أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


أطفال يعيشون بيننا بلا جنسية ومحرومون من حقوقهم الأساسية

7 مارس 2010 - جريدة اليوم

يفتقرون لإثبات هويتهم ويتحملون أخطاء آبائهم

أطفال يعيشون بيننا بلا جنسية ومحرومون من حقوقهم الأساسية

حقوق الإنسان بصدد إطلاق حملة “أبناء بلا هوية »

سماح سلطان , حصة الدوسري- الدمام

أبناء يدفعون ثمن أخطاء آبائهم ويمضون حياتهم بوطنهم بلا هوية أو جنسية ويعيشون بلا حقوق ضائعين مشردين بدون ذنب ، أم أن ذنبهم الوحيد تحملهم أخطاء وإهمال والديهم الذين لم يسعوا إلى تمليكهم بطاقة هوية وإثبات شخصية لأسباب مختلفة .

أبناء يفتقرون لحقوقهم الأساسية في الحياة ولا يتمتعون بحقوق المواطنة مثل أقرانهم ، هم أطفال ولدوا على ثرى هذا الوطن ولكن لم تسعفهم ظروف أسرهم للعيش بكرامة لعدم امتلاكهم لوثائق رسمية تثبت أنهم مواطنون والسبب في الغالب آباء تزوجوا وأنجبوا ولم يفطنوا الى تسجيل أطفالهم ببطاقة الأحوال المدنية أو بسبب تأخرهم أو رفضهم غير المبرر لإضافتهم ، أو ربما لمشاكل عائلية وغيرها من الأسباب غير المقنعة والنتيجة أبناء غرباء في وطنهم بلا حقوق أو تعليم أو علاج أو عمل يحملون بفتح الأبواب الموصدة أمام ” العيش بكرامة” .

« اليوم » سلطت الضوء على هذه القضية الاجتماعية ، لمحاولة التعرف على ملابساتها من خلال آراء بعض المسؤولين والمختصين..

قضايا وحلول

وقال نورة الحواس الأخصائية الاجتماعية بهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية: هناك العديد من القصص التي طرحت على طاولة الهيئة منها وجود عائلة مكونة من 10 أبناء (خمسة أبناء وخمس بنات) اشتكت فيها الأم من رفض الأب إضافة ابنته الأخيرة رغم إضافة أخواتها جميعاً في بطاقة العائلة مهدداً بالتنكر من بنوة البنت في حال اشتكت الأم للجهات المختصة والقضية جديدة تتم متابعتها للتباحث مع الأب والأحوال المدنية لإضافة البنت في بطاقة العائلة مع العلم ان هناك تبليغا للولادة خاصا بالبنت .

وأشارت الى قصة لعائلة أخرى لم يضف فيها الابن ذو الثلاثة أعوام بسبب سفر الأب إلى خارج البلاد وعدم قدرته على الحصول على العلاج منوهة الى قيام الهيئة بالتواصل مع الجد للاتصال بابنه لتوكيله لإضافة الطفل الى بطاقة العائلة واستخراج جواز سفر , ليتم تحويله للعلاج و معالجة مشكلته .

وتطرقت إلى قضية الفتاة ذات التسع سنوات ، والتي تفتقد لأوراق تبليغ الولادة من المستشفى وشهادة الميلاد إضافة إلى أنها غير مضافة في بطاقة العائلة لأنها تحتاج إلى إثبات ولادتها وطالبت الهيئة إثبات نسبها عبر المحكمة والزام الأب بإحضار شاهدين وعولجت المسألة .

واشارت الى عائلة الأم جنسيتها كويتية والأب سعودي ولديهما بنت وولد لم يضفهما الأب الى بطاقة العائلة بسبب انفصال الزوجين قبل الإضافة فقامت الهيئة بالمطالبة بإضافة الأولاد في بطاقة العائلة وقامت الأم بتجديد جواز السفر للأولاد في سفارة المملكة في الكويت.

كما سردت الحواس قضية إحدى السيدات التي لا تملك جواز سفر ولا بطاقة أحوال وغير مضافة في بطاقة العائلة الخاصة بزوجها هي وأولادها ووالديها مجهولي الهوية فقامت الهيئة بالتواصل مع الأحوال المدنية الذين طلبوا عقد الزواج للمرأة في حين كانت لا تملك إلا صك الطلاق ، ومن المؤسف أننا فقدنا الاتصال معها منذ طلبنا منها عقد الزواج وهي حتى الآن لا ترد على اتصالاتنا ، لكننا لازلنا نتابع القضية .

وأشارت الحواس الى قضايا أخرى لأفراد بلا هوية وهي متابعة من كادر هيئة حقوق الإنسان وان الهيئة ستطلق حملة ” أبناء بلا هوية” التي تدرس الآن على طاولة الهيئة بعد حصر الحالات التي وصلت إليها وان غالبية الحالات تكمن في اضافة الأبناء الى دفاتر علائلات ذويهم لذا تمت دراسة إطلاق هذه الحملة التي نتمنى ان تخدم فئات كثيرة تحتاج إلى إيجاد هويتها في هذا المجتمع.

قبول الطالبات

وبينت منسقة الإعلام في إدارة الاختبارات بإدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية ان الطالبات اللاتي لم يضفن ببطاقة العائلة لدى أولياء أمورهن يتم قبولهن بموجب أي ورقة رسمية تقدمها ولية أمرها سواء كانت شهادة ميلاد او شهادة تطعيم او صك زواج والدتها وبعد ذلك يتم مطالبة ولي امرها عن طريق الإمارة بإضافة الطالبة لبطاقة العائلة ويتم متابعة ذلك.

وبالنسبة للطالبات غير السعوديات وأمهاتهن يحملن الجنسية السعودية يتم قبولهن بموجب حفيظة النفوس الخاصة بوالدتها او السجل المدني المضافة فيه والدة الطالبة مع أصل وصورة إقامة والد الطالبة وشهادة الميلاد, اما بالنسبة لبنات أفراد القبائل النازحة والحاملين البطاقة ذات الخمس سنوات يتم قبولهن بإحضار شهادة ميلادهن و بالنسبة لبنات الجاليات اليمنية المقيمات بصورة نظامية يشترط إحضار إقامة سارية المفعول أو جواز سفر.

إعانات مادية

وقال مدير الضمان الاجتماعي بالمنطقة الشرقية موسى الرقيب : هناك مبالغ مادية يتم صرفها للأبناء الذين لا يحملون هوية ولم يضافوا الى بطاقة العائلة بسبب هجر الأب للام او طلاقها او هروبه و يتم تحديد المبالغ التي يتم صرفها وتخصيصها على حسب الحالات المسجلة لدينا والأعمار ومدى حاجتهم ويتم صرف مستلزمات أولية للحياة اليومية التي يحتاجونها .

بدوره نفى مدير عام فرع الأحوال المدنية بالمنطقة الشرقية محمد العواص وجود حالات كثيرة لم تسجل في بطاقة العائلة موضحاً أنه بالنسبة للكم الهائل للبطاقات التي تصدر تعتبر هذه الفئة قلة وأن أغلب هذه الحالات هم أبناء لم يتم إضافتهم من قبل الآباء كتأخير وليس إنكارا للنسب .

أما إذا لجأت الأم لإدارة الأحوال المدنية أو أي شخص قريب مكلف بالتبليغ عن المواليد وفقاً للمادة الثالثة والثلاثين من نظام الأحوال لهؤلاء الأبناء وبحوزته المستندات المطلوبة بشكل كامل يستكمل التسجيل بآلية كفلها النظام ولكن في حال كان ولي الأمر متوفى والإجراءات غير وافية فهنا يصعب إصدار بطاقة العائلة , إلا في حال التثبت منها والتثبت أيضاً من الشخص الوسيط فهنا تستكمل الإجراءات .

واشار هناك حالات تجد الأب فيها متعمداً أن ينكر الأبناء ويرفض نسبهم اليه فلا يود إضافتهم لبطاقة العائلة والأسباب عائدة لخلافات بين الأب والأم وذلك لا يعني أن الأبناء يبقون بلا هوية لأن النظام والتعليمات كفل للأم الحصول بشكل عام صورة رسمية طبق الأصل من القيود المسجلة في سجلات الأحوال المدنية المتعلقة بها أو بأصولها وبأولادها وكذلك الحصول على صورة رسمية طبق الأصل لشهادات ميلاد أولادها منوها ان من فوائد البطاقة الشخصية أنها سهلت على المرأة مراجعة القسم النسائي للتثبت من شخصيتها وتسليمها القيود وشهادات الميلاد , ففي بادئ الأمر وآخره نحن نقف مع الأم في مشكلة كهذه .

