ظاهرة غياب الطلاب.. دخل الأسرة وشخصية المعلم سببان رئيسيان
25 يناير 2010 - الاقتصاديةظاهرة غياب الطلاب.. دخل الأسرة وشخصية المعلم سببان رئيسيان
تتنامى ظاهرة غياب طلاب العاصمة الرياض مع كل فترة تسبق الاختبارات، وكذا قبل وبعد العطل والإجازات الرسمية، بشكل واضح، لم تعد تجدي معه الكثير من السبل للحد من الغياب الذي تحول إلى ظاهرة تتزامن مع الاختبارات، التي تنطلق بعد أيام.
يرى خالد بن عبد الرحمن الثاقب وكيل مدرسة جابر بن النعمان الابتدائية في شرق الرياض، أن الوالدين قد يسهمان في بروز ظاهرة غياب أبنائهم الطلاب من المدارس على السطح، إذ إن كثيرا منهم يصر على اصطحابهم معه في السفر، خاصة في الفترات التي تسبق الإجازات، ناهيك عن تعويدهم الأبناء على السهر أمام القنوات الفضائية حتى أوقات متأخرة من الليل، وبالتالي يصعب حضوره للمدرسة.
ونبه الثاقب إلى وجود مسببات أخرى للتغيب عن المدرسة، منها (الاتفاق الجماعي) فيما بين الطلاب مع بعضهم، في فترات تكون بداية أو نهاية كل فصل دراسي.
وأضاف: من الأسباب أيضا ارتفاع المستوى الاقتصادي للأسرة، ما يعني توفير جميع وسائل الترفيه، التي قد تنعكس سلبا على الطالب، فتسهم الأجهزة الإلكترونية بتقنيتها الحديثة، وتنوعها، وقدرتها الهائلة على الجذب في إشغال الطالب وصرفه عن دروسه، وسهره حتى أوقات متأخرة من الليل، أو حتى جذبه للغياب والاستفادة منها وقت الصباح.
وشدد خالد الثاقب على أن النقيض قد يسبب تغيب الطالب، بمعنى أن حتى تدهور الحالة المادية للأسرة، وكذا تصدعها بسبب خلافات أسرية، كالطلاق والحرمان من أحد الوالدين، قد يدفع بالطالب إلى الانطواء، وضعف الدافعية والحافز إلى التعليم، ما ينتج عنه تكرار غيابه عن المدرسة.
وأشار إلى أن المعلم نفسه قد يسهم في تغيب الطالب، من خلال شخصيته داخل الفصل، وطريقه شرحه للدروس، فمتى كانت مملة وروتينية غير قابلة للتجديد ومواكبة التغيرات التي تحدث للطلاب ومراعاة نفسيتهم، كانت سببا طاردا للطالب ومحبطا له في الرغبة في الحضور، فكثيرا ما نسمع الطالب يقول «لن أحضر غدا لوجود المعلم الفلاني لدينا في ذلك اليوم حصتين أو ثلاث».، والعكس يحدث، فكثيرا من الطلاب أيضا، يحرص على الحضور في ظروف صعبة، لحبه لذلك المعلم.
وأكد الثاقب أن من أهم العوامل المحفزة لحضور الطالب إلى المدرسة تكمن في إيجاد الوسائل التربوية قبل وبعد الإجازات والعطل الرسمية، وبث روح الأسرة الواحدة في المدرسة، وجعل الطالب يشعر بأنه بين أهله وإخوته، وعدم وجود أي تمايز من خلال إشاعة العدل في الثواب والعقاب للطلاب، وكذا تقديم النصائح والإرشادات، إضافة إلى أهمية مكافأة المتميزين في حضورهم ومواظبتهم. وأخيرا توطيد العلاقة بين المدرسة والمنزل من خلال مجالس الآباء والمرشد الطلابي.
المصدر: جريدة الاقتصادية الثلاثاء 19 يناير 2010
http://www.aleqt.com/2010/01/19/article_335630.html