صفوى: الشيخ المهدي «لولا كثرة المرشحين لما فاز المرشحون»
5 مارس 2005 - محرر الموقعخرج أهالي القطيف يوم أمس الخميس 22 محرم 1426هـ الموافق 3 مارس 2005م في محفل كان أشبه بالعرس الشعبي للتصويت، والمشاركة لمراكز الإقتراع المخصصة في حركة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، فالإقبال كان كبيرا جدا لدرجة فاق فيها مراحل التسجيل لقيد الناخبين، فاكتضت الصفوف وتجمعت الألوف بمختلف المستويات والأعمار يلفهم الحماس والتفاعل وهم في سباق لتأدية الواجب الوطني، فمنذ بداية الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساءا، والجموع كانت تستمر وتتدفق كالموج بنظام وإنسيابية وهدوء حتى تمت بعون الله وتوفيقه عملية الإقتراع دون مواجهة أي صعوبات أو عقبات وسط حضور مكثف من الناخبين والمرشحين لمراقبة سير العملية الإنتخابية وسط المنطقة.
واليوم تهلل الناس فرحا بعد مرور ليلة البارحة التي تعد من أطول الليالي في حياة أكثرهم وهم وجلون يترقبون ماسوف تعلن عنه نتائج الغد ليس من أجل إنتظار قائمة الأسماء المرشحة والتي سجلت أعلى نسبة من الفوز بالأصوات فقط، وإنما ليشعر الجميع بالبهجة ويعيشوا مشاعر الفرح والتبريكات بتعميق ولائهم وإنتمائهم عبر مشاركتهم في تنمية هذا الوطن الغالي.
وبحلول هذه المناسبة العظيمة إحتشد ت الجموع من أهالي المنطقة رجالا ونساء في صلاة اليوم الجمعة 23 محرم 1426هـ الموافق 4 مارس 2005م في مسجد الإمام الحسين بمدينة صفوى، فقد ألقى سماحة الشيخ الفاضل يوسف المهدي كلمته في صلاة الجمعة والذي هنأ فيها جميع أبناء المنطقة بهذا الفوز..
وتضمنت كلمته مجموعة من النقاط أوضح فيها مايلي:
الشيخ يوسف المهدي1- إن هذه الإنتخابات كشفت عن حجم وعي المجتمع ورغبته بالمشاركة الشعبية في إدارة شؤونه ومشاركته في صنع القرار، حيث لوحظ الإقبال الكبير على صناديق الإقتراع وتسجيل نسب عالية في بعض المراكز، ففي أحدها وصل نسبة الأصوات إلى 96% وفي بعضها 80% وفي البعض الآخر وصل إلى 77% وكنا نتمنى أن تصل الأصوات إلى 100% لولا تعذر البعض عن الحضور، ولكن تحقيق هذه النسب العالية في محافظة القطيف يعتبر تفوقا نسبة للمناطق الأخرى، وهذا يعد مؤشرا إيجابيا جدا يعبر عن إمتلاك الناس حسا وطنيا عاليا، ووعيا سياسيا، وطموحا في المشاركة في إدارة شؤون البلاد، وتعبيرا عن رغبتهم في أن يكون لهم رأي في القرارات التي تهمهم في هذا الوطن، مما يحتم على المسؤولين النظر في هذا الأمر وأن تعطى للناس حقوقهم، وأن تتاح لهم الفرصة في إبداء الرأي وممارسة الدور بحرية وشفافية.
وإن هذه الإنتخابات بينت أن مجتمعنا منظم ويمتلك حسا إداريا في تنظيم هذا النوع من العمليات الإدارية، فمنذ بداية الحملة الإنتخابية، ومع مسيرة العملية إلى نهايتها، إنتظم الناس وأدوا دورهم بشكل هادئ ورزين، وهذا يثبت أن المجتمع قادر على أن ينظم نفسه ويؤدي دوره الإجتماعي بدون تشنجات ومشاكل.
2- الإنتخابات تجربة أولى في البلاد ولكل تجربة ديمقراطية إيجابيات وسلبيات وعلينا أن نركز على الإيجابيات ونسمو على السلبيات، وهذه المشاركة الواسعة تعد إيجابية للناس والسلبيات ماهي إلا أمور محدودة يمكن تجاوزها.
