أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


باحثة سعودية ترفع لمجلس الشورى مبادرة لمنع تزويج القاصرات

27 يناير 2010 - جريدة المدينة

باحثة سعودية ترفع لمجلس الشورى مبادرة لمنع تزويج القاصرات 

علياء الناجي – الرياض

قدمت باحثة سعودية وعضوة في الجمعية العلمية السعودية للسنة النبوية لمجلس الشورى مبادرة لمنع تزويج القاصرات في المملكة وقدمت 11 سببا لتدعيم مبادرتها التي تطالب المجلس بمناقشتها بجدية لوقف ما اسمته «ظاهرة تزويج القاصرات» التي انتشرت بشكل كبير في المجتمع السعودي» وآخرها قضية «رشا» طفلة العاشرة التي زوجها والدها لرجل في الثمانين من عمره . وتقول صاحبة المبادرة فوزية الخليوي لـ”المدينة” ان تزايد عدد الحالات يعد إنذارا مبكراً لانتهاك الطفولة التي تعد من أصعب السلوكيات البشرية التي لا تتطلب رعاية الوالدين فحسب بل رعاية المجتمع بأكمله.
واسردت في مبادرتها عددا من الحالات التي وقعت مؤخرا منها احباط الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان زواج طفلة صغيرة في الحادية عشرة من عمرها من رجل أربعيني متزوج بعدما استنجد أشقاؤها بالجمعية مطالبين بوقف الزواج الذي يصر عليه والدهم . وطالعتنا الصحف عن خبر مفاده ان طفل سعودي فى الحادية عشرة عقد زواجه على ابنة عمه التي تصغره بسنه واحدة . واضافت ان هناك اخبارا واردة تؤكد اتساع نطاق ظاهرة تزويج القاصرات منها : طفلة الخامس ابتدائي تعود لحضن زوجها الثمانيني بعد أن استعادها والداها من عمتها التي أخفتها 10 أيام ، و هروب عروس مراهقة من زوجها الستيني في المدينة المنورة ، و رفض قاضى في عنيزة فسخ عقد زواج طفلة الثماني سنوات من زوجها و حكم بجواز زواجها وأحقيتها في الاعتراض إذا بلغت.

و اشارت الى انه من المؤسف توسع ظاهرة تزويج الصغيرات في الدول العربية ، إما بسبب العادات والتقاليد، أو بسبب الوضع المادي المتردي للأسر الفقيرة التي ترغب بالتخلص من أحد أفرادها بطريقة شرعية، اوطلباً للكسب المادي ، او حفاظا على الشرف . ويختلف الحد الأدنى للزواج في بعض الدول الإسلامية، فيُحدد السن الأدنى للزواج بـ 18 عاما للشاب و16 عاما إلى الفتاة في مصر والمغرب والباكستان، كما رفع سن الزواج في سوريا بالنسبة للمراهقة إلى 15 عاما بعد أن كانت 13 عاما والمراهق إلى 17 عاما بعد أن كان 15 عاما. واوردت الباحثة في مبادرتها الأدلة الشرعية على ضرورة منع زواج الصغيرات:

(1) الإجماع في تزويج الصغيرات لم ينعقد :

يقيناً لمخالفة علماء من السلف والخلف، يقول الإمام الغزالي في (المستصفى): (إذا خالف واحد من الأمة أو اثنان لم ينعقد الإجماع)، ومن علماء السلف المخالفين لتزويج الصغيرة ابن شبرمة وهو من وصفه صاحب (تهذيب الكمال) بأنه الكوفي القاضي فقيه أهل الكوفة وعدَّه في التابعين.

(2) الآية الكريمة { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} الطلاق4 ، وبالتحديد ( وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) مختلف في دلالتها هل تعني (الصغيرة) أم (البالغات اللاتي تأخر عنهن الحيض أو انقطع عنهن لعلة أو لم يأتهن الحيض بالكلية ، ومن المفسرين الذين ذكروا ذلك أبو حيَّان الأندلسي، والألوسي في (روح المعاني)، والسعدي، وسيد قطب، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال- ( أي القطعي ) وجاز فيه الخلاف بلا إنكار.

(3) قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأبي بكر ولعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عندما جاءا لخطبة فاطمة رضي الله عنها:( إنها صغيرة ) فخطبها علي رضي الله عنه فزوجها له رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. رواه النسائي ( وصححه الألباني ).

ونقل ابن حجر رواية في تمييز الصحابة عن أبو عمر عن عبيد الله الهاشمي أنها ولدت والنبي صلى الله عليه وسلم ابن 41 سنة قبيل البعثة بقليل وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين ، فعليه يكون عمرها عندما تزوجت من على بن ابي طالب كان (21) عاماً حسب رواية لابن حجر أو (18) عاماً حسب روايات أخرى.

(4) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن، قالوا يا رسول الله: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت ” متفق عليه ، ولا يتأتى الإذن تصريحاً أوتلميحاً أو استلهاماً من السكوت إلا من راشدة وكبيرة ، والصغيرة ناقصة أو فاقدة أهلية فأنى لنا أننستأذنها أو لإذنها أن يكون معتبراً !!
(5) رد الرسول صلى الله عليه وسلم زواج الكارهة، فعن عكرمة عن ابن عباس “أن النبي صلى الله عليه وسلم رد نكاح بكر وثيب أنكحهما أبوهما، وهما كارهتان، فرد النبي صلى الله عليه وسلم نكاحهما” أخرجه الدار قطني، وعن خنساء قالت: أنكحني أبي وأنا كارهة، وأنا بكر، فشكوت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تنكحها وهي كارهة. / رواه النسائي في الكبرى, ج3 ص282, أحمد فى مسنده، ج2 ص434.

(6) قول الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئول عن رعيتها) مسلم (1829). وأنى لطفلة صغيرة بحاجة إلى من يتحمل مسئوليتها أن تكون مسؤولة لزوجها عن البيت وشؤونه، والأولاد وتربيتهم, وكما تريد تنشئ أطفالها ويصدق فيها قول الشاعر:

الأم مدرسة إذا أعددتها

أعددت شعبآ طيب الأعراق.

(7) الخلاف في الاستدلال بحديث عائشة :

هناك خلاف بين المؤرخين في سن عائشة رضي الله عنها عند زواجها، وثانياً: هناك من يرى أن ذلك كان قبل قوله صلى الله عليه وسلم (لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ حَتى تُسْتَأْمَرَ، وَلا تُنْكَحُ البِكْرُ حَتى تُسْتَأْذَنَ، قَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا، قَالَ أَنْ تَسْكُتَ)، وثالثاً: هناك من يرى ذلك من خصوصيات رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خُصَّ بزواج 12 امرأة وغير ذلك من الخصوصيات،

رد الشيخ ابن عثيمين رحمة الله فى حديث تزويج عائشة :

“و جاء في سياق رده عندما قال رحمه الله “والاستدلال بقصة عائشة فيه نظر ، ووجه النظر أن عائشة زُوِّجت بأفضل الخلق –صلى الله عليه وسلم- وأن عائشة ليست كغيرها من النساء ، إذ أنها بالتأكيد سوف ترضى وليس عندها معارضة ، ولهذا لمّا خُيرت –رضي الله عنها- حين قال لها النبي – صلى لله عليه وسلم – : (لا عليك أن تستأ مري أبويك) ؛ فقالت : إني أريد الله ورسوله ، ولم ترد الدنيا ولا زينتها ” ووضح هذا في كتابه شرح زاد المستقنع باب النكاح عند شرحه لحديثه صلى الله عليه الصلاة والسلام: «استأمري أبويك في هذا وشاوريهم» ، فقالت: يا رسول الله أفي هذا أستأمر أبواي؟! إني أريد الله والدار الآخرة ” فقال ابن عثيمين ” فمن هذه حالها لو استؤذنت لأول مرة أن تتزوج الرسول صلّى الله عليه وسلّم هل تقول: لا؟! يقيناً لا، وهذا مثل الشمس، فهل في هذا الحديث دليل لهم؟! ليس فيه دليل ” انتهى كلامه رحمه الله.
ويؤكد ابن عثيمين شرعية منع هذا الزواج ولو كان مباحا فيقول: «ولا مانع من أن نمنع الناس من تزويج النساء اللاتي دون البلوغ مطلقا، فها هو عمر -رضي الله عنه- منع من رجوع الرجل إلى امرأته إذا طلقها ثلاثا في مجلس واحد، مع الرجوع لمن طلق ثلاثا في مجلس واحد كان جائزا في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وسنتين من خلافته، والراجح أنها واحدة.

