أ . عالية فريد >> أخبار و مقالات


المرأة السعودية.. حين تعمل

8 مارس 2010 - جريدة عكاظ

المرأة السعودية.. حين تعمل

محمد الصالحي

رغم قوانين العمل التي تبتكر من أجل خصوصيتها ووضعها، إلا أن المرأة السعودية تصر على العمل بأي شكل كان وفي أي مكان ولو على بعد أيام. ولكم في قصص المعذبات على الطرق الطويلة خير دليل. تعمل المرأة هنا ـــ في نظام لم يخلق إلا لمثلها ـــ شهرا أو شهرين في وظيفة بالإنابة وبنصف راتب أو يزيد ثم تغادر المقعد إذا جاءت صاحبته الأصلية بعد قضاء إجازتها الاستثنائية: يعود راتب هذه بالكامل في الشهر التالي، ولا يبقى لتلك إلا صفر مؤلم كل يوم ووعد بالوظيفة لا يأتي. وهذا نظام عمل متبع في وزارة التربية والتعليم لم نعهد لمثله شبيها، إلا أن (أخواتنا) يرضين به ويخلصن فيه وإن عدن بعد شهر عاطلات إلى بيوتهن.

ترابط المرأة ـــ هنا ـــ يوم عمل كامل في مدرستها أو في مستشفاها دون كلل أو سخط. ويحدث ـــ وهذا كثير ـــ أن تمسك بمهام زميلتين لها داهمتهما آلام الولادة، فتديرها لشهرين وكأنهما لم يغيبا عن العمل. تبدأ دوامها بالثانية، وليس بالتأخر لساعات. وتغادر حين تتأكد أن عقارب الساعة أذنت لها بالانصراف فليس أمتع لها من الالتزام. وحين أكتب لكم ذلك فأنا أختصره من حديث رجلين إداريين، أحدهما في قطاع صحي والآخر كان مسؤولا عنهن في التعليم. يقولان بعد أن أطالا الحديث عن نون النسوة عندما تعمل: رغم التزاماتهن وضغوط الأنظمة عليهن وقلة الصبر والافتقار إلى القوة الجسدية إلا أنهن يدهشنك حين يعملن، يصير العمل عند الواحدة منهن ابنا هي أمه، وتخيل ما النتيجة.

تتلذذ المرأة حين تعمل. تخاف حين تأتيها نزعة إفساد فتتراجع. تغار إذا رأت في الجوار إحداهن تتميز فتنافس. هي ـــ باختصار ـــ لا زالت تعيش في حالة ضمير مستيقظ وحي ولم تملك الجرأة بعد للعب من تحت الطاولة.

أتساءل هنا: هل لإخلاصها وخوفها ونظرتنا حولها حين نقول إنها لا تجيد كتم الأسرار جيدا، علاقة بالتضييق عليها في عملها، وخنقها عندما تمسك بمنصب صغير ومنع أكثرهن من الجلوس على وظيفة؟ شخصيا أعتقد ذلك، فمشاريع التزوير وأكل ما فاض من البنود والالتفاف على الأنظمة لا يتم قيامها وحالها بحضرتها، وهذا سبب مقنع لمهاجمتها، وإلا فلماذا يخاف البعض منها؟

المصدر: جريدة عكاظ لإثنين 15/03/1431 هـ 01 مارس 2010 م العدد : 3179

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100301/Con20100301335798.htm

أضف تعليقاً