فتيات الدار
21 يناير 2010 - الاقتصاديةفتيات الدار
خالد السهيل
قبل عامين، زارت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان دار الفتيات في مكة المكرمة ، وأصدرت تقريرا يلفت الأنظار إلى سلسلة من الملاحظات والتجاوزات.
مدير عام الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة بدلا من أن يهتم حينها بمعالجة هذه الملاحظات، أشغل نفسه بالرد على تقرير الجمعية وسعى إلى تفنيد وتكذيب ما ورد فيه، بل إنه استقوى على الجمعية بتقرير آخر لهيئة حقوق الإنسان. ولو أنه انشغل بمعالجة ما تناولته جمعية حقوق الإنسان لما وصلنا إلى الأحداث التي شهدتها الدار أخيرا.
ومع الأسف، يستمر مدير عام الشؤون الاجتماعية في الدفاع حاليا من خلال تصريحاته في الصحف، وكأن شكوى نزيلات الدار من الممارسات غير الإنسانية التي يلقينها غير مسموح بها، والمطلوب الانتصار لمديرة الدار وللموظفات في مقابل فتيات يفترض أنهن وصلن إلى هذه الدار لتلقي التربية والإصلاح.
وصول فتيات الدار إلى هذه الحالة من الاحتقان، لا يمكن أبدا أن يتم اختزاله بنزاع بين مديرة الدار وموظفة أخرى حول من الأحق بالإدارة.
ولا يشفع لمديرة الدار أنها مديرة منذ 13 عاما، وأنها تعمل في المجال منذ 26 عاما، بل لعل هذا يؤكد أن الممارسات التي كانت طبيعية ذات يوم ـ ولم تعد كذلك ـ بحاجة إلى وجود إداريات قادرات على تفهم أن الاكتفاء بوجبة غذائية واحدة أو تكديس النزيلات بشكل مبالغ فيه من الأخطاء التي لا يمكن الرضا بها ولا السكوت عليها.
ليت معالي وزير الشؤون الاجتماعية وهو الرجل الحصيف والأمين يحسم الأمر بمراجعة تقرير الجمعية والهيئة وإحداث التغيير الذي يحفظ كرامة نزيلات هذه الدار الإصلاحية.
المصدر: جريدة الاقتصادية الاثنين 03 صفر 1431 هـ. الموافق 18 يناير 2010 العدد 5943
http://www.aleqt.com/2010/01/18/article_334875.html