قانوني: تزايد «الاستغلال» يثير القلق
4 مارس 2010 - جريدة الحياةقانوني: تزايد «الاستغلال» يثير القلق
الأحد, 21 فبراير 2010
جدة – يسرى الكثيري
طفل يبكي.«استغلال» الأطفال… رحلة «طويلة» من المطالبات بـ«تشريعات قضائية» رادعة تقارير أميركية تحصر « انتهاك» حقوق الطفل في السعودية على ضحايا «الاتجار بالبشر»… الأمان الأسري «بذرة» لم تثمر بعد!
أكد المستشار القانوني فيصل سراج الزهراني أنه ليس من الضروري أن يكون أسلوب مستغل القصّر مادياً، بالإغراء المادي أو التهديد، «في بعض الحالات ينتــــج استغـــلالهم نتيجة ضعف شخصية الضحيــــة»، مشدداً علـــى دور الأسرة في تربية الأولاد ومراقبتهـــم.
واعتبر الزهراني أن تزايد عدد جرائم استغلال القصر بات «مقلقاً»، مؤكداً علــى ضرورة مقابلتها بصرامــــة من خلال أحكام وعقوبات مستمدة من الشريعة الإسلامية.
ويقصد بـ «الاستغـــلال الجنسي» الاتصال الجنسي بين طفل وشخص بالغ من أجل إشباع الرغبة سواء بالتراضي أم بالإكراه، مؤكداً أنه في غالبيــة الحالات يكتم الطفل ما حدث، لإصابته بصدمة نفسية، لا تمكنه من إخبار من حوله، خصوصاً حينما تقع تلك الجريمة من الأقارب.
ونوّه الزهراني إلى أن الشريعة الإسلامية تحرم استغلال القصر، وتجرم الفعل شرعاً بمعاقبة الجاني عقاباً شديداً لفعلته تجاه الضحية القاصرة، «القصر لا يعون ما يحدث لهم من استغلال فتنتج بالتالي أضرار اجتماعية ونفسية بالغة في المستقبل»، موضحاً أنه في حال ثبوت الجريمة فإن القضاء ينظر في حالة التحرش والسوابق وقرابة المعتدى عليه من عدمها فيكون الحكم عليه بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر في الغالب وقد تصل إلى السنتين في بعض الأحوال مع الجلد.
وأشار الزهراني إلى قضية كان الجاني والضحية فيها «قاصرين»، وحدثت بجوار مدرسة، إذ تم القبض على الجاني والضحية وهما في وضع مخلٍّ بجانب سور المدرسة، واكتشف أثناء التحقيق أن الجاني (15 عاماً) استغل الضحية (14 عاماً) جنسياً، مستفيداً من ضعف شخصيته التي تتسم بـ «الانقيادية»، مشيراً إلى أن السبب يكمن في أن والــدي الضحية لم يعززا لديه الثقـــة بنفسه فنشأ ضعيف الشخصيـــة.
وقال: «كانت النتيجة وقوع الطفـــل ضحية استغلال من هم أكبر منـــه في المدرسة، والسيطرة عليه وإقنـــاعـــه بفعـــل أمور مسيئة، وتم القبض عليهما في وضع مخل، ومن ثم تم تحويلهما إلـــى دار الملاحظة الاجتماعية».
ويطالب الزهراني الجهات ذات العلاقة بأن تدرس وتسن نظامـــاً يعاقب المتحرشين عقوبات رادعة، مستدلاً ببعض الـــدول في الغرب التي سنّت نظاماً يمنع الاستغلال الجنسي للأطفال، سواء بالقول أم الفعل لحساسيـــة هذا الأمر لديهم، كما حث أهـــل الضحية على معالجة طفلهم نفسياً لدى الأطبــــاء النفسيين واجتماعياً بخلق جو يكون فيه الطفل منتجاً ومتجاوزاً لمرحلـــة تعرضــــه للاستغــــلال الذي مورس ضـــده.