حُقُوقُنا الغائِـبَـة!
5 مارس 2010 - جريدة المدينةحُقُوقُنا الغائِـبَـة!
الاثنين, 22 فبراير 2010
عبدالله منور الجميلي
قال الضَـمِــير الـمُـتَـكَـلِّـم: عزيزي المواطن (هل تعرف حقوقك ؟)؛ فلو أوقفك مثلاً رجل المرور فهل تعرف حقوقك التي كفلتها الأنظمة ؟ وهل تعرف حدود صلاحياته في تعامله معك ؟
سعادة الأستاذ الجامعي هل أتقنت ثقافة الصلاحيات التي يعاملك من خلالها رئيس القسم، وعميد الكلية، ومدير الجامعة ؟!
أخي المعلم هل تدرك حقوقك الواجبة لك من قبل المدير وإدارة التعليم ، ووزارة التربية والتعليم ؟
أيها البَـاشَـا الموظف هل أنت مدرك عند تعيينك لحقوقك في الترقية والحوافز، بل وحتى عند طي القيد؟ أيها المواطن قد يتم توقيفك يوماً ما؛ فهل أنت مطلع على المسوغات اللازمة لذلك ؟! وهل تُـتْـلَى عليك حقوقك قبل التحقيق ؟!
أيها المواطن هل تعلم ؟ هل تعرف ؟ هل تدرك ؟ أسئلة كثيرة نماذجها متنوعة حول الحقوق؛ أكاد أجزم أن إجاباتها، ومن أغلب الناس تنطق بـ (لا وألف كلا) . إذن هناك جهل كبير بالأنظمة والقوانين التي تكفل حقوق المواطن لدى مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية الخدمية، وكذلك الخاصة؛ وأعتقد أن سبب ذلك هو غياب ثقافة (اعرف حقوقك) لدى مجتمعنا، وتركيز الجهات ذات العلاقة على إبراز الواجبات المفروضة على المواطن، مع التجاهل التام لإظهار حقوقه التي تظل حبيسة كتب اللوائح، وسجينة الأدراج !!
أهمية معرفة الحقوق والقوانين والواجبات، ودورها في تنظيم علاقاتنا في كل تحركاتنا اليومية لا نلمسه إلا عندما تواجهنا المشاكل؛ فلا يكون أمامنا سوى خيار التوجه للقضاء والاحتماء بالقانون. لذا فالواقع يفرض أن تنطلق حملة وطنية توعوية ترفع شعار (اعرف حقوقك وواجباتك)؛ لأن من شأن ذلك أن يقضي على الكثير من الإشكاليات والتجاوزات التي قد تعكر صفو العلاقة بين المواطنين ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة أو بين المواطنين أنفسهم، كما أنها سوف تَـحـدّ من تسلط وتكبر بعض المسئولين!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة.