سكان المتضررة: كيف نعود لأحياء تعجّ بالغبار والمستنقعات والبعوض!!
2 فبراير 2010 - جريدة المدينةسكان المتضررة: كيف نعود لأحياء تعجّ بالغبار والمستنقعات والبعوض!
برر عدد من سكان الأحياء المتضررة مسألة تخوّفهم من العودة إلى الحي في الوقت الحالي إلى عدة مشاكل قد تواجههم أبرزها مشاكل صحة البيئة من حيث انتشار الغبار والبعوض والذباب وتخوفهم من نقل الأمراض عن طريقها، عدم وجود تحسن ملحوظ في شوارع الحي وطرقاته والجهات الخدمية، نقص السيولة المادية التي تمكنهم من إعادة تأهيل منازلهم، بالإضافة إلى تخوفهم من أن الاستعجال في إعادة تأهيل المنازل قد تعود عليهم سلبا في ظل بقاء آثار المطر على جدرانها وأساساتها.
حفر وأتربة
عيدان حامد الزهراني مدرس بمدرسة عبد الرحمن الناصر الإبتدائية قال : رجعنا إلى منازلنا ولكن الحي تنقصه أشياء كثيرة فالشوارع تعاني من الحفر والأتربة والغبار والقاذورات التي لا يتم رفعها بشكل يومي كالسابق، بل أصبحت تزيد بمعدل كبير نظراً لعمليات التنظيف المستمرة من قبل سكان الأحياء والتي من المفترض أن يتم معها زيادة طاقة سيارات النظافة والعمالة كذلك لمواجهة التلوث الذي قد يلحق أضراراً صحية كبيرة بسكان هذه الأحياء .
لا حياة لمن تنادي
جمعان الزهراني قال: نحن بفضل الله ثم جهود حكومتنا الرشيدة في خير، ولكن هناك فئات مثل البلدية كانت تستعرض بآلياتها أمام العدسات بعد السيل، والآن نضطر للوقوف على أبوابهم من أجل رفع الأنقاض وخلافها ولكن لا حياة لمن تنادي.
وأضاف : لم تتم السفلتة إلا في شوارع معدودة يستخدمها المسؤولون في جولاتهم فقط والبقية ظلت على ماهي عليه حتى أنه لم يتم تنظيفها على الأقل، ، فأولادي لديهم مرض الربو لا يتحمّلون الغبار المنتشر بكثافة في الحي.
مبدأ ” دبّر نفسك”
وأشار إلى أن مسألة التعويضات لا خبر عنها، ولذلك يظل الحال معتماً وغير واضح، وهناك أيضاً مشكلة تواجهنا خاصة في ظل فقداننا لسياراتنا فنضطر للجوء إلى سيارات الأجرة التي تكلفنا الكثير من المال، يضاف إلى كل ذلك عدم تقدير الجهات التي نعمل بها للظروف الحالية، فكل جهة تطالب الموظف بالعمل وتنسى أنه يعيش في أزمة فقدان منزله وسيارته، وكذلك السعي لإعادة تأهيل المنزل أو الذهاب والقدوم بأبنائه بعد أن تغيرت مدارسهم وذهبت كل شركات نقل الطلاب في الحي لغرق سياراتها في السيل، وتتعامل الجهات التي نعمل بها معنا بمبدأ ” دبّر نفسك” ، دون اعتبار للظروف التي يعيشها المتضررون من كارثة السيول.
عودة على البلاط
مشـاري آل محمد قال :عدت أمس إلى منزلي وتمكنت من توفير بعض الأثاث، ولكن هناك جيران لا يملكون مالا لشراء الأثاث، وبالتالي إن صح خبر (الخروج الاجباري) من الشقق المفروشة نهاية الأسبوع الحالي، ستكون عودتهم على البلاط، وهذا وضع لا أعتقد أنه يرضي الجهات المعنية التي تريد أن يعيش المواطن حياة كريمة ويتجاوز الأزمات التي تحدث له خاصة إذا كانت فوق طاقته، وأعتقد أن تأخير العودة إلى ما بعد صرف التعويضات هي الحل الأمثل لهذه المشكلة، خاصة وأن أغلب سكان الأحياء على (قدّ حالهم).
الوضع البيئي والصحي
وأضاف كذلك الوضع البيئي والصحي في الحي ليس سليماً وقد يتسبب بمشاكل صحية جمة خاصة للأطفال والمرضى وكبار السن الذين لا يتحملون لسعات البعوضات والذباب التي قد تحمل معها أمراضا خطيرة في ظل انتشار المستنقعات في الحي بشكل واضح وقريب من أغلب المنازل. وحتى الآن لم نحصل على أي تعويضات حتى أخي الذي توفي في السيل لم يجدّ أي جديد بشأن صرف تعويض المليون !!، وتوقّف الأمر على عبارة “سنتصل عليكم !!”.
وأردف : أغلب الناس كما تعلم في هذه الأزمة فقدوا سياراتهم وأضطروا للاستئجار الذي قصم ظهورهم، فارتفاع أسعار إيجار السيارات وضعف الرواتب ومحاولة إصلاح ما أفسده المطر، كلها ضغوط ترهق ميزانية سكان هذه الأحياء التي لا تحتمل من الأساس أي ضغوطات أخرى.
استعجال غير مبرر
وتتواصل الشكوى مع بندر المطيري حيث يقول : هي عوامل مرتبطة ببعضها البعض، فالعودة تحتاج إلى أن يكون الوضع كله مطمئناً حتى نضمن أن تكون عودتنا سريعة لحياتنا السابقة، وفي ظل الوضع الحالي لا نستطيع ذلك، فلا توجد لدينا سيارات للتنقل بين السكن الذي نقطنه وبين منازلنا المتضررة وما نوفره من سيارات عن طريق الاستئجار أو الفزعة من الأقارب بالكاد يكفي لمشاويرنا الخاصة والمدارس والمستشفيات والطلبات الأخرى، ولو توفرت تلك السيارات فالشوارع متكسرة وتملأها الحفر والأتربة والغبار يتطاير في كافة أرجاء الحي ويدخل المنازل ويتسبب بالعديد من المشاكل الصحية، وكذلك المنازل التي يطالبوننا بإعادة تأهيلها والسكن فيها، فبالإضافة إلى عدم توفر السيولة الكافية لإعادة تأهيلها، فهي لا تصلح لإعادة التأهيل خاصة مع تخوفنا من انهيارات أو تصدعات فيها، فضلا عن عدم تمكننا من طلاء الجدران بالدهان مرة أخرى لتشبعها بالمياه وبالتالي فإنه لا فائدة من كل ما نقوم به في ظل هذا الاستعجال غير المبرر من بعض الجهات رغم طول نفسها في مسألة تقدير وصرف التعويضات .
المصدر: جريدة المدينة الاحد 24 يناير 2010
http://www.al-madina.com/node/218176