رجال أعمال: الارتقاء بـ “ثقافة المستهلك» الحقوقية تعزز جهود الرقابة
8 مارس 2010 - الاقتصاديةدعوا التجار إلى الاستفادة من مناسبة اليوم الخليجي لحماية المستهلك
رجال أعمال: الارتقاء بـ “ثقافة المستهلك» الحقوقية تعزز جهود الرقابة
«الاقتصادية» من الرياض
شدد رجال الأعمال ومهتمون، على مسؤولية الجهات الرقابية المعنية بحماية المستهلك، من خلال نشر ثقافة المعرفة بالحقوق الاستهلاكية عبر بوابة «اليوم الخليجي لحماية المستهلك»، التي تنطلق فعالياتها اليوم تحت شعار «اعرف حقك كمستهلك»، مشيرين إلى أن مطالبة المستهلك بأهمية معرفته بحقوقه يستلزم تعزيز آليات الحماية ومضاعفة وجود الكوادر الفنية والبشرية المعنية بحمايته.
ولفتوا إلى أن شعار يوم المستهلك الخليجي مقروناً بضرورة تسلح المستهلك بمعرفته بحقوقه الاستهلاكية التي كفلها له نظام حماية المستهلك العالمي والمحلي، كثقافة مطلوبة في عصر الاقتصاد الحديث، ستؤدي دورها في تحفيز التاجر أو من يرتبط بالمستهلك ارتباطاً مباشراً أو غير مباشر بعدم الإخلال بهذه الحقوق من خلال تحسين ما يقدمه من سلع وخدمات.
من جهته، دعا عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس «غرفة الرياض» مجتمع الأعمال بفئاته من وكالات تجارية وشركات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة ومصانع إلى الاستجابة مع دعوة وزارة التجارة، حاثاً إياها على استغلال هذا اليوم وتبني شعاره على سلعها لما لذلك من تقوية أواصر الصلة بين التاجر والمستهلك.
وقال إن «يوم المستهلك الخليجي» فرصة ندعو من خلاله التجار للاستفادة منه وبما يعزز من أواصر العلاقة بينه وبين المستهلك، ورأى أن رضا المستهلك ولو بعبارة توعوية أو بتخفيض بسيط من عقد علاقة مع العميل يحمل دوراً مؤثراً في تثبيت اسم تجاري يسعى لتثبيت مكانته التجارية أو لمنشأة تسعى لتأكيد وجودها، متى ما اقترن ذلك بجودة في التصنيع مع السعر المقبول.
وعن مشاركة «الغرفة» للاحتفال باليوم الخليجي لحماية المستهلك، ذكر أن اهتمام «الغرفة» بالمستهلك ينبع في الأساس من مهامها الأساسية في رعاية قطاع الأعمال والنظر في شؤونه، وقال: «إذا كنا ننشد الرقي بما يقدمه التاجر من سلع وخدمات فلا يمكن أن نتجاهل دور المستهلك في ذلك»، معتبراً أن «ثقافة المستهلك» من خلال معرفته بحقوقه وما له وما عليه بعناصرها وشروطها مع إلمامه بكثير من الأحداث الاقتصادية الجارية والمرتبطة بالسلع والخدمات المقدمة له عنصر أساسي في توجيه سلوكيات التاجر التوجيه الأمثل ومن ثم الارتقاء بالشارع التجاري ككل.
وأضاف أن «الغرفة» تدعم وتؤكد وما زالت على حضور المستهلك داخل المنظومة الاقتصادية ومنذ فترة طويلة، مضيفاً أن الغرفة بدأت تولي المستهلك أهمية قصوى وبشكل فعلي منذ أن تم إنشاء لجنة لتوعية المستهلك في 8/1/1418هـ والتي صدر بحقها قرار مجلس إدارة الغرفة بتحويلها إلى مركز لرعاية المستهلك في 2/6/ 1424هـ.
وزاد أن مركز رعاية المستهلك في الغرفة التابع للقطاع الإعلامي، وكما هو الحال مع يوم المستهلك في دوراته الماضية، أعد زخماً من الترتيبات اللازمة للتفاعل مع هذا اليوم، وبما في ذلك الإعداد والترتيب لإطلاق برامج وأنشطة متنوعة تدفع إلى التأكيد على حضور المستهلك وأهميته داخل المنظومة الاقتصادية، وقال عن هذه الالتفاتة للمستهلك في عمق كيان الشأن التجاري وما يرتبط بالتاجر كغرفة الرياض أنها تنبع من يقين لا يخالجه شك بأن العلاقة بين المستهلك وقطاع الأعمال ما هي إلا مقياس لدرجة رقي وتطور القطاع الاقتصادي وتعزيز متانته التي شهد لها الجميع داخل المملكة وخارجها.
