الوطن وقدسية المواطنة
5 فبراير 2005 - أ . عالية فريدإن العلاقة بين الوطن والمواطنة علاقة وطيدة بين طرفين هي أعمق بكثير من تلك الصورة النمطية والتقليدية التي تجعل من الوطن قطعة أرض ثابتة ومن الوطنية وفاء معفى من كل شرط أو مجرد تعاقد بين دولة وشعب، بل هي إلتزام بعقد إجتماعي يستند إلى قانون وإلى آلية ديمقراطية تحكم العلاقة بين المواطن والمسؤول، وهي علاقة متبادلة تقوم على أساس مبادئ مشتركة بين إرادتين غير منفصلتين بين دولة وشعب حاكما ومحكوما راعيا ورعية.وفي تصوري أن المعنى الحقيقي للوطن لايختلف عليه قسم كبير من الناس، فالوطن هو الأم لأنه الحب والعطاء، وهو الأمن لأن نسيمه عبير الحرية، وهو الآمان لأنه يصون الكرامة ويحفظ الحقوق ويحافظ عليها.
الوطن هو التاريخ، هو الذكريات والأحلام، هو الحضارة، وهوالثقافة والتراث، هو العادات والتقاليد، هو الآمال والتطلعات، وهو الماضي والحاضر والمستقبل.
الوطن هو الأرض التي ولد فيها الإنسان، وفي أحضانها نشأ، وبين أطيافها عاش وترعرع.
الوطن هو الكرامة والأمن والعزة والإستقرار..
الوطن حقوق وواجبات، وفاء وتضحيات، عدل ومساواة، الوطن سياج عالي وإنتماء كبير ترقى وتذوب تحته كل الإنتماءات ليعيش كافة أفراده بسعادة وسلام ورخاء.
أما المواطنة فلها قدسية خاصة محترمة فهي الوعاء الحقيقي الذي يجمع كل القيم الديمقراطية كالتسامح والمساواة وعدم التمييز.. ضمن أطر وموازيين ثابتة قائمة على قاعدة أن الكل سواسية أمام القانون، وهذا ما أكدته الدساتير في الكثير من الدول الأوربية وغيرها وإنتشار تلك المواثيق على المستوى العالمي، وبخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948م، وكذلك العهدين الحقوقيين الإقتصادي والإجتماعي والثقافي والسياسي والمدني اللذين صـدرا عـن الأمم المتحدة عام 1966م فأصبحت هناك قيم ومفاهيم ومعان جديدة تستند إلى منطق المواطنة وإلى عدم التمييز والمساواة في كل التعاملات المجتمعية في نفس الدولة أو على الصعيد العالمي. فهناك حقوق للناس أينما تواجدو تنظمها تلك المواثيق وتستند إليها في التعامل مع أبناء البشر كافة بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللغة أو الجنس أو الأصل الإجتماعي.. الخ.
كما أن هناك أسس ودعائم تنشأ عليها المواطنة وفي الوقت نفسه تعبرعن أرضية خصبة تحافظ على هيكلية المجتمع وتحمي كيانه وتعمل بدورها على تعزيز الحب والإنتماء للوطن ومن أهمها مايلي: