جدة والمجتمع المدني
2 فبراير 2010 - جريدة عكاظجدة والمجتمع المدني
الجمعيات الخيرية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تقوم بدور كبير قد لا يعلمه الكثيرون.
وأكدت أزمة جدة أن هذه الجمعيات والقائمين عليها يمتلكون قدرات وإمكانات (وأقصد هنا الإمكانيات البشرية) مسلحة بالإيمان والإخلاص والعلم والخبرة، وهذه الصفات متى ما اجتمعت كفيلة بأن تجعلنا مطمئنين ومتفائلين رغم ثقافة الإحباط التي يروجها البعض هذه الأيام.
أعلم أن هناك جهات كثيرة، قامت بأدوار مختلفة للمتضررين من سيول جدة بعض هذه الجهات والجمعيات عملت لمساعدة المتضررين، وهم خارج الميدان أي بعيدا عن المناطق المتضررة لأن طبيعة ما كانوا يقدمونه من خدمات لا تحتاج تواجدهم وحضورهم المباشر، والبعض عمل في الميدان، وفي صمت شديد ولم يستعن بكاميرة صحافي أو مايكروفون مذيع إذاعة أو تلفزيون.
وبحكم قربي من الجمعيات الخيرية الصحية والتجمع المبارك الذي أطلق عليه لجنة الجمعيات الخيرية الصحية التوعوية بالشؤون الاجتماعية في محافظة جدة لمساعدة متضرري السيول في أحياء شرق جدة، فإني أؤكد أن رئيس هذه اللجنة وأعضاءها واللجان الثلاثة المنبثقة منها عملوا في صمت وبهمم عالية وبإحساس كبير بالمسؤولية، وقدموا ما استطاعوا في حدود الممكن وبتنظيم يحتذى به، وبتنسيق كبير ودعم من أهم الجهات المسؤولة وعلى رأسها محافظة جدة ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة.
لجنة الجمعيات الخيرية الصحية التوعوية في الشؤون الاجتماعية لمساعدة متضرري السيول في أحياء شرق جدة قامت بواجبها وقدمت خدماتها في عدة اتجاهات أو محاور أهمها العلاج والدعم النفسي والأسري والتوعية والتثقيف وانخرط الجميع تحت كنف هذه المحاور ليقدموا ما تمليه عليهم ضمائرهم، فتوحدت الجهود ووجهت الطاقات واستثمرت خير استثمار لتعم الفائدة، وأعتقد أنها المرة الأولى التي تسجل فيها شراكة كاملة وحقيقية بين الجهات المسؤولة وجمعيات المجتمع المدني بعيدا عن الولاءات والانتماءات وكانت النتيجة بحق مشرفة
المصدر: جريدة عكاظ الاربعاء 27 يناير 2010
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100127/Con20100127329328.htm