أ . عالية فريد >> مشاركات


كلمة بمهرجان القطيف

9 سبتمبر 2006 - أ . عالية فريد

إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نلتقي اليوم في هذا الحفل المبارك ..
بداية : أهنئكم بهذه المناسبة العظيمة مولد إشراقة النور الإمام المهدي المنتظر (ع)
• وأود أن أعرب لكم عن جزيل شكري لإدارة الحفل الكريمة على تفضلها بتشريفي هذه الليلة للحضور معكم ، وأثني بدوري على هذه الجهود و البرامج والمبادرات فدورها كبير في توعية المجتمع ، وتنشيط حراكه العلمي ونشاطه المعرفي، لأنها تنتج عقولا ناضجة ، وتظهر قدرات كامنة تنمو في رحابها الملكات ، وتتطور عبرها المهارات ، وتتلاشى من خلالها النظرة السوداوية تجاه نظرة التشكيك لقدرات هذه المنطقة ، لاسيما للمرأة في وعيها وفي رقي عطاءها ومشاركتها. نحن كمجتمع اليوم نتطلع إلى المزيد والمزيد من الهمة بمثل هذه البرامج والمبادرات ، ونتطلع أن تتحول إلى عمل مؤسسي يخدم الشباب ويطوع قدراتهم في مشاريع هادفة تخدم الجميع .
صراحة يعجز لساني عن التعبير ، فقد أغرقتموني بدين كبير أرجوا من الله العلي القدير أن يعينني عليه ، وأكون قدر المسؤولية وقدر الثقة التي وضعتموها ، فشكرا لكم وجزاكم الله خير الجزاء . وشكرا للإخوة والأخوات على حضورهم متمنية منهم أن يمنحوني بعض الوقت لبضع كلمات جالت بخاطري في هذه المناسبة .

1- الشباب هم مرتكز حركة تطور المجتمع ، وهم صناع المستقبل وهم الذين يرسمون مستقبل عزهم بأيدهم ، ويبنون مجدهم بأنفسهم ، والمجتمع اليوم بحاجة لمن يعمل بحاجة لمن يبدع وبحاجة لمن يبادر ، فبعض الناس لاتهتم بطاقات المجتمع ولاتبالي بها ، والبعض قد يهتم ولكن في إطار ضيق عبر الأسرة أو أفراد العائلة ، أ وفي إطار الجماعة أو الصحبة أو ضمن معايير معينة ، مما يؤدي إلى أن يكون نتاجها صعيفا وعطاءها محدودا .
نحن اليوم نواجه تحديات علمية وتكنلوجية وحضارية كبيرة ومتغيرات عالمية واسعة وسريعة ، وكي لانكون في عداد المتخلفين يجب أن نمتلك المؤهلات المناسبة للمواجهة نحن بحاجة إلى إمور عدة أهمها :
1- * القيادات الواعية : التي تستوعب الأحداث والمتغيرات ، وتتتفاعل معها وتؤثر فيها على مستوى المجتمع والوطن والأمة ، وتؤسس لمشاريع فكرية وثقافية نهضوية جديدة ، نحن بحاجة إلى خطاب محرك لرواسب الجمود المجتمعي ، يدفع شبابنا نحوالطموح والأمل ، ونحو العطاء والفاعلية ، مجتمعنا ليس عقيما فهو يملك الكثير من الإمكانات والطاقات والقدرات ، ويمتلك الكثير من الإرادة التي يستطيع أن يحقق بها الكثير ، لكنه بحاجة لأن يتعلم كيف يسخر إرادته لخدمة مجتمعه ووطنه وأمته ، وكيف يوظف طاقاته وقدراته لخدمة الحياة والدين ، ولخدمة الثقافة والقيم فهما أساس السعادة والتقدم .

