أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


أحياء المسـاكين

24 يناير 2010 - جريدة اليوم

أحياء المسـاكين 

بدر السنبل

خطوة تستحق الاحترام والتقدير، قيام رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور فهد العيبان مطلع هذا الأسبوع بتفقد مراكز الإيواء لنازحين من قراهم في جيزان إثر الاعتداء السافر على جنوبنا الغالي.

نعلم أن خطوة كهذه هي من واجبات الهيئة التي يفترض أن تقوم بها مبكرا، خصوصا أن أعداد النازحين ليست بالقليلة، وأن الأوضاع التي يعيشها هؤلاء بعد أن شردوا من قراهم ومساكنهم، تستدعي تفقد احتياجاتهم والخدمات الأساسية المقدمة لهم.

وبما أنها المرة الأولى التي نرى بها رئيس الهيئة في الميدان، فإننا نتمنى من كل قلوبنا أن يقوم بجولات مشابهة في الأحياء الفقيرة ليسمع آهات المحرومين، ويطلع على آلام المحتاجين، ليرى بقلبه وعينيه أحوال من يعيشون تحت وطأة العوز والحاجة.

من المؤكد أن هؤلاء قلة، وليسوا كثرة، وقلة تعيش في أوضاع مزرية وبائسة وموجعة.. هناك من يسكنون «العشيش» ومنهم من يسكن في بيوت من «الصفيح» و«الشينكو». وبما أنهم قلة فليس من المعقول ان يتركوا هكذا في (المهب).
أقول إن من واجب الهيئة أن تقوم بهذه الجولات، لتقترب من الإنسان هناك، الإنسان الذي هو صميم عملها ومسئوليتها الأولى التي أسست من أجلها، ولترصد التفاصيل بعيدا عن التقارير المكتبية والدراسات المطولة .. وفي هذا السياق أقترح تشكيل فريق ميداني عالي المستوى، يضم إلى جانب الهيئة ممثلين من وزارات الشئون الاجتماعية والمالية والصحة .. ويرتبط هذا الفريق بسلطة أو جهة عليا لمعالجة الأوضاع في فترة زمنية محددة.

ذكرت الشئون الاجتماعية كونها المسئولة عن ملف الفقر وأحوال المحتاجين، ووزارة المالية حتى لا نتذرع بقضايا الاعتمادات والمخصصات، بل إن مشاريع إنسانية كهذه، تصب في خدمة الوطن وتوفير حياة كريمة، تتطلب مرونة مالية وادارية وصرفا عاجلا .. أما الصحة فيقع عليها واجب علاج هؤلاء من الأمراض والعاهات التي لحقت بأرواحهم وأجسادهم نتيجة الأحوال الصعبة التي كابدوها منذ طفولتهم.

لا أعتقد أن معالجة هذا الملف المتعلق بفئة غالية على قلوبنا من أهالينا وناسنا بالأمر المستحيل خاصة في ظل توجيهات القيادة الدائمة بالاهتمام بالمواطنين وتوفير حياة كريمة لهم بعيدا عن ذلّ السؤال والاحتياج، وفي ظل أوضاع اقتصادية مزدهرة تعيشها البلاد، ووفرة مالية ملحوظة .. ليس لنا عذر ولا للهيئة ولا للجهات المسئولة في أن يبقى هؤلاء في حياة «البؤس» و«الحاجة» و «العوز» .. فقط علينا أن نلتفت إليهم بجدية وإنسانية ورحمة .. إنهم مسئولية في أعناقنا، إنهم مسئولية وطن.

 

المصدر: جريدة اليوم  الاربعاء  1431- 2-  5  هـ الموافق 2010-01- 20 م العدد 13369 السنة الأربعون

http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13368&I=731523&G=2

أضف تعليقاً