وبعد إنتهاء الإنتخابات وظهور النتائج فإننا نبارك للمرشحين الفائزين فوجود 30 مرشحا في المنطقة المطلوب منهم واحدا هذا لا يعني إذا فاز واحدا خسر الآخرون، فالفائز عليه واجبات وأنظار الناس تتوجه إليه لأن مسؤولية المجتمع أمانة في عنقه، والناس تنظر إليه في حقوقها المتعلقة في تحقيق النواقص على مستوى الخدمات، فنحن نعيش على أغنى منطقة في العالم لكنها أقل مستوى على صعيد الخدمات مقارنة بمناطق المملكة.
وبالنسبة للمرشحين الذين لم يحالفهم الفوز فهم لم يخسروا، فبرامجهم زادت من طموح الناس ورغباتهم وأفكارهم، وتم فيها إتاحة الفرصة للناس لسمع أرائهم والتعبير عنها فعلينا أن نكون واقعيين في التعامل مع مانريده من المجلس البلدي.
جانب من الحضور3- علينا أن نتحلى بأخلاقيات العملية الديمقراطية، ففي الولايات المتحدة الأمريكية هناك الجمهوريون برئاسة جورج بوش، وهناك الديمقراطيون برئاسة جون كيري، وفي عمليتهم الإنتخابية أخد كل مرشح يستكشف نقاط الضعف لدى المرشح الآخر ويثير نقاط ضعفه سواء بتعاطي المخدرات أوله علاقات وتحرشات، وغير ذلك، وهو مجتمع حر لا يمتلك أية قيم دينية، ورغم ذلك فمع فوز المرشح بوش، ذهب جون كيري وزوجته لتهنئة بوش بمنصب الرئاسة. نحن تحكمنا قيم ومبادئ دينية وأخلاقية، ونخاف الله فلا يسمح لي ولك أن نتتبع عثرات بعضنا ففي ذلك بهتان وغيبة وإعتداء.
الآن وبعد إن خسر من خسر وفاز من فاز، على الخاسرين أن يعتبروا أن النتيجة طبيعية، وإنهم بعملهم مارسوا دورا إيجابيا في التوعية عبر إقامة المخيمات، والمحاضرون، وهناك من تحدث وأدى دورا في تثقيف الناس وتفهيمهم، ولولا كثرة المرشحين لمافاز المرشحون حيث ولد حالة من الحماس والتنافس الإيجابي، فهم شركاء في هذا الدور وفي دفع الناس للعملية الإنتخابية، والدين خسروا لم يخسروا، وعليهم أن يضعوا يدهم في صف الفائزين لخدمة المجتمع.
وعليهم أن يبحثوا عن مواقع أخرى يمارسون فيها دورهم في المؤسسات الإجتماعية، ونحن بحاجة إلى إيجاد مؤسسات أخرى يخدموا مجتمعهم من خلالها.
4- علينا أن نتسامى عن السلبيات والتشنجات والإنفعالات، فالذين خسروا الجولة عليهم أن يتقبلوا الأمر بإنشراح ومرونة، وأن لايحدث ذلك شرخا في الصف الإجتماعي، بل هذه الإنتخابات يجب أن تدعونا للتماسك والألفة، وتدعنا نتسامى عن إثارة الحساسيات بين من فاز وبين من خسر، وأن نتعامل بشكل إيجابي وأريحية، ومن خسروا عليهم أن يثقوا بأنفسهم وأنهم لم يخسروويتقبلوا الأمر بصدر واسع، وأن يهنوا ويباركوا لبعضهم البعض بشكل طبيعي..
وإختتم كلمته بتهنئته للجميع مهنأ المرشحين قائلا.. المسؤولية كبيرة ونحن نحملهم هذه المسؤولية، في حمل هموم هذا المجتمع، فلا إنفعالات ولا زعل، ولا تشنج، وأن نتسامى ونتقبل الأمر ونستوعب التجربة، وأن نحشد الطاقات والكفاءات لخدمة وتطوير المجتمع.