2- * التحصيل العلمي والثقافي والمعرفي :
هناك قصور إجتماعي واضح في الكفاءات العلمية المعاصرة والمبدعة والمواكبة لحركة التطور ، ومجتمعنا بحاجة ماسة إليها ، فهو بحاجة إلى البناء الذاتي في التحصيل العلمي والتفوق المعرفي والتكنلوجي ، ونحن اليوم نعيش في وقت لامكان فيه لمن لايحمل شهادة علمية ، ولاموقع فيه للجاهل والأمي في عصر بات العلم والتطور المعرفي والثقافي فيه من سماته الأساسية ، فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما معا فعليه بالعلم ، أي من أراد مجتمعا قويا بحاجة إلى نتاجا
أقوى لبناء الوطن وصنع المستقبل وخدمة الأمة ، أي الحاجة إلى أصحاب الشهادات والخبرات العلمية التي تبني مجتمع القوة ، وتكون قادرة على الإنجاز و الإبداع والإبتكار ، فلابد من إعداد العدة فالأمل معقود عليكم أيها الإخوة بالعلم والثقافة والإجتهاد الدراسي والتفوق العلمي ، والإهتمام بتنمية القدرات العلمية والثقافية والمعرفية ، لأنها تمثل الأرضية الخصبة لبناء المستقبل وتحقيق الذات والوصول للأهداف المنشودة .
إنما أمل الأمة في شبابها ، يبهرنا طبعا أن الأوائل في التحصيل العلمي والتفوق الدراسي هم من أبنائنا من صفوف هذه المنطقة ، فلنحث على مواصلة التعليم العالي وعلى تشجيع الكفاآت ، وتشكيل لجان لإبتعاث الطلاب ، والعمل على إعداد الشباب إعدادا علميا مركزا لتنمية قدراتهم العقلية وصقل مواهبهم ورعاية ميولهم العلمية والنفسية وتهيئة الفرص لهم في الأبحاث والدراسات العلمية والإستراتيجية وتحفيز المجتمع كله .

 

3- * التعاون : فمن مقومات النجاح التعاون ، ومن مقومات بقاء المجتمع التآخي والتآزر وتقدم المجتمع بالتعاون، وبالتعاون يحيا الفرد وتحيا الجماعة ، ولو عمل كل فرد لوحده فإن نتاجه سيبقى ضعيفا ، ولو عمل كل فرد لوحده دون أن يمد يد العون لغيره ودون أن يمد يده إلى شيئ من عمل غيره لاشك أن حليفه سيكون الفشل ، فبالتعاون تنهض المجتمعات ، وبالوئام والإنسجام ترتفع وترتقي سلم المجد والحضارة ، و المجتمع بحاجة إلى أن يتعاون مع بعضه البعض فهو – كما عبر عنه أحد الكتاب – عبارة عن عربة ثقيلة لاتسير إلا إذا دفعها الجميع ، وكلما قل من يدفعها قلت السرعة ، والإسلام حرص على التعاون وجعله من أولويات التعامل – فالمولى عز وجل يقول ( وتعاونوا على البر والتقوى ) و ( الناس بخير ماتعاونو) كما قال رسول الله (ص) .

4- أخيرا : أيها الإخوة ، نحن اليوم في ظل زمن متغير ، وعصر متغير ، إننا نعيش عصر القوة لامجال فيه للضعفاء ، لامجال فيه للإحباط والتخاذل ، نحن في عصر البناء والتحدي والقوة وخير مثال يمكن لنا أن نتعلم منه الكثير ، إنتصار المقاومة الباسلة لحزب الله في لبنان ، فمنذ إلإنتصار الذي حققته عام 2000 على أرض الجنوب ، والعدوا الإسرائيلي يتربص بها الدوائر ، ورغم الحصار الجوي والبحري والتهديدات التي فرضتها إسرائيل في حربها الأخيرة ، إلا أنه إستطاع أن يبني نفسه ، وينمي قدراته وقوته ويعد العدة التي شكلت إنتصارا ساحقا هز الأمة من شرقها إلى غربها ، وهزم القوى المستكبرة والمهيمنة على الأرض ، طبعا بخلاف وفرق إن القوة التي إحتاجها حزب الله قوة سياسية عسكرية ، والقوة التي نحتاجها نحن قوة علمية قوة نهضوية دور الشباب فيها أساسي نتطلع فيه نحو صناعة المستقبل ، فهومن سيقود النهضة بعزيمته و سيعلي راية هذا الوطن الغالي بقوته وإرادته ومؤهلاته .

وكذلك في إيران برغم الحصار والمقاطعة والتهديدات لم يمنعهم ذلك من بناء قوتهم العلمية والإبداعية في إنتاج المفاعل النووي للأغراض السلمية ، والذي إنبهر به العالم ..

إخواني عشنا المرحلة جميعا بآلمها ومآسيها وآمالها وتطلعاتها وأمريكا ثكلت بالهزيمة الإسرائيلية ، ونحن أملنا بالموعود مع الكفاءات من أبنائنا لنكن برفقة الأمل الموعود في هذه الليلة عجل الله تعالى فرجه الشريف …. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أضف تعليقاً