جدة: الكارثة تعيد رسم ملامح العروس… وتنعش الشمال !
2 فبراير 2010 - جريدة الحياةجدة: الكارثة تعيد رسم ملامح العروس… وتنعش الشمال !
تكهّن اختصاصيون سعوديون بأن تسهم «كارثة السيول» في إعادة رسم خارطة جدة، مشيرين إلى أن غالبية الأهالي لن يجازفوا بالشراء في المناطق المتضررة شرق جدة، بل ربما يسرّعون من وتيرة التسابق نحو الشمال الذي بدأ منذ فترة. ولفتوا إلى أن التوسع في شرق المحافظة افتقد الدارسة المتأنية والقراءة الواضحة للمكان، مرجعين تهافت الناس على الشراء في أحياء قويزة وكيلو 14والحرازات إلى أسعار العقارات المغرية، «ما أدى إلى اكتظاظها ونموها سريعاً».
وتوقع الباحث المهندس خالد عليمي أن تسهم الأضرار التي لحقت بالمناطق المنكوبة في شرق جدة، نتيجة الأمطار التي هطلت على المحافظة الساحلية في أواخر تشرين الأول (نوفمبر) الماضي، في إحداث سلسلة تغيرات في المنطقة تطاول المساحة والموقع، مشيراً إلى أن «الجداويين» باتوا يتوقعون أن تتكرر المأساة، في المستقبل، في حال لم تتخذ الإجراءات والتدابير الاحترازية.
وقال لـ«الحياة»: «ربما تسهم كارثة نوفمبر في تغيير وجه جدة ورسم ملامح مغايرة عن الوضع الحالي لأجزاء واسعة من شوارعها وأحيائها»، موضحاً أن وجود أكثر من 30 حياً في شرق جدة كفيل بعدم منح فرص جديدة للتمدد هناك، ما يسهم في تسريع وتيرة الاتجاه نحو الشمال.
وطالب بإيقاف البناء في المساحات والأراضي الخالية في المنطقة، حتى تلك الأراضي التي سبق أن تحصل ملاكها على تصاريح للبناء عليها، معتبراً التمدد العمراني الذي تعيشه المحافظة نحو الشمال أمراً طبيعياً وفعالاً من الناحية الهندسية، نظراً لوجود المساحات الكافية، وإمكان توافر الخدمات، في تلك المناطق.
واتفق الخبير العقاري محمد الناصر مع المهندس عليمي فيما يتعلق بحتمية التمدد العمراني نحو الشمال في جدة بعد كارثة نوفمبر، مشيراً إلى أن الأسر في جدة باتت تخشى الاقتراب من مصبات السيول وبطون الأودية.
وأكد الناصر لـ «الحياة» صرف كثيرين ممن كانوا يعتزمون شراء أراض في شرق جدة النظر عن ذلك، عقب ما أحدثته السيول من مآس في المخططات الشرقية من المحافظة الساحلية، لافتاً إلى أن غالبية الراغبين في الشراء توجهوا إلى المناطق الشمالية، غير مكترثين لموجة ارتفاع الأسعار هناك.
المصدر: جريدة الحياة الاحد 24 يناير 2010