حقوق المستهلك
قال سعد إبراهيم المعجل نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية في الرياض، إن شعار يوم المستهلك الخليجي والمقام تحت شعار «أعرف حقك كمستهلك»، يحمل وقعاً مؤثراً من حيث ارتباطه بالشارع التجاري ككل، وقال إن معرفة المستهلك بحقوقه تعتبر مقياساً للتطور التجاري، مشيراً إلى أن التطور التجاري كذلك يرتبط باستيفائه لحقوق المستهلك.
ولفت إلى أن التقدم الاقتصادي تغير عن السابق وبات مقروناً بما يقدمه للمستهلك، مشيراً إلى أن طبيعة السلع والخدمات وظروف الحياة الحديثة ومع سياسة الخصخصة لكثير من الخدمات وارتباطها بالسلع خلقت علاقة وثيقة مع المستهلك، وقال محذراً التجار إن عصر المنافسة يفرض رسم خطط العمل بما يرضي المستهلك حتى وإن بدأ بأرباح قليلة.
ودعا المهندس سعد المعجل نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض المستهلكين إلى أن يكونوا أكثر حرصاً في تنمية ثقافة الحقوق الاستهلاكية، وقال: «نعول كثيراً على هذه الثقافة في تطوير إنتاج التاجر من سلع وخدمات، أما تجاهل المستهلك لحقوقه فلن تساعد على خلق مجتمع استهلاكي واع».
وأشار إلى أهمية وجود قنوات توعوية تفاعلية كيوم المستهلك الخليجي لتكون جداراً تثقيفياً يساعد بدوره على مواجهة الاستهداف الذي تشهده أسواق الخليج بشكل عام والمملكة بشكل خاص باعتبارها الساحة الاقتصادية الأكبر وبالتالي الأكثر تأثيراً من حيث مواجهة غزو السلع المقلدة والمغشوشة والرديئة من كل مكان في العالم وبالذات من بعض الدول الآسيوية، مشيراً إلى أنها ملأت الأسواق بالمنتجات الرديئة، وسببت ضرراً لكثير من المستهلكين سواء بأثر صحي أو بالسلامة العامة أو على شكل خسائر مادية استنزفت جيب المستهلك.
وأكد المعجل أن الغرفة أخذت زمام المبادرة لخدمة المستهلك منذ أن تم إنشاء لجنة لتوعية المستهلك والتي تم تحويلها فيما بعد إلى مركز لرعاية المستهلك وعبر الكثير من البرامج والأنشطة لخدمة المستهلك والرقي بوعيه.
فيما حث حسين العذل الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في الرياض العاملين في الأسواق والمراكز والمحال التجارية على تبني يوم المستهلك الخليجي وبما يؤكد على شعاره لهذه العام والذي يؤكد على أن يلم المستهل بحقوقه، حاثاً على المشاركة فيه وبما يعزز العلاقة بالمستهلك إلى أقصى درجات الانسجام وتبادل المنافع المشتركة.
وقال إن لدى التاجر من خلال «يوم المستهلك الخليجي» فرصة غير مكلفة لتوطيد أواصر العلاقة مع المستهلك، معتبراً أن أي نشاط تقوم به أي منشأة خاصة في سبيل ابتكار أو مبادرة في كل ما يخدم المستهلك ويشعره بالرضا والقبول يعتبر مشاركة ستعود عليه بالنفع في نهاية المطاف.
وامتدح شعار يوم المستهلك الخليجي والمقام لهذا العام تحت شعار «أعرف حقك كمستهلك»، وقال إن حقوق المستهلك وآليات حماية هذه الحقوق من قبل الجهات المعنية يمثل عنصرا رئيسا في ضبط التعاملات التجارية بكل أنواعها وأشكالها، ممتدحاً كذلك التفاتة الجهات المعنية بالمستهلك سواء من قبل اللجنة التجارية في الأمانة العامة لدول الخليج أو من قبل الجهات المعنية في المملكة ممثلة بوزارة التجارة والصناعة، وجهدهم المبذول وبما يعين على تعزيز ثقافة المستهلك الحقوقية.
وأضاف أن رسم الخطط التجارية وبما يحفظ للمستهلك حقوقه كاملة تصنف كتجارة محنكة ومستقبلها مضمون، أما من تجاهل هذه الحقوق فلن يسعه الميدان التجاري في عصر المنافسة، مشيراً إلى أن الشواهد في ذلك كثيرة .
ودعا العذل كافة المنشآت العاملة إلى اعتبار هذا اليوم تجديداَ لعلاقة أكثر ترابطاً فيما بينها وبين المستهلك، مؤكداً أن المستهلك ونظرا للتنافس الكبير بين المنشآت للقبول برضا المستهلك ونظراً للعدد الكبير للمنشآت كانعكاس للقدرة التجارية والاستهلاكية الكبيرة ولله الحمد للاقتصاد ومن ثم للفرد السعودي كل ذلك أعطى المستهلك خياراً كبيراً لأن لا يقبل على الشراء أو التعامل مع أي خدمة من أي منشأة ما لم يخالجه شعور بكفاءة المنشأة وجودة خدماتها وأسعارها المعقولة والمقبولة وأخيراً الدافع النفسي الذي يقبل على المنشأة المتفاعلة معه في شأن من الشؤون المرضية له.