(9) الناحية الطبية

القاعدة الشرعية تقضي بأنه (لا ضرر ولا ضرار) و(الضرر يزال) وعلماء الطب الموثوق بهم يؤكدون يقينية الأضرار الصحية التي تتعرض لها الصغيرة إذا حملت (الحمل المبكر) وأصدرت اللجنة الوطنية الطبية، المختصة بدراسة الآثار الصحية المترتبة على زواج صغار السن، تقريراً شرحت فيه الآثار السلبية لزواج القاصرات من مختلف الجوانب، وشددت اللجنة على أن زواج القصر يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية للأطفال، الذين هم ثمرة ذلك الزواج، فهم قد يشعرون بالحرمان نتيجة عدم قيام الأم القاصر بدورها كأم ناضجة، كما يؤدي إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي وزيادة مخاطر الإصابة بالشلل الدماغي، والإصابة بالعمى والإعاقات السمعية.

وخلصت اللجنة إلى أن زواج القصر هو أحد العوامل الرئيسة التي تساعد على ظهور مشكلات صحية ونفسية، ما يؤدي إلى زيادة الأمراض في الأسرة والمجتمع، وهو ما يشكل كذلك عبئاً اقتصادياً على النظام الصحي.

وفي تقرير “وضع الأطفال في العالم 2009” الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف في كل عام يموت أكثر من 500 ألف امرأة في جميع أنحاء العالم خلال الحمل أو بسبب مشكلات الولادة . 70 الفا من هذه الوفيات تحدث بين الفتيات المراهقات والشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما،الفتيات اللواتي أنجبن قبل سن 15 عاما يكن عرضة للوفاة أثناء الولادة بمقدار 5 أضعاف من النساء في العشرينيات من العمر,مشكلة البلوغ المبكر:
يكون البلوغ المبكر عند الفتيات أكثر حدة حتى انه شوهد لدى طفلة عمرها ثلاث سنوات ونصف مثل هذا البلوغ يؤدي إلى التعجيل في نمو الفتيات بحيث تنضج الأثداء بشكل كامل في سن التاسعة ويصبحن تحت تأثير مثل هذه المسائل يبدو البلوغ المبكر وكأنه مرض يؤثر على النمو والتكامل وهو ناتج عن الغدد فأورام المبيض تشاهد حتى لدى البنات الصغيرات في بعض الأحيان ومثل هذه الفتيات لا تتولد لديهن رغبة جنسية حتى بعد الزواج ويتصفن بالبرود والخمول حتى انهن قد لا ينجبن

أسبابه لدى الفتيات :

– بسبب ضرر أو إصابة تعرض لها الدماغ فيؤدي للإثارة الجنسية

-فعالية الشديدة والإفرازات الكثيرة للغدة النخامية التي تؤدي للتمهيد لإثارة إفراز هرمون الفولكول.
– تورم المبيض والذي يخرج الفتاة عن حالتها الطبيعية فتلاحظ الأجزاء المتورمة داخل المبيض وقد أصبحت إحداهن فوق الأخرى .

وقد يلعب الدور الوراثى ، أو كون المنطقة حارة فقد نُقل عن الشافعي قوله: “رأيت باليمن بنات تسع يحضن كثيراً”
(11) الناحية الاجتماعية:

أظهرت نتائج أحدث المسوح السكانية في المملكة العربية السعودية التي أجريت عام 2007، أن نسبة العنوسة بلغت 2.6%، أي أن فتاة بين كل 16 فتاة سعودية يمكن تصنيفها ضمن سن العنوسة.

وصنفت النتائج باعتبار أن العوانس هن اللواتي بلغن من العمر أكثر من 30 عاما دون أن يتزوجن، لأن احتمال الزواج بعد هذه السن يصبح ضعيفا، وقدر المسح عدد العوانس بالمملكة بما يزيد على 180 ألف فتاة.

 

المصدر: جريدة المدينة السبت 23 يناير 2010

http://www.al-madina.com/node/217766/madina

أضف تعليقاً