أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


ابن محفوظ : السعودة إستراتيجية لإصلاح التشوه في سوق العمل المحلي

29 يناير 2010 - جريدة المدينة

ابن محفوظ :  السعودة إستراتيجية لإصلاح التشوه في سوق العمل المحلي

أكد الدكتور عبدالله مرعي بن محفوظ عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس مركز القانون والتحكيم بأننا اليوم بحاجة ماسة لاشتراك المنظمات المحلية والإقليمية والدولية لترسيخ أخلاقيات العمل في المجتمعات، مشيراً إلى أننا نعاني كساداً في القيم الأخلاقية للعمل نتيجة لعدد من العوامل أبرزها البحث عن العمالة ذوي الأجور المتدنية حتى أصبحت القيم الأخلاقية تخضع لمنطق العرض والطلب وحاجات السوق الكبيرة التي ساحت بها العولمة في كل أودية العالم وأصبحت المساومات المادية هي لغة التفاهم بين أصحاب التمويل وعابري البحار من الشركات المتعددة الجنسية وبين أفراد ومؤسسات الثقافة ومصانع الفكر.

جاء ذلك في اللقاء العلمي لأعضاء هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيز والذي نظمته صباح أمس وكالة الدراسات العليا والبحث العلمي بعنوان «أخلاقيات العمل وحقوق العامل في نظام العمل السعودي» بهدف تشجيع ودعم البحث العلمي والنهوض بمستواه ، وحضره نخبة من الأساتذة والمحاضرين والطلاب .

وأوضح بأن «السعودة» هي إستراتيجية لإصلاح التشوه في سوق العمل السعودي، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية ووزارة العمل ووزارة الشؤون الاجتماعية من خلال نظام (السعودة) وضعت نظاما متوازنا يلبي حاجة القطاع الخاص ضمن حقوق المواطنة؛ وقال بن محفوظ : «إلا أن تدني أجور السعوديين في القطاع الخاص أدى وبشكل غير منطقي إلى إفشال خطط السعودة الرامية لتوطين الوظائف؛ واتجاه صاحب العمل إلى العمالة الرخيصة التي تتراوح رواتبهم بين 400 إلى 800 ريال؛ وهذه العمالة أيضا قد تتجه إلى طرق غير شرعية لتوفير أموال إضافية على رواتبهم الزهيدة».

وتناول د. بن محفوظ مصادر أخلاقيات العمل ومن أبرزها الدين حيث إن القرآن الكريم يتضمن أكثر من (100) آية تتحدث عن المهنة والعمل، الأمر الذي يدل على ضرورة ربط العمل بمبادئ الإسلام، وعدّ البيئة الاجتماعية كمصدر ثانٍ لأخلاقيات العمل لأن القيم المجتمعية تنعكس على الأفراد في ممارستهم لوظائفهم، وتصبح أخلاقيات العمل تتمازج مع بعضها البعض، في حين تأتي التشريعات النظامية في الخدمة المدنية ونظام العمل كمصدر ثالث كونها تتحكم في تسيير الإدارة في الوظيفة العامة والخاصة، وتشكل مصدراً مهماً من مصادر الأخلاق في العمل الوظيفي.
ورأى بن محفوظ أن سوق العمل تعاني من غياب أخلاقيات العمل لدى أصحاب العمل؛ فتجد بعض التجار يتجه للبضائع الرديئة ويقوم ببيعها على المستهلكين؛ وكذلك يستخرج رخص المحلات مثل المطاعم والأطعمة ليؤجرها على العمالة غير المهنية وينتج عنها العديد من الأضرار التي نقرأ ونسمع عنها مثل التسمم وخلافه؛ فهذه الأمور تندرج تحت مفهوم أخلاقيات العمل. وتناول المحاضر العوامل التي تؤثر على أخلاقيات العمل ومن أبرزها البيئة الاجتماعية، والبيئة الاقتصادية، والإجراءات والعقوبات في أنظمة الخدمة المدنية ونظام العمل، وتطرق إلى العلاقة الأخلاقية في بيئة العمل والتي تتمركز في أولى مراحلها بين العاملين والإدارة من خلال التزام صاحب العمل بالصدق والأمانة والعدل والوفاء والرحمة مع العاملين، وثانيها العلاقة الأخلاقية بين العاملين والتي تؤدي لتَفجر طاقات العاملين لصالح العمل.
وتطرق د. بن محفوظ إلى وسائل ترسيخ أخلاقيات العمل ومن أبرزها تنمية الرقابة الذاتية، ووضع الأنظمة الدقيقة التي تمنع الاجتهادات الفردية الخاطئة، وتفعيل القدوة الحسنة، وتصحيح الفهم الديني والوطني للوظيفة، فضلاً عن أهمية التقييم المستمر للموظفين بهدف تحفيزهم على التطوير؛ وكذلك تطبيق النظام في محاسبة المسؤولين والموظفين وضرب بن محفوظ مثال قرار خادم الحرمين الشريفين في كارثة سيول جدة حين أصدر قرار ملكي لمحاسبة المقصرين؛ فهذا الذي أصدره الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحيا فكرة المحاسبة الذاتية لدى المجتمع وزاد من وعيه اتجاه الأخطاء التي قد تحدث وتخلف وراءها العديد من المشاكل.

وتناول د. بن محفوظ حقوق العامل والموظف في نظام العمل من خلال نظام العمل السعودي الجديد والذي جاء مواكباً للاقتصاد السعودي ليحد من فكرة أن سوق العمل السعودي معولم أو مشاع لمن شاء يأتي ويعمل.

المصدر: جريدة المدينة الخميس, 21 يناير 2010

http://www.al-madina.com/node/217254/madina

أضف تعليقاً