المرأة السعودية والعمل التطوعي, مسيرة العمل التطوعي في المجتمع
5 مايو 2002 - أ . عالية فريدنتيجة للظروف والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها المجتمعات الإنسانية خلال مراحل تطورها فإنها أفرزت مشاكل إجتماعية كثيرة مثل الجهل, والأمية, والفقر والفاقة, والتخلف الصحي والفكري والثقافي وما شابه ذلك. وعادة ماتكون هذه المشاكل إما ناتجة عن قصور وعجز في موارد المجتمع أو غياب في الرؤية واللاوعي للتصدي لهذه المشاكل, فكانت الحاجة ملحة إلى إنبثاق الجهود التطوعية لتلعب دورا أساسيا للتخفيف من هذه المشاكل وتسهم في حلها.ففي السابق كان هناك بعض الجهود الفردية والمبادرات الشخصية التي تسعى لعلاج بعض ما يتعرض له المجتمع من باب (الغيرة والشيمة والنخوة الأخوية) ومن جانب آخر الإلتزام الديني والأخلاقي الذي يدعوا لمساعدة المحتاج, ونصرة الضعيف, ومواساة الأخ لأخيه حفاظا على حميمية المجتمع, وبالتدريج بدأت تتحول هذه المبادرات إلى جهود منظمة عن طريق شلل وصداقات, أو مجموعات تشكل نفسها تحت إطار لجنة أو هيئة أو مجلس أو ديوانية, ثم تطورت شيئا فشيئا وأصبحت تمارس دورها في ظل جمعية و مؤسسة و منظمة و…الخ, المهم أنها تصب كافة جهودها وتخدم المجتمع تحت عنوان العمل التطوعي, والذي عرف كمصطلح إجتماعي فيما بعد بأنه تكاتف وتظافر مجموعة من الجهود الأهلية المجتمعة على تحقيق هدفا إجتماعيا معين.
يقول الدكتور سيد أبوبكر حسانين في كتابه – طريقة الخدمة الاجتماعية في تنظيم المجتمع – أن التطوع هو ذلك المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة, والذي يبذل عن رغبة وإختيار بغرض آداء واجب إجتماعي وبدون توقع جزاء مالي بالضرورة – وبذلك أصبحت حاجة المجتمع للعمل التطوعي ماسة وضرورية تزداد يوما بعد يوم.
دور الدولة في دعم الجهود التطوعية
تقدمت الدولة بجهاتها الرسمية ممثلة في وزارات العمل والشؤون الإجتماعية, التي تقوم بدور الدعم والمساندة والتشجيع للجمعيات الخيرية, ولاتتوانى في تقديم المشورة والمساعدات المالية والعينية والفنية, كذلك تقوم بدور الإشراف والتوجيه لكل جمعية حتى تتمكن من تحقيق أهدافها المقررة في خدمة المجتمع. يوضح ذلك الدكتور الشبيكي في دراسة أعدها في مجال الرعاية الإجتماعية – أنه مع تزايد المشكلات الإجتماعية عجزت الجهود التطوعية بمفردها عن التعامل معها, وكان لزاما أن يتدخل المجتمع والدولة لتتوافر خدمات الرعايا الإجتماعية للمواطنين, ومن ثم إصدار التشريعات التي تنظم بموجبها تقديم الخدمات وتحديد فئات مستحقيها, وأصبح من واجبات الدولة في المجتمع المعاصر أن تكفل لمواطنيها حدا أدنى من الرعايا التعليمية والصحية والتأمينية والإجتماعية, مع إختلاف صور تلك الرعايا من دولة لأخرى حسب ظروفها الإقتصادية وتوجهاتها السياسية.
و أنه على الرغم من تزايد الدور الذي تضطلع به الدولة في توافر برامج وخدمات الرعايا الإجتماعية, فقد إستمرت الجهود التطوعية تفرض نفسها وإن إختلفت عن المراحل المبكرة من حيث الشكل والتوجه والتنظيم ومجالات العمل, تحركها دوافع إنسانية أ, دينية أو شخصية أو إجتماعية.
أهمية العمل التطوعي في العالم
يهتم العالم بالعمل التطوعي من جانب إنساني وإجتماعي بشكل أساسي, وذلك بناءا لما يتعرض له من نكبات وأزمات سياسية وحروب, وكوارث طبيعية وما شابه ذلك. فما شهده العالم في العقود الثلاثة الأخيرة من زيادة ملحوظة في عدد الهيئات والمنظمات الأهلية الغير حكومية, والتي تعمل وتشترك في الأعمال التطوعية والخيرية وأعمال التنمية الشاملة لخير دليل على ذلك, حيث بلغ عدد المنظمات الغير حكومية في الثمانينات حوالي 50 ألف منظمة وهيئة في البلدان النامية تعمل في المجالات التنموية المختلفة, كما قدر عدد الأفراد المستفيدين من خدمات هذه المنظمات والهيئات الأهلية بحوالي 100 مليون نسمة في البلدان النامية, منها 60 مليون نسمة في آسيا وحدها و25 مليونا في أمريكا اللآتينية وحوالي 12 مليونا في أفريقيا إلا أن هذا العدد لايمثل إلا خمس عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات أساسية.
فالعمل التطوعي إذن موضوع شامل وعالمي تحدثت عنه غالبية الديانات السماوية, وتطرقت إليه غالبية الدساتير والنظم, وإننا إذا تتبعنا التاريخ الإسلامي فإننا نراه حافلا بالأعمال التطوعية, ونلحظ أثر ذلك على المجتمع لاسيما في العهد الإسلامي الأول فرسول البشرية محمد (ص) ممثلا للدين الاسلامي كمنهج ونظام حياة هو أعظم رجل تحدث عن هذا الجانب وطبقه في حياته, وجاءت الأيات القرآنية والأحاديث الشريفة وروايات أهل البيت (ع) التي تحث على ذلك, وتدفع الانسان تجاه عمل الخير وتجاه الإصلاح وخدمة الآخرين حماية للمجتمع ومحافظة على بقائه.
قال تعالى في سورة القصص (وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولاتنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين) وقال تعالى في سورة (فاتقوا الله مااستطعتمم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وقال أيضا في سورة النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) صدق الله العلي العظيم.
تأثير العمل التطوعي على الفرد
للعمل التطوعي أهمية كبيرة على حياة الفرد والمجتمع, فهو ينبع من الإحساس بالآم الناس وتلمس حاجاتهم, ولولا هذا العمل لازدادت حالة الناس بؤسا وشقاء, وهو واجب وطني وشرف كبير لمن يؤديه ويقوم به, فإضافة إلى ماينعم به الإنسان من أجر وثواب عند الله سبحانه وتعالى, فإنه يحظى بقيمة إنسانية واجتماعية كبيرة في محيطه ومجتمعه, وذلك لما يخلفه هذا العمل من آثار قيمية ونفسية واجتماعية تترك مدلولاتها الجوهرية وآثارها الإيجابية الواضحة على الفرد وتعكس إشعاعاتها المباشرة على المجتمع.
والعمل الإجتماعي عطاء متبادل بين المتطوع نفسه وبين ما يقوم به من عمل ويؤديه من دور, فعوائده جمة ومزاياه عديدة قد تفوق هذه العوائد مايقدمه المرء تجاهها من جهد ووقت وعطاء, حيث أن فضل العمل على صاحبه أكثر بكثير مما يستحق ويكفي أنه يمنح صاحبه سعادة الدنيا والآخرة, فما كان لله يبقى ويدوم ويثمر وماكان لغيره يفنى ويزول وهذا مصداقا للآية الكريمة في قوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) وقوله في سورة الحديد (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) وقوله في سورة البقرة (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون).
والعمل التطوعي يصقل شخصية صاحبه ويعلمه الكثير, ويحمله المسؤوليه ويزيده ثقة بالنفس, وقوة في الإيمان وصلابة في الإرادة, وخبرة في التجربة ووعيا بالمجتمع, كما يعلمه فن التعامل مع الآخرين وكسب ود الناس واحترامهم فالهدف الرئيسي منه التآزر والتآلف والتعاون والمحافظة على وحدة كيان المجتمع.
كما أن العمل الخيري تفاني وتضحية وإخلاص وكسب رضا الله سبحانه وتعالى, كل ذلك على حساب النفس والأنا والمصلحة الذاتية والإسترخاء وحب الراحة التي يبحث عنها الكثير ويلجأ لها الغالبية من الناس, لاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المجتمع في رفاه الحياة المادية, وفي زحمة الإلتزامات والإنشغالات اليومية ينبري مجموعة من المتطوعين هنا وهناك يبذلوا كل ما لديهم من وقت وجهد ومال وتضحية لتقديم كل ما هو خير لصالح المجتمع كل ذلك لوجه الله تعالى دون مقابل ودون إحراز أي أجر مادي أو معنوي.
أنواع العمل التطوعي
إن المتطوعين للعمل الخيري عادة ما يكونوا متفاوتين في المستوى المعيشي والفكري وفي مقدار الكفاءة والجهد وفي مستوى العطاء حتى في العمر فهم في مراحل عمرية مختلفة, وهذا يعني أنه لاتوجد شروط حتمية وملزمة تحددها الجهة المشرفة للإنتماء لمثل هذا العمل, فهناك الطالب والمثقف ورجل الأعمال, والعالم, والطبيب, والمهندس, والعامل والمزارع و.و..الخ, إضافة إلى ذلك هناك بعض المؤسسات والمنظمات الأهلية التي تسير وفق خطط واسترتيجيات منظمة فإنها تمتلك صلاحيات وتفرض قوانين يتقيد بها المتطوع لهذه المؤسسة, فكلما كانت الأهداف واضحة والجهود منسقة كلما حققت هذه المؤسسات والمشاريع مكتسبات ناجحة على مستوى تحقيق أهدافها وتوسعها في المجتمع. ففي المجتمعات الغربية والدول الأوربية هناك مكاتب خاصة بالعمل التطوعي فهي تدرس حاجة الفرد وإمكانياته ومن ثم توجهه للمكان المناسب حيث تضع الرجل المناسب في المكان المناسب حسب الوقت الذي يحدده والجهد الذي يناسبه. وفي مجتمعاتنا رغم تقدمها وتنامي وعي الناس فيها وارتفاع نسبة المبادرات تجاه العمل الإجتماعي, وتعدد المؤسسات والمشاريع الأهلية فهي بحاجة إلى أن تحافظ على نجاحها واستمراريتها ليس فقط بالجهود الخيرية, وإنما بالأيدي المتبرعة سواء بمال أوجهد أو وقت أو حتى مشورة أو رأي, والأهم من ذلك فهي بحاجة إلى إستيعاب ثقافة العمل التطوعي وغرس هذه الثقافة في أذهان المتطوعين والعمل على تدريبهم حتى يمكن تفادي الكثير من المشاكل, ومن هنا يمكن أن نصنف المتطوعين إلى ما يلي:
1- متطوعون بالمال فقط.
2- متطوعون بالجهد فقط.
3- متطوعون بالجهد والخبرة.
4- متطوعون بالوقت.
5- متطوعون بالجهد والوقت والمال.
أما نشاطات العمل التطوعي والاجتماعي فهي كثيرة ومتعددة أوضحتها معالم الشريعة الإسلامية أدناها إماطة الأذى عن الطريق, وأبسطها تبسم المؤمن في وجه أخيه المؤمن ومنها:
1- رعاية المسنين والعجزة.
2- الإهتمام بالعوائل المحتاجة والفقيرة.
3- الاهتمام بالإمومة والطفولة.
4- مكافحة الجهل ومحو الأمية.
5- رعاية المعاقين وذوي الإحتياجات الخاصة.
6- مشاريع الزواج الجماعي.
7- الاهتمام بنظافة البيئة.
8- الاهتمام بالمساجد والحدائق وتشجير الشوارع.
9- الاهتمام بنظافة السواحل من الملوثات
10- الاهتمام بمدارس تحفيظ القرآن وعلوم التفسير والحديث
11- إنشاء لجان دينية تهتم بفقه المرأة والأحكام الشرعية
12- إقامة منتديات فكرية وثقافية وإقامة محاضرات تحمي المرأة من خطر الإعلام والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي
13- الإهتمام بالثقافة الصحية في المجتمع لاسيما ما يخص المرأة والأسرة
14- العمل على تأسيس ديوانيات أسرية وعائلية للحفاظ على التواصل الإجتماعي
15- إقامة المراكز الصيفية والمخيمات لرعاية الشباب.
المرأة السعودية والعمل التطوعي
تحتل المرأة مكانة خطيرة في المجتمع ومشاركتها في حركة التغيير أمر ضروري ولابد منه, وهذه المشاركة مرتبطة بقضية التقدم الإجتماعي, فكلما تقدم المجتمع وإرتقى حضاريا كلما كانت فرصة المرأة أوسع في المشاركة والعطاء وفي عملية التغيير من حيث التمتع بحقوقها والقيام بإلتزاماتها, وكما هو معروف أن تنمية المجتمع عملية مشتركة هدفها إحداث تغيير وتطوير كمي ونوعي في المجتمع, يشارك فيها المرأة والرجل بالفكر والتوجيه والإرشاد والعمل, و إن تخلف المجتمع يؤدي إلى تخلف المرأة والمرأة نصف المجتمع ونتيجة للنظرة القاصرة تجاهها تم حجبها عن المشاركة, فأصبحت نصف القوى العاملة عاطلة عن العمل بسبب حرمانها من المساهمة في عملية التنمية, وكانت النتيجة تراجع المرأة وتخلف المجتمع.
أما اليوم وبعد تطور المسيرة الإجتماعية وماحظيت به المرأة من مكانة في التعليم و في مستوى الثقافة والوعي, بدأت تبرز نفسها في مختلف الأنشطة كعنصرا فاعلا ومؤثرا ومبدعا في مختلف مجالات العمل لا سيما في العمل التطوعي والخيري فقدرة المرأة على العطاء في هذا المجال تفوق الرجل في أكثر الأحيان, وهذا ما أثبتته أكثر التجارب في العالم ويعولون في ذلك إلى السبب في كثرة النساء اللآتي تيتمن, وترملن بسبب الحروب الذي خاضتها الشعوب الأوربية والأمريكية واليابانية جراء مرور حربين عالميتين, إضافة إلى مجموعة من الكوارث الطبيعية التي أودت بحياة كثير من الرجال وتركت الفرصة قائمة إالى النساء.
ويعود تفرغ النساء للعمل بسبب قدرتهن على تنظيم أوقاتهن أكثر من الرجال, كما أن حركتهن وسط المجتمع أسهل وأوسع, والتاريخ الإسلامي حافل بأروع الأمثلة للمواقف الخالدة التي سجلتها المرأة وهي تتحمل أجل المهام وأصعبها, لاسيما مواقفها مع رسول الله (ص) وخوضها المعارك ودورها الجلي في مداواة الجرحى وتحضير المؤن وإعداد الطعام, ورفع معنويات الجيش, وبث روح التحدي والصمود وإثارة الحماس في النفوس, ومواساة المجتمع والكثير الكثير من المواقف المشرفة للدور الجهادي العظيم الذي قامت به المرأة في معركة الرسالة ضد الكفروالطغيان.
وفي ظل هذه المعطيات فالمرأة المسلمة اليوم مدعوة للمشاركة في إصلاح المجتمع وحمايته من أخطار الإستعمار التي تحيط به من كل جانب عبر المحافظة على الأخلاق والمثل والمعتقدات, فهي اليوم أصبحت مؤهلة أكثر من السابق بالعلم والمعرفة وبالقدرات التي تستطيع أن تبث بها جدارتها وموقعها في المجتمع من خلال الجمعية والمؤسسة والنادي وغيره. ولا يفوتني أن أشير هنا إلى الدور الريادي الذي رسمته جمعية الصفا الخيرية في مدينة (صفوى) بأنها كانت حريصة كل الحرص خلال مسيرتها أن تشرك المرأة بكل ماتحمله من طموحات وآمال وتطلعات في أنشطتها المختلفة, حيث كان العمل النسائي في أوج نشاطه وحيويته في الفترة مابين عام 1401 هـ و1403 هـ, هذه الفترة التي عاصرتها بنفسي كعضوة في اللجنة النسائية التي كانت مصدر إشعاع في المجتمع, إضافة إلى الأنشطة الأخرى المنبثقة من بقية اللجان وفق مقررات الجمعية ومنهجها وأهم هذه الأنشطة مايلي:
1- رعاية الفقراء والمحتاجين.
2- الاهتمام بكفالة الأرامل والأيتام.
3- العمل على إحياء المناسبات الدينية والثقافية.
4- إعداد دروس ومحاضرات تثقيفية, صحية, دينية, أسرية وإجتماعية.
6- تأسيس مكتبة تهتم بثقافة المرأة.
7- تصميم مجلات حائطية.
8- إقامة معارض خاصة بإنتاج المرأة من أعمال يدوية, وفنون مهاراتية
9- لجان تدريبية مهنية وغيرها الكثير. وكانت المرأة المشاركة في أنشطة الجمعية صادقة في بذلها وعطائها, متحمسة لذلك غير مدخرة شيئا في مواهبها وإمكاناتها وقدراتها, ولعل ماوصلت له المرأة في المنطقة اليوم من وعي وما حققته حققته من إنجازات تعود أهم أسبابه لتلك المرحلة.
ماذا يريد المجتمع من هذه المؤسسات؟
إن إرتقاء أي مجتمع وتقدمه رهن بإرتقاء مؤسساته المختلفة وبنشاط الأفراد والجماعات فيه ضمن خطط مدروسة وواعية, وضمن تنظيم شامل يوجه كل الطاقات, ويستغل سائر الإمكانات المتوافرة وعلى رأسها العنصر البشري. ولهذه المؤسسات فإنني أتقدم بهذه الإقتراحات:
1- المطلوب التعاون الجاد بين القطاع الرسمي والأهلي للإستفادة من الشباب وشغل أوقات فراغهم, وتوظيفهم للمساهمة في عملية التنمية, ومحاولة العمل على تفريغهم كلجان متطوعة تابعة لمختلف قطاعات العمل الرسمي, فذلك يخفف من معاناة المجتمع, ويزيح من العبئ الثقيل على الدولة.
2- يختلف العمل التطوعي في مجتمعاتنا بإختلاف الوعي الثقافي بين منطقة وأخرى, فهو بين مد وجذر وإنحسار وتراجع, لذلك يجب الإستفادة من الجهود والطاقات التي تمتلك قابلية للعمل, وإعادة لملمتها فهي متناثرة هنا وهناك والتفكير في صب هذه الجهود ضمن قنوات منظمة تخدم المجتمع بشكل أكبر عن طريق * تنظيم الأعمال التطوعية * العمل على تدريب المتطوعين.
3- تكريم المتطوعين وذلك بإيجاد حوافز ومشجعات لتقديرهم سواء كان ذلك ضمن دائرة المؤسسة الرسمية أو خارجها فأكثر مؤسساتنا الأهلية تغفل هذا الأمر, فالمجتمع مليئ برواد المشاريع الإجتماعية وبالكفوئين المخلصين الذين كرسوا حياتهم لخدمة المجتمع أمثال الكتاب والعلماء والأدباء والمفكرين والشعراء والخطباء وغيرهم, لكن للأسف الشديد فإن هؤلاء لاينالوا التكريم والتقدير إلا بعد رحيلهم وفي ذكرى وفاتهم فقط, أما في حياتهم فهم في طي النسيان يحترقون شموعا ليضيئوا الدرب للآخرين, فحتى لانقتل روح الإبداع لديهم ولانحسسهم بأنهم طاقات مستهلكة فقط, من المفترض تحفيزهم للإنطلاق ولانغفل عنهم بالمكافآت المالية, وبالجوائز والهدايا والتقدير, قال تعالى (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
4- على الجمعيات اليوم إفساح المجال والانفتاح على المجتمع, ومنح الفرص وفتح الأبواب واسعة لترغيب وإستقبال المتطوعين, فبدل أن يكون عملها مغلق أومحصور في نطاق ضيق, يجب أن تسعى للتطوير والتغيير في نظامها الداخلي, والتجديد في نظامها مع ما يتناسب مع العصر ويواكب تطورات المجتمع, وذلك لأن العمل التطوعي بحاجة دائما إلى همة عالية وأفكار مبدعة لأنها المحرك الرئيسي لإستمرار الأنشطة.
5- إعادة إحياء دور المرأة من جديد وتنشيط فاعليتها, ومنح الفرصة لتأسيس لجان وجمعيات نسائية مستقلة تفجر فيها المرأة قدراتها وإبداعاتها تجاه المجتمع فقط إمنحوها الفرصة وسوف ترون.
6- توثيق العلاقات وأواصر التعاون بين الجمعيات ومؤسسات الدولة, وبين المؤسسات الأهلية في الدول العربية وفي دول مجلس التعاون الخليجي وزيادة الخبرات والتجارب.