من الطاسة إلى البراميل مع التحية
22 فبراير 2010 - جريدة الحياةمن الطاسة إلى البراميل مع التحية
عبدالعزيز السويد
الثلاثاء, 16 فبراير 2010
كنا نحاول البحث عن الطاسة الضائعة فظهرت البراميل. شركة سعودية فرنسية تهرّب النفط من ميناء رسمي، تحت أنظار إدارة الميناء والجمارك، والشركة مرخصة من وزارة البترول والثروة المعدنية ومتعاقدة مع أرامكو. وكالعادة بدأ تراشق المسؤوليات، إذ ألقت ادارة الميناء باللائمة على الجمارك في حين لم توضح الأخيرة حتى الآن بقايا الصورة، قال مديرها في ينبع: «ليس لدينا إجابات نهائية»، طيب عطونا الإجابات الابتدائية… وزارة البترول والثروة المعدنية «علقت» نشاطات الشركة، لكنها لم تصدر اي بيان إيضاحي، لا حاجة لتضخيم القضية انها مسألة براميل.
لكن مدير الميناء كشف واقعاً آخر ينسف سالفة البراميل، إذ قال: «إن الأمر وصل إلى درجة نقل النفط من خزان الشركة الواقع خارج الميناء إلى الناقلة البحرية مباشرة، وذلك عبر أنابيب ضخمة، من دون الحاجة إلى البراميل أو أية وسائل نقل أخرى».
أنابيب ضخمة على الأرض من دون موافقة إدارة الميناء قد تعني فساداً ضخماً، ربما إهمالاً أضخم، حديث مدير الميناء يعني قيام الشركة بإنشاءات ثابتة على الأرض من خارج الميناء الى الناقلات مباشرة، «ميناؤها منها وفيها»، هكذا يكون جذب الاستثمار الوطني الأجنبي المتطلع إلى اقتصاد متين.
الأخبار عن الفــضيحة ناقصة ومضحكة، لا نعلم اسم الشركة ولا من يملكها أو يديرها، أتوقع أن يدفن ذلك فـــي برمــيل. ربما ستوضع المسؤولية على عامل بنغالي، أيضاً لن نعلم عن قيــمة النــفط المهرب، ومنذ متى يتم التهريب؟ هل هو من بداية ترخيص الشركة او قبل ذلك، وهل هناك أطراف أنبـــوبية… وسطاء في القضية… السائلة؟ قد يدفــن ذلك في حساب خارجي استعادة المبالغ؟ ربما ستتم من خلال صك إعسار. ما زلت أفكر في كتـــابة تصور عن اقتراح طرحته سابقاً، إنشاء هيـــئة للبحث عن الطاسة الضائعة. لقد مللت من كثرة تعليقات قراء على بعض ما اكتب بقولهم… «الطاسة ضايعة»، والآن لابد من أن اجــــتــهد في توسيع الاقتراح ليشمل بحثاً عن الـــبراميل، هيئة للطاسة والبراميل الضائعة، وأعكف حالياً على تعريف انواع الطاسات من طاسة الــبرمان التي كانت تزين اطارات السيارات قبـــل جــنوط الألـــمونيوم البــاذخة، مروراً بطاسة «الغضار» التي شربنا فيها الماء واللبن، وانتهاء بطاسة الرأس التـــي يخــيل لنا ان «عقالنا» يمسك بهـــا، ولم اتوقع ان «ابتلش» بتعريف لأنواع «البراميل» الوطنية المتـحركة و«المتدربية»، هيئة بهذ الخصوصية في حاجة الى محافظ او أمين فمن يجـد فــي نفــسه الكفــاءة علــيه الاســتعداد.