الشباب رجال المستقبل .. و ألف تحية للمهندس عبد اللطيف جميل
3 نوفمبر 2004 - أ . عالية فريدالشباب هم أمل الأمة ومستقبلها ، وهم الجيل الواعد لقيادة المجتمعات فعليهم تنعقد الآمال والطموحات ، وبهمتهم وأفكارهم ، وبنشاطهم وسواعدهم تتقدم الأوطان ومشاركتهم في فعاليات اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري لابد منها ، حتى وإن جاءت النتائج على غير المأمول أو قد ترد دون مستوى الطموح ، لكنها ذات إيجابية جيدة ، لا أقلا أنها تمثل منبرا يجمع شملهم ويطرح همومهم وقضاياهم المشتركة ويوصل صوتهم التي طالما بح وبح كثيرا ولا حياة لمن تنادي ، فما تعج به الصحف يوميا وما يترائى للمشاهد الواعي في كل مكان يندى له الجبين فالبطالة لايخلوا منها بيت ، والفراغ قد سلب البعض تجاه القنوات والبرامج الهابطة أو التجوال في الشوارع والطرقات ، والإدمان والإرهاب قضى على الكثير من زهرة شباب المجتمع ، هذا بالإضافة إلى الهموم والمشاكل العامة التي يعانيها ، ونظرة المجتمع تجاه الشباب التي تعكس آثارها السلبية على سلوكهم وتصرفاتهم بشكل غير مباشر ، كل ذلك من المسؤول عنه ؟
مما لاشك فيه ان المسؤولية كبيرة يجب أن يتحملها الجميع بدأ من الأسرة وهي المنطلق لصحة وسلامة التنشئة وعلى عاتقها العبئ الأكبر حتى وإن كانت الأسرة اليوم تواجه الكثير من التحديات لكن تبقى مبادئ التربية وقيمها ثابتة ، ومن ثم المدرسة والجامعة والمحيط ، ولا نتناسى أو نتجاهل دور القطاع الحكومي والقطاع الخاص ، وأركز على الأخير فدوره أكبر بكونه المستفيد الأول والأخير من خيرات هدا البلد ، فمقابل ما يستفيد رجل الأعمال ويجني ! ياترى ماذا قدم ؟ أبسط شيئ يمد يد العون والمساعدة لتوظيف العمالة بمعنى ( سعودة الوظائف ) والتي لازالت الكثير من الشركات والمؤسسات الكبرى وللأسف لاتعمل على تفعيلها أو تتحايل عليها دون حسيب أو رقيب .
كما يمكن العمل على إيجاد برامج عملية وتدريبية للعمل الوظيفي والمهني ، أو تأهيل اليد العاملة بتأمين الحرف اليدوية التي إندثرت مع عصر التطور كالنجارة والصناعة والحدادة والفلاحة وغيرها بأساليب حديثة ومتطورة ، وكما هو مأثور ( حرفة في اليد أمان من الفقر ) .
كما يمكن إستحداث أنماط مهنية جديدة تستوعب المزيد من الأيدي العاملة ، ويعجبني كثيرا في هدا المجال مبادرة رجل الأعمال الناجح الدي أدرك حقوق المواطنة دون أن ينتظر تشريع أوقرار حكومي حتى يمارس دوره ، ويقوم بواجبه تجاه أبناء هدا الوطن ، فقد أنشأ صناديق متعددة لخدمة الوطن باسم برامج عبد اللطيف جميل والتي شملت برامج التأهيل والتدريب المهني والحرفي الدي يقوم بتدريب الشباب في مجالات متعددة تصميم وخياطة الملابس ، إعداد المأكولات ، تجارة الأثاث ، الحلاقة وقص الشعر ، تحضير قطع الغيار ، المبيعات ، حيث ينتهي التدريب بالتوظيف ، وقد وفر هذا الصندوق حسب ما أشارت له الصحف المحلية خلال النصف الأول من سنة 2004 ( 313 ) فرصة عمل ، هذا بالإضافة إلى برامج توفير فرص العمل لتمليك سيارات الأجرة والنقل حيث يدرب الشاب السعودي على القيادة ، ويسلمه سيارات جديدة تسدد أقساطها الميسرة دون عمولة حتى يتم تملك الشاب لسيارته ، وقد تمكن البرنامج حتى هذا الوقت من تمليك ( 186 ) سيارة أجرى و(29) سيارة نقل بنسبة نجاح تصل إلى 100 % ، وهناك برامج أخرى مثل الخدمات الصحية والإجتماعية ، فهنيئا له هده المبادرات وبورك في حضن تربى على يديه وتحت كنفه ، وبدوري أبارك له هدا المجهود وأتمنى له التوفيق ، كما أتمنى أن يكون لدينا الكثير من أمثاله ، لا سيما أن يحتدي رجال الأعمال به وبخطواته الرائعة في خدمة الشباب ، ومما لاشك فيه أن هناك الكثير من المجالات يمكن إستحداثها أيضا كإيجاد معاهد ومراكز تدريب متنوعة في مختلف مناطق المملكة يمكن زج الشباب فيها مع منحهم الرواتب والمحفزات .
وهنا أستحضر أيضا تخريج لجنة من الشباب والشابات وصقل مهاراتهم في صناعة الذهب والمجوهرات ، والتي تعتبر خطوة رائدة إتسمت بها بعض الشركات الناجحة رغم قلتها ، حيث ينتهي مشروع التدريب بالتوظيف لكن أتمنى أن تسعى للتطوير أيضا في تنمية القدرات والمهارات في الأداء وفي التعامل والتنمية الذاتية .