لكي لا نكون نعاما ندس رؤوسنا في التراب!
22 سبتمبر 2004 - أ . عالية فريدردا على تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي أدان الحكومة السعودية لإنتهاك الحريات الدينية الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 15 سبتمبر 2004 م .. لا أدري من الذي جعل أمريكا وصية على رقاب العالم والشعوب تتلاعب بمصيرهم كيفما تشاء..
ففي الوقت الذي نحن نؤكد فيه على الأنظمة والدول أن تمنح الحريات الدينية لمواطنيها وشعوبها على أن تكون هذه الحريات مكفولة للجميع بمختلف المعتقدات والتوجهات، في الوقت ذاته إننا لسنا بحاجة إلى الآخرين كي يعلموننا ويلقنوننا حقوق الإنسان، وإننا لن نفعل وندس رؤوسنا في التراب كما تفعل النعام، نحن بحاجة إلى نكون واقعيين وموضوعيين في النظر إلى هذا التقرير وأن نكشف الأوراق لمناقشة قضايانا بأنفسنا، وندعم عملية إصلاح بيتنا من الداخل..
فقضية إصلاح المناهج التعليمية السابقة كانت بادرة من الداخل ولم تكن إطروحة أمريكا لها وإثارتها إلا لغرض مصلحي لن يخفى على الجميع، ولكن هل يعني ذلك أننا لن نعمل على إصلاح مناهجنا تلبية لرغبة أمريكا فأهل الدار أعرف بها و«أهل مكة أدرى بشعابها»، ونحن لا ننكر أن هناك مشاكل داخلية على مستوى الحريات الدينية، لكن مشاكلنا نحن أولى بها من الغير، ولن نبقى عاجزين عن وضع الحلول المناسبة لها ولن نخاف أو نخجل من الإعتراف بها، ولا داعي لتدخل أي طرف خارجي ولسنا بحاجة للأمريكان في وسط بيتنا، فهناك بعض الدول غزيت وجابهت الضغوط بسبب حقوق الإنسان، فروسيا واجهت ضغوط كبيرة إستمرت سنوات تحت هدا المسمى، ومملكة البحرين تعرضت لمفتشيين ومراقبيين دوليين مند عام 1990 وحتى عام 1993م وهي تحت إطار الرقابة الدينية، وماتعرضت له كوريا خير دليل على ذلك.
لندرك جميعا إن أمريكا لا يهمها إلا مصلحتها، وكيف وهي تشارف على بوابة الإنتخابات وتعيين الرئيس الجديد، فأكيدا الهدف سياسي مصلحي 100% وإلا منذ متى أمريكا تعيير أهمية للشعوب أو تحترم قوانينها وأنظمتها، فبدون شرعية دخلت أفغانستان وها هي الإنتهاكات والجرائم على مرأى ومسمع العالم أجمع تجري على أرض فلسطين والعراق بتأييد منها، ولم تتوانى عن قبحها فبملف الإرهاب هاهي تسلط الضوء على سوريا ولبنان، وبالملف النووي تحاول أن تتغلغل إلى إيران، وضمن الملف الديني تحاول أن تدخل إلى بلادنا !!!
أقولها صراحة.. الحمدلله رب العالمين لقد «كسر الطوق» وسياسة الباب المفتوح لاتزال مشرعة، والوضع في بلادنا أحسن مما كان عليه في السابق ونحن نطمع ونطمح في المزيد، وهذا ما أكد عليه وعززه سمو ولي العهد في «العمل على إصلاح البيت من الداخل» وأنا بدوري أشد على ذلك، إننا في هذه الفترة الحرجة بحاجة ماسة إلى أن نشد على يدنا بعضنا البعض بحب الوطن والولاء لهذه الأرض الغالية، لنشكل قوة حقيقية وجبهة واحدة ضد المعتدي وتجاه ما تحيكه لنا المؤامرات في الخارج.