خـيمـة وعفاف تـســتر رضيعة و4 بنـات
23 مارس 2010 - جريدة عكاظخـيمـة وعفاف تـســتر رضيعة و4 بنـات
هادي الفقيه ـ جدة
خيمة وسط جدة، المدينة التي تعج بالحضارة وسباق المباني الحديثة إلى ملامسة السحاب.
رضيعة وطفل وأربع بنات وأمهم تحميهم خيمة وأب وفتى، طردتهم الظروف والأيام من بيتهم الذي كان يسترهم.
يخرج علي الشهري (52 عاما) لوقف سؤال أي متطفل على خيمته التي اختار أن تكون بعيدة عن الأنظار حتى يلملم نفسه ويعود إلى رحلة بحث جديدة عن مصدر دخل يقيه وأسرته ذل السؤال.
يتعفف الشهري عن سؤال الناس والإسهاب في الحديث عن ظروفه، منصرفا بعد أن يقدم قليلا من الحديث وكثيرا من تعابير الألم: «كنت أعمل حارس أمن وراتبي يكفيني ولم أطلب من أي أحد أن يساعدني فجأة استغنت الشركة عني وأربعة من زملائي بدعوى أن مشاريعها انتقلت إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية».
حاول الشهري إقناع الشركة بظروفه التي لم توفر سكنا في رابغ أو حتى وسيلة نقل من جدة: «كنت أذهب إلى عملي على دراجة نارية، وأبلغتهم أنني لا أستطيع أن أسافر مسافة 150 كيلو مترا يوميا وحاولت إقناعهم بتوفير سكن بقرب العمل ولكن ردوني بأنه لا يوجد سكن في تلك المنطقة».
بقي علي أربعة أشهر إثر الاستغناء عنه يبحث عن عمل وتراكم إيجار المنزل عليه، وتوسط بإمام المسجد لدى مالك البيت للