الشيخوخة وواجبنا تجاه المسن
10 يناير 2003 - أ . عالية فريدالشيخوخة نوعان شيخوخة متقدمة وشيخوخة متأخرة، أما الأولى فهي تعني أن يصل المرء إلى مرحلة متقدمة من السن يصبح فيها أقل قدرة مما كان عليه في السابق فيصاب بالضعف والوهن ويعجز عن القيام بالأعمال المعتادة فتبدوا عليه بعض الأعراض المصاحبة للضعف كلين في العظام وتراجع القوى وفقدان جزئي لقدرات الذاكرة ويبهت الشعر ويتساقط ويتغير لونه الشعر، ويتجعد الجلد ويفقد مرونته وحيويته وتنخفض القدرات الجسمية وتتدهور الخلايا العصبية ويعيش المسن حالة من العزلة تقل فيها كفاءته و تكيفه مع الحياة الإجتماعية، كما تظهر لديه الرغبة في الإبتعاد عن الصخب والضوضاء العائلي فيخلد إلى النوم بشكل أكثر من المعتاد ويصاحبه القلق والتوتر والشكوى الدائمة من الأمراض والمشاكل الصحية، لكنه يبقى قادرا على تدبير شؤونه الخاصة نوعا ما ويتواصل بشكل ضعيف مع أهله ومجتمعه.أما الشيخوخة الأخرى فهي إمتداد عمرالإنسان إلى مرحلة شديدة من الوهن والضعف وهو ما أطلق عليه في القرآن الكريم بأرذل العمر في قول الله تعالى: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا). وقد إختلف الكثير من الناس حول تحديد العمر للشيخوخة فقال بعضهم أنها تبدأ من سن الستين لذلك يحال الموظف على التقاعد متى مابلغ هذا العمر، وقال بعضهم بأنها تبدأ من سن الخامسة والستين وأكد على ذلك الكثير من المهتمين والباحثين.
ولونظرنا إلى النموالسكاني في العالم فسوف نجد زيادة ملحوظة في أعداد المسنين وذلك بسبب العناية الصحية وعدم وجود أمراض قاتلة كما كان الحال في الماضي وبالتالي أدى إلى قلة عدد الوفيات مما ينتج عنه زيادة أعداد المتقدمين في العمر، ويبلغ عدد المسنين في العالم مايقارب على 380 مليونا ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاما وهم يمثلون 9. /0 من مجموع سكان العالم (تبعا لإحصائيات عام 1985 م)، ومازال عدد المسنين يزداد بنسبة أكثر مما قبل حيث كانت الزيادة هي 20. /0 من عام 1950 م إلى عام 1975 م.
وهذه السن يحتاج فيه المسن إلى المزيد من العناية والرعاية والإهتمام من قبل الأهل والأبناء والمجتمع ويشمل ذلك على مايلي:
1- الحماية.
ويعني ذلك تأمين الرعاية والحماية للمسن من ذل السؤال والحاجة، بالإنفاق عليه وتوفيرحاجياته من مسكن ومأكل وملبس وعلاج بما يتناسب مع حاجته قال تعالى (وصاحبهما في الدنيا معروفا) وقد أوصى النبي محمد(ص) بتكريم كبار السن فقال ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا “، وفعل ذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما بعث إلىالبصرة علي بن أرطأة وقال له ” إنظر من عندك من أهل الذمة قد كبرت سنه وعجز عن كفاية نفسه فافرض له من بيت المسلمين ”
2- إحترامهما وتقديرهما.بتوقيرهما وعدم الإساءة لهما بالقول والكلمة، وإظهار الشفقة لهما وإحترامهما ومراعاة الرفق في معاملتهما، والدعاء لهما بالرحمة جزاءا على ماقاما به من تربية، وقد دعى الإسلام إلى رعاية المسنين والعناية بالوالدين قال سبحانه وتعالى (وقضى ربك ألا تعبدوإلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهماأف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا)
3- برهما وعدم عقوقهما.وذلك لأن في عقوق الوالدين وإهمالهما معصية لله عزوجل فالإساءة لهما والتقصير في آداء واجبهما وعدم تحملهما يعد من الذنوب الكبيرة التي تتنافى مع قوله تعالى (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فالإهتمام بهما واجب على الأبناء والمقربين وكذلك المجتمع والإسلام يحث على ذلك وكما قال(ص) (ليس منا من لم يوقر صغيرنا ويحترم كبيرنا).
4- الإستفادة من تجاربهما.فالحياة قد صقلتهما وبنت شخصياتهما وعلمتهم الكثير بمالم يدركه الأبناء من الرأي السديد والحكمة الصائبة والتجربة لذلك على الأبناء أن لايحرموا أنفسهم فرصة الإستفادة منهما والمثل يقول أكبر منك بيوم أخبر منك بسنة، كذلك على المجتمع رعايتهما والإعتناء بهما بتوفير وسائل الراحة والمعاملة اللبقة والحياة الكريمة لهما في دور الرعاية والمؤسسات الإجتماعية والقيام بواجبها تجاههما فهم رصيد المجتمع النامي والحضارة المتقدمة.
—–
بمناسبة اليوم العالمي للمسنين