بل كرموا المستفتية
16 فبراير 2010 - جريدة عكاظبل كرموا المستفتية
سعد عطية الغامدي
معلمـة أقصتها إدارتها في تعليم الطائف وجعلتها لمدة ثلاثة أشهر من غير عمل تمارسه، لكنها في الوقت نفسه تستلم راتبها كاملا غير منقوص مقابل ساعات من السأم والفراغ، هذا إن صح الخبر.
إن كانت أخطأت وعوقبت بإقصائها وكف يدها فذاك أمر يجب أن يعرفه الناس كي يدركوا أن الإدارة مارست حقها في المساءلة والعقوبة.
مــاذا لو أفتى مفتي عام المملكة هذه المعلمة بأن راتبها حرام، هل ستكون مطمئنة حين تعيده، وهل تشعر الإدارة التي تعمل لديها أنها أحسنت بعملها هذا؟
ثم هل كانت هناك عقوبة على أنها استفتت إبراء لذمتها ولدينها، ربما يقول قائل ولماذا لم ترسل إلى الوزارة، وقد يجيب مجيب بأنها ستغرق في دهاليز البيروقراطية سنوات قبل أن تجد إجابة، وقد يتلقى الورثة ــ بعد عمر طويل ــ ما يفيد أو ما لا يفيد.
العمل يقتضي التكليف بمهمات، والتربية تقتضي أن تكون هناك أساليب راقية في التعامل مع المنتسبين والمنتسبات إلى الجهاز حتى لا تحدث تجاوزات تحت شعار السلطة المطلقة.
والتعليم هو السلوك الحميد الذي يتلقاه الطلاب والطالبات فإن عجز عن الالتزام به المعلمون والمديرون والقائمون عليه فلن يجد طريقه إلى العقول والقلوب والتصرفات.
هذه المعلمة كان من حقها أن تكرم لأنها لم تجد إلا أن تسأل عن هذا المال العام الذي يأخذ منه البعض ما ليس لهم دون أن يحرك فيهم ساكناً أو يثير تساؤلا بل يرون أنه حقهم.
المصدر: جريدة عكاظ الأربعاء 26/02/1431 هـ 10 فبراير 2010 م العدد : 3160
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100210/Con20100210332143.htm