الرعاية الماحقة
21 يناير 2010 - جريدة عكاظالرعاية الماحقة
شغب فتيات دار الرعاية في مكة، ناقوس خطر يجب أن يؤخذ على محمل الجد من جميع أولي العلاقة، حتى لا نطفئ النار بالنار.هـؤلاء الفتيات لم يدخلن إلى هناك كي يعاقبن كل يوم، إذ أن مجرد حبسهن هو العقوبة في حد ذاتها، والمطلوب لهن الرعاية الكاملة: البدنية والذهنية والترفيهية؛ لأن ذلك كله هو الدين الذي يحفظ للإنسان الخمس الأساسيات للحياة الكريمة.
أمــا أن تكون التغذية سيئة والمرافق سيئة والترفيه غائبا والتقويم معدوما والمعاملة سيئة، فتلك هي الأشغال الشاقة وليست الرعاية، وذلك هو الانتقام وليس التقويم.
تقرير جمعية حقوق الإنسان هو المعول عليه، أما أقوال الباقين فليست غير غطاء يستتر به المقصرون أيا كانوا، ولذا فلا بد من زيارات لفروع جمعية حقوق الإنسان لدور الرعاية الاجتماعية للفتيات في كافة مناطق المملكة.
لا بد من تثقيف العائلات التي لها فتيات في دور الرعاية؛ كي تحتفظ لبناتها بالحب والعطف ولا يغدو الخطأ ــ وهو مرفوض للأسوياء ــ مبررا لجرائم شرف حقيقية أو افتراضية، ولا بد من مجتمع متكاتف لحياة سوية للجميع، تربي الأسرة فيه بناتها على أنهن شقيقات الرجال وأن عليهن مسؤولية الحفاظ على أنفسهن بكل سبيل ممكن.
قـال عليه الصلاة والسلام: «من كانت له بنت فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، وأسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له سترا وحجابا من النار».
عليك الصلاة والسلام يا نبي الرحمة والهداية والأدب والحب والتعليم.
المصدر: جريدة عكاظ الثلاثاء 4/2/1431 هـ 19 يناير 2010 م العدد : 3138
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100119/Con20100119327627.htm