وقال من الأحداث التي حصلت لدينا بخصوص هذه القضية تأتينا بعض النساء التي نجد زوجها قد حجر على بطاقة العائلة وهي تحتاج في هذه الحالة إثباتات لكي تستطيع إدخال أطفالها للمدارس والاستفادة من الضمان الاجتماعي وإكمال معيشتهم بطريقة طبيعية و نحن بمجرد أن نتثبت يتم تسهيل مطالبها وتحقيق رغباتها ، وفي حال إذا كانت تود إصدار شهادة ميلاد أصلية تستقبلها رئيسة القسم النسائي وتقوم بمساعدتها لتسهل عليها استخراج الشهادة الأصلية والوثائق المتعلقة ما لم يكن هناك مشكلة من قبل الأب سواء تنكر أو أي شيء من هذا القبيل وأيضاً ذلك لا يحدث إلا بالتثبت . من جهة أخرى أوضح العواص أنه لا يوجد حالات يقال عنها صعبة إلى درجة أنها لم تحل , بل على العكس جميعها ولله الحمد تم التعامل معها بسهولة وذلك لتوافر الضوابط والشروط والمستندات فجميعها واضحة تماماً فلذلك نحن نتعامل بما يكفل راحة المستفيد ونسهلها له لوجه الله .

وتطرق العواص الى مشكلة سيدة دامت 9 سنوات وفور توجهها إلى الأحوال المدنية تم مساعدتها في ذات اليوم التي توجهت فيه إليهم , قائلاً انطلقنا من التوجيهات وتم مساعدة المرأة وخدمتها بأكمل وجه , فجميع الحالات نرفعها إلى الوزارة من ثم تقوم الوزارة بتوجيهنا حيال تلك الحالات وبعد ذلك نقوم بحلّها جميعاً بفضل من الله . واشاد بجهود العديد من الدوائر الحكومية وتعاونها منها إمارة المنطقة الشرقية والجوازات و الشرطة وإدارة الإشراف الاجتماعي النسائي التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها.

 

المصدر: جريدة اليوم  الأربعاء 1431-03-17هـ الموافق 2010-03-03م العدد 13410 السنة الأربعون

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13410&P=1&G=5

التعليقات 2 على “أطفال يعيشون بيننا بلا جنسية ومحرومون من حقوقهم الأساسية”

  1. الاسعديه علق:

    اشكركم على هاذا الاهتمام والله يكتب لكم الاجر والثواب

    بس لاكن للاسف لم اقراء من افراد القبائل النازحه شي ..

    انا مواطنه سعوديه متزوجه من احد افراد القبائل النازحه وعندي منه ست اطفال للاسف لا توجد لدي شهادة ميلاد لهم بل يوجد تبليغ ولاده منزليه فقط ولا اعرف ماذا افعل ..

    نحن بنات هاذا الوطن المعطاء للاسف لا يوجد احد يساعدنا لا من الحكومه ولا من الهيئاة المعنيه .

    فما ذنب ابنائي وهم الان لا يملكون اي اثبات رسمي مع العلم ان خوالهم وعمامهم سعوديون ..

    في الدول المجاوره لنا يصرف لنفس حالتي اعانه ويساعدني ولاكن للاسف في دولتنا لا يوجد اذن صاعيه ارجو ان تنظر الحكومه في حاللات بنات البلد فنحن والحمد لله لم نرتكب ثنب .

    واخيرا.

    نحن في ذمتكم وتسألون عنا يوم القيامه ارجو النظر في الخالات التاليه
    1-السعوديات التي متزوجات من اجانب
    2-السعوديات المطلقات من اجانب
    3-السعوديات الارامل
    والاهم :ابناء السعوديه المتزوجه من اجنبي

    الله يرحمنا ويغفر لنا

  2. العنزي علق:

    انا من ابناء القبائل النازحة لا احمل اي جنسية بدون معاناتنا لا يعلم فيها إلا الله سبحانة وتعالى البعيد ينبذنا والقريب شمات مع ان اقاربنا كلهم سعوديين ونحنو من ابناء قبائل معروفه في السعودية والخليج ولكن حسبي الله ونعم الوكيل

أضف تعليقاً