، وتسود لغة الحب والعدل والتسامح عند ابن الشرقية «عندما يذكر جدة» مع وجود كل هذه الشقة والبعد بين الساحلين من شرق الجزيرة العربية الى غربها.. لأن القلب يحمل لها الكثير من المحبة والاحترام.

لقد حكى أولادنا وبناتنا، وعبروا عن حبهم ومساندتهم للمنكوبين، ووجهوا التحية، وأثبتوا أن هناك شيء كبير يربط المواطنين ببعضهم يعبر بشكل أكبر من الخطابات والشعارات أو أي شيء آخر عن الشعور بالمواطنة والأخوة.. ولأن جدة التي تقاسمت معنا رغيف الخبز وجشب العيش، وشحة الموارد في الماضي، نشاركها وهي تشعر بالغبن والغضب، تتقاطع المشاعر، وتتساند المواقف للتأكيد على أهمية المواطن، والاهتمام به، وتلمس حاجاته الرئيسيه خصوصا الخدمات التي تعاني بعض مناطقنا من قصورها، وتتخم مناطق أخرى بها حد التخمه.

نقف اليوم وقفة اجلال لكل الذين يساهمون في اعادة احياء جده.. وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، الذي جاءت أوامره وقراراته، بقدر الحدث، هذه القرارات التي نتأمل أن تجد طريقها الى التنفيذ والتفعيل.

ولأن سجل الاجتماعيون، في كتاباتهم نقطة الصفر «نحو التحول والتطور الاجتماعيين» الفاصلة بين مجتمع بسيط، ومجتمع معقد يدخل عصر الصناعة والحضارة بتدفق البترول وتصديره بشكل تجاري.. فقد ترسم الأحداث التي جرت في جده مفرق طريق جديد نحو التغير لنيل الحقوق والمطالب، واطلاق الحريات الثقافية والاجتماعيه.. لقد نبهنا الى هذه الأفكار ابن جدة البار الدكتور هاشم عبده هاشم ن عندما سطر مقالته يوم امس على صدر صحيفة الرياض http://www.alriyadh.com/2010/01/08/article487864.html بكلمات كبيرة وعظيمة عن ابناء المنطقة الشرقية، واذ نرد هذه التحية نتفق معه الى حاجتنا جميعا في هذا الوطن الى هذا النوع الثقافة والسلوك الانساني.

جدة برغم صعوبة الأحداث والمأسي التي تواجهها، تظل شامخة بمجتمعها، وبقلوبنا التي تحبها، فهي اليوم ملهمتنا.. ومنك نستفيد ياجده.

أضف تعليقاً