نقص القضاة !
22 فبراير 2010 - جريدة المدينةنقص القضاة !
عبدالله منور الجميلي
قال الضَـمِــير الـمُـتَـكَـلِّـم : أكد معالي الدكتور صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء في حوار مع صحيفة الجزيرة يوم السبت 13 فبراير: (أن نقص أعداد القضاة في المملكة يتصدر المشكلات التي تواجه مجلس القضاء في فترته الحالية، لافتاً أن أعدادهم لا تتناسب إطلاقاً مع النمو السكاني ، والقضايا التي تنظرها المحاكم الشرعية في كل عام ، وأشار إلى أن المجلس يدرس حالياً وضع معايير علمية للمناهج الدراسية في كليات الشريعة لتخريج مؤهلين في منصب القضاء ، وأكد أنه لا يوجد حتى الآن بدائل عن عقوبة السجن).
ومع موجز هذا الحوار عدة وَقَـفَـات سريعة :
* الأولى : أن قلة أعداد القضاة المزمنة من أسبابها الرئيسة التركيز عند اختيار القضاة على فئة معينة من المجتمع ، والاعتماد الواضح على خريجي جامعة بعينها ؛ وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ؛ وتجاهل خريجي كليات الشريعة في جامعات أخرى ؛ ومنها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ؛ حيث كلية الشريعة العريقة التي افتتحت عام 1381هـ ، وفي دراساتها العليا قسم متخصص في القضاء والسياسة الشرعية ، وآخر في الأنظمة ، ودبلوم عالٍ في القضاء !!
* الثانية : أن تكدس القضايا وتأخيرها ليس بسبب كثرتها ، وقلة القضاة فقط ؛ فهناك أسباب أخرى منها مزاجية بعض القضاة وعدم التزامهم بالمواعيد ؛ فالوَقْـفَـة لصلاة الظهر قبلها بساعة ، والعودة بعدها تتطلب ساعة أخرى مع كثرة الإجازات وبالتالي ترحيل المواعيد وتأجيلها وتراكم القضايا !!
* الثالثة : توصيف الوقائع بدقة ، ثم وضع عقوبات واضحة لها ؛ سوف يسهم بمساعدة القاضي ، ومن ثمّ كسب الوقت وتقليل الجهد.
الرابعة : مارس بعض القضاة المجتهدين إصدار عقوبات بعيدة عن السجن ؛ كالحكم بتنظيف المساجد ، وتقديم خدمات للمجتمع ؛ وكانت ناجحة ولها أصداؤها الطيبة ؛ فلماذا لا يتم تعميم تلك التجارب لتكون بديلاً عن السجن وما يترتب عليه من تأثير سلبي على الأحداث ومن يخطئون للمرة الأولى !!
سلطة القضاء كبيرة وتحديات العصر كثيرة ؛ والتحدي ميدانه المزيد من التطوير والإفادة من التقنيات الحديثة !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.
المصدر: جريدة المدينة الثلاثاء, 16 فبراير 2010
http://www.al-madina.com/node/224644