آل مبارك : رفض استلام الأسر لبناتهم جناية شديدة
29 يناير 2010 - جريدة المدينةآل مبارك : رفض استلام الأسر لبناتهم جناية شديدة
محمد رابع سليمان – مكة المكرمة
طالب فضيلة الشيخ الدكتور قيس بن محمد آل الشيخ مبارك عضو هيئة كبار العلماء أولياء أمور الفتيات اللاتى صدر بحقهن حكم شرعى وانتهت المحكومية فى دار الرعاية بالمبادرة إلى استلام بناتهن وتقديم الرعاية الكاملة لهن حال انتهاء فترة محكوميتهن فى دار الرعاية ، لافتاً أن رفض استلام البنت من دار الرعاية بسبب زلتها يُعّد أشد جناية ، لأنه قد يضطر العاصي للعودة للمعصية .
وقال لـ “المدينة” ناصحاً أولياء أمور الفتيات على خلفية الأحداث التى شهدتها دار رعاية الفتيات فى مكة المكرمة الجمعة الماضى، حين خلق الله الإنسان اقتضَتْ حكمته تعالى ألا يكون معصوما من الذنوب، وإلى هذا أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (والذي نفسي بيده لو لم تُذْنِبُوا لذهب الله بكم ولَجَاءَ بقوم يُذنبون ويستغفرون فيغفر لهم) ولذا فإن من الجناية أن يَقنط أحدٌ من رحمة الله، وأن يظنَّ أن المذنب لا توبة له، وإن الجناية تشتدُّ إذا أدَّت إلى نبذ العاصي نبذاً يضطرُّه إلى العودة لمعصيته، وهذا ما يقع من بعض الناس حين ينبذون امرأةً زلَّت قدمُها، فوقعت في معصية بتغرير من أحد الذئاب، إن المروءة والدِّين يفرضان علينا أن نقف معها، ونعينها على الخروج من محنتها، لا أن نكون سنداً للشيطان عليها، فإن من الظلم لها أن نسيء الظنَّ بها أو أن نغلق عليها باب الزواج أو نَحُولَ دون دمجها بالمجتمع، فهذا من سوء الظن بالناس فكل ابن آدم خطاء، ومن سوء الظن برحمة الله التي وسعت كل شيء، ثم إن أوْلى الناس بقبولها وحِفْظها ورعايتها هم أهلُها، فهذا من واجبهم، وأجرهم على ذلك عند الله كبير، .
وأضاف على أولياء أمور البنات أن يعلموا أن ذنبها ربَّما أفضى إلى ندم وتوبة نصوح، فكان ذلك سبباً لرجوع حميد إلى الخير وإلى الصلة بالله، وهو معنى قول أحد الصالحين: وقضى عليك بالذنب فكان سبباً للوصول، فالمعصية تزول ويسقط إثْمُها إذا أورَثَتْ ندماً واستغفاراً، فقد يعود حالُها إلى أفضل مما كانت قبل المعصية، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد روى سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، مخبراً عن ذنبٍ وقع منه تجاه امرأة، فقال سيُّدنا عمرُ رضي الله عنه: لقدْ سترَكَ اللَّهُ لو سترْتَ على نفسكَ، ولم يَعترض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف الرجل دعاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا عليه هذهِ الآيةَ: { وَأقمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً من الليْلِ إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرينَ }. فقالَ رجلٌ من القومِ: يا نبيَّ الله ! هذا له خاصَّةً ؟ فقال: بلْ للنَّاسِ كافَّةً، أسأل الله أن يعيذنا من الوسواس الخناس الذي يدعونا لسوء الظن بالله وبالناس وأن يستر علينا بستره الجميل.
المصدر: جريدة المدينة الخميس, 21 يناير 2010