تضييق دائرة الغش والتقليد
امتدح عبد الله بلشرف رئيس لجنة مكافحة الغش التجاري في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض يوم المستهلك الخليجي والمقام هذا العام 1431هـ تحت شعار «اعرف حقك كمستهلك»، وقال: «نيابة عن أعضاء لجنة مكافحة الغش نقدم شكرنا للأمانة العامة لدول الخليج ولجنتها التجارية للنظر فيما يعزز الحماية للمستهلك الخليجي ونقدر اهتمام وزارة التجارة والصناعة بقضايا المستهلك بصفة عامة».
وثمن الدور الذي تقوم به الغرفة هذا العام كما هي الأعوام السابقة تجاوباً مع دعوة وزارة التجارة والصناعة للتفاعل الاحتفالي مع يوم المستهلك الخليجي، مشيراً إلى أنه لم يعد بمستغرب أن تقوم غرفة الرياض بالتأكيد على حقوق المستهلك من خلال شعار «اعرف حقك كمستهلك» على الرغم من أنها تنادي وتؤكد على حقوق التاجر، مشيراً إلى أن «الغرفة» عرفت بمواقفها المتعددة اجتماعيا، وقال إن الغرفة وبنهجها تجاه المناداة بحقوق المستهلك تزرع القناعة لدى الجميع بأنه لا يمكن أن نرجو تطويراً أكثر لفكر التاجر وسياسته التجارية ومن ثم تطويراً للاقتصاد ككل ما لم يقابله تطوير في وعي المستهلك بحقوقه، وانضباطاً بين الطرفين. وأشار إلى أن معرفة المستهلك بحقوقه يحقق الانضباط المفترض ويحث التاجر على تحسين جودة سلعته.
واعتبر أن سعي مركز رعاية المستهلك للارتقاء بوعي المستهلك مؤثر وفعال، مشيراً إلى أن خبرة الغرفة التي استقتها على مدى سنين طويلة وارتباطها الوثيق بعالم الأعمال جعلها أكثر قدرة على تلمس ما يسهل على المستهلك تحقيق أغراضه الاستهلاكية بوعي وتمكن من خلال مركز رعاية المستهلك، وقال إن إلمام المستهلك بحقوقه عنصر مؤثر في تضييق دائرة الغش والتقليد.
وقال إن ما حققه المركز حتى الآن من برامج توعوية استهدفت وعي المستهلك تشير إلى ذلك صراحة، وقال إن وجود المركز بالقرب من اللجان والإدارات التي تتابع تطورات الأوضاع التجارية والصناعية على الساحة المحلية وعلاقتها بالدولية داخل غرفة الرياض جعله أكثر قدرة على التفاعل مع قضايا المستهلك، وقال إن وصول هذه المساعي للتاجر هي تذكير بدوره في خدمة المستهلك.
وحول أهمية لجنة مكافحة الغش التجاري كاحدى اللجان الرئيسة في «غرفة الرياض»، ودورها في مكافحة الغش التجاري، ذكر بلشرف أن «وجود اللجنة يؤكد على اهتمام الغرفة بالمستهلك مع ما يحمله من تعزيز لأسلوب العمل التجاري الناجح»، لافتاً إلى أن التجارة النزيهة المعتمدة على سلعة تجمع الجودة مع السعر المناسب هي الأساس في الأسلوب التجاري المنظم والمطلوب، مع ما يحمله العمل التجاري المثالي من تحقيق رغبات المستهلكين دون الوقوع فيما قد يضره أو يكلفه مادياً.
القضاء على الغش
عدّ عبد الله بن صالح العثيم رئيس مجلس إدارة شركة العثيم القابضة أن يوم المستهلك الخليجي والمقام لهذا العام تحت شعار «اعرف حقك كمستهلك» فرصة سانحة، قال إنه يجب العمل على استغلالها كما يجب لتأكيد أهمية المعرفة بالحقوق في ردم مساوئ السوق، بما في ذلك دور هذه المعرفة في تسيير التاجر لمساحات أكثر رحابة من حيث تأكيد رضا المستهلك.
وقال إن جهل المستهلك بحقوقه التي كفلها النظام ساعد على نشر السلع المقلدة على نطاق واسع، ممتدحاً دور المعنيين بحماية المستهلك والنظر في شؤونه باعتماد شعار «اعرف حقك كمستهلك «، وقال إن الشعار يحمل أمراً بأهمية أن يعي المستهلك حقوقه، وآلا يتنازل عنها ما أمكن وأن يجتهد قدر الإمكان في عدم التعامل مع أي جهة كانت يرى أنها قد تسلبه حقوقه الاستهلاكية.
المصدر: جريدة الاقتصادية الاثنين 15 ربيع الأول 1431 هـ. الموافق 01 مارس 2010 العدد 5985
http://www.aleqt.com/2010/03/01/article_356826.html