«حسين» مازال يعاني تبعات حجزه ويأمل في العودة لمنزل العائلة
1 مارس 2010 - جريدة اليوموالده حجزه بغرفة 5 سنوات
«حسين» مازال يعاني تبعات حجزه ويأمل في العودة لمنزل العائلة
جعفر الصفار- جزيرة تاروت
لا يزال الشاب “حسين” 23 عاما يعيش أزمة نفسية سيئة بسبب الفترة العصيبة التي قضاها خلال السنوات الماضية، أثناء تعرضه للاحتجاز لمدة خمس سنوات في سجنٍ انفرادي بمنزل أسرته في جزيرة تاروت بعد إقدام والده على احتجازه لأسبابٍ مجهولة في غرفةٍ صغيرة دون أن يرى النور وفي وضعٍ شبه عار طوال مدة احتجازه ويقدم له طعامه من خلال فتحةٍ صغيرة بباب السجن المنزلي.
وكانت “اليوم” نشرت تفاصيل القضية التي كان جميع أفراد أسرته على علمٍ بالواقعة وكشفت حقيقتها عندما تعرض والده للتهديد من عدد من أقربائه بإبلاغ الجهات الأمنية إذا استمرت حالة الاحتجاز أكثر من ذلك، مما جعل الأب يلجأ إلى حيلةٍ للخروج من تبعات تصرفه فتقدم لشرطة تاروت ببلاغٍ تضمن معاناته من عقوق ابنه وتهديده له بحرق سيارته.
وفي التفاصيل ان مركز شرطة تاروت بمحافظة القطيف بحسب تصريح الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة الشرقية العميد يوسف القحطاني قام بإحضار الابن المدعى عليه وتبين أنه شاب في الثانية والعشرين من عمره وأقر بتعرضه للاحتجاز في سجن انفرادي منذ أن كان عمره سبعة عشر عاماً، وبالانتقال للمنزل شوهدت غرفة صغيرة لها باب حديدي وملحق بها دورة مياه مكشوفة كما شوهدت فتحة صغيرة بالباب استخدمت للطعام وتم توقيف الأب للتحقيق معه، وعرض الشاب على الجهات المختصة لمعالجة وضعه الصحي من آثار التعذيب.
وأشار الشاب حسين أنه دخل الحجز وعمره 17 عاماً دون أن يرى النور وكان يتناول طعامه من خلال فتحه صغيرة بباب السجن المنزلي في غرفة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 6 أمتار مربعة لها باب حديدي وبها دورة مياه مكشوفة مبينا انه يقطن حاليا بمنزل خاله وأنه يأمل العودة للسكن في منزل عائلته.
وقال احد المقربين من العائلة: إن القضية تعود إلى 5 سنوات حينما كان في سن المراهقة ومصاحبته لأفراد غلبت عليهم طيشه الشباب، وقد أصيب والدا الشاب بردة فعل من تصرفات ابنهما ودفعهما عدم تمكنهما من معالجة اندفاعه وابتعاده عن الانضباط إلى اتخاذ قرار بحجزه في سجن داخل المنزل مزود بقضبان حديدية صنعت خصيصاً لهذا الغرض، وقد بقي الشاب فترة طويلة في السجن ولم تفلح نداءاته بالتوبة بالإفراج عنه.
وأكد ان عدد كبير من وجهاء العائلة لآم الوالدين على تصرفهما حيال ابنهما الشاب ولجوئهما إلى خيار الحجز دون مبرر، مشيرا إلى أن حجزه في المنزل لهذه الفترة الطويلة اهانة إنسانية لنفس الشاب لا يسمح بها العرف الاجتماعي ولا الشرع الإسلامي، منوها انه مهما تمرد الشاب في سن المراهقة فلا يستدعي ذلك إهانته وسجنه وضربه ومعاملته بقسوة بل كان ينبغي تحمله وتوجيهه وتأديبه بإحسان، ومهما كانت ردة الفعل العنيفة للشاب بعد الإفراج عنه فذلك أمر طبيعي نتيجة للعقد النفسية التي تحملها طوال هذه الفترة، مشيرا إلى ان الإفراج عن الشاب تم بعد وساطة من بعض وجهاء العائلة.
واعتبرت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عالية آل فريد أن العنف الأسري بات اليوم ظاهرة سلبية في المجتمع، مؤكدة أن هذه الحالة إنسانية وتحتاج للمعالجة من جهات عدة كونها وجدت مشاركة من جميع أفراد الأسرة.
وأضافت انه أيا كان نوع العنف الذي يمارس داخل بيئة الأسرة أو خارجها فانه للأسف ينتقل إلى سلوك الأبناء ويتحول إلى عنف اسري متبادل، فالعنف لا يولد إلا العنف، وهذا يدفع الأسرة نتيجة لشعورها باليأس والغضب أن تلجأ لمعالجة الخطأ بخطأ آخر، اخطر واعنف وهذا في حد ذاته مشكلة لها رواسب في بعض البيئات الأسرية.