أزواج يستولون على «رواتب» زوجاتهم ويهددون بالطلاق!
2 مارس 2010 - جريدة الرياضأزواج يستولون على «رواتب» زوجاتهم ويهددون بالطلاق!
سعاد الحربيجدة، تحقيق ـ ضيف الله المطوع
مع أن المرأة السعودية نالت العديد من الدرجات العلمية الرفيعة، وأصبحت يشار إليها بالبنان ليس على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي فإن النظرة إليها من قبل “الرجال” أو “الأزواج ” بالذات لا تزال نظرة قاصرة وغير منصفة. بل مازال التعامل معها بنفس تعامل البعض من “الأجداد” الذين كانوا يعتبرونها أقل من “الرجل” في كل المجالات لأنها “أنثى” عليها أن تطيع الأوامر دون أن يكون لها رأي أو دون الدخول في أي “حوار”.
أعاني من جور زوجي
تحدثت “فاطمة” وهي زوجة مضى على زواجها “15” عاما بأنها مازالت تعاني من جور زوجها واستغلاله الشنيع لمرتبها لأنه عاطل عن العمل، ويضيع هذا “الراتب” ما بين الإيجار وفواتير الكهرباء والتلفون ومصاريف الأبناء والبنات، فهو لم يحرك ساكنا بل يريد المزيد من المال لشراء الدخان والسهر مع رفقاء السوء ورغم ذلك فإنه لا يقدر تضحياتي ومعاناتي ولولا الأطفال لكنت افترقت عنه من زمن.
تنكر لي
وتقول “منال” موظفة في أحد المرافق أنها تزوجت منذ “10” سنوات وأنجبت ثلاثة من الأولاد. وكان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في امتلاك زوجها لقطعة “أرض” وبناء عمارة. فكانت تغدق عليه ” المال ” دون حساب، ولكنه تنكر لكل هذا العطاء واقترن بواحدة وصبرت عليه ظنا مني بأنه سيعدل بيني وبينها، ولكنه ألقاني وراء ظهره ولم يضمني في صك المنزل، وكلما حاولت التطرق لهذا الموضوع هددني ب”الطلاق” ومازلت صابرة لعله يعود إلى صوابه.
” نهلة ” تتقاضى مرتبا قدره “10”آلاف ريال ولا تأخذ من مرتبها إلا “500” ريال فقط ، لان زوجها يستولي على كل الراتب “مع أن شروط الزواج نصت أن يكون راتبي من نصيبي ويا ليته وقف عند هذا الحد. بل أصبحت أعيش معزولة بعد انتهاء ساعات العمل لا أنيس في المنزل أو أية وسيلة أخرى للاتصال مع الآخرين لأنه منعني من كل ذلك وكلما حاولت النقاش معه في هذه الأمور بات يهددني بالطلاق فابتلعت كل تلك المرارات خشية أن أكون مطلقة ” حتى ذويها لم تخبرهم بهذه المعاناة حتى لا تحمل هذا اللقب المخيف!
وهناك نموذج من هذه المعاناة ترويها سعاد الحربي، حيث إن جزءا كبيرا من راتبها يذهب الى “الزوج” و”الأب” معا رغم محاولاتها الشديدة بإقناعهما أن هذا الراتب من حقها، ولكنها خوفا من التناحر الذي يشب بين الطرفين تترك الأمور تسير على هذا النحو حتى لا يقع الفأس في الرأس نتيجة هذا التناحر الذي يؤدي الى “الطلاق”.
وتقول الدكتورة انتصار فلمبان الباحثة في المجال الأمني وعضو لجنة إصلاح ذات البين في هيئة حقوق الإنسان: كل تلك الأمور تعود الى الهمجية التي يمارسها بعض الرجال ذلك في الوقت الذي لا بد أن يكون المهر ومرتب الموظفة من حقها الأصيل .وتضيف أن هذا الاستلاب هو نوع من عدم “العدالة” من قبل الرجال وضعف في الإيمان. ومن الناحية الدينية فقد استنكر الأستاذ عطية الزهراني أستاذ الاقتصاد الإسلامي وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة هذه الممارسات العقيمة من قبل بعض الرجال .ذلك لأن الإسلام أعطى المرأة حقها في المال وليس من حق الرجل أن يصل الى هذه المرحلة من الابتزاز لأنها مستقلة عن الرجل أو الزوج من الناحية الاقتصادية، فالعقد بينهما لا يقضي على مشاركة الزوج في مالها ولها حق التصرف في أموالها ولها الحق في منحه من تشاء وتمنعه عن من تشاء وليس معنى “القوامة “أن يستنزف الرجل مال زوجته لأنه نوع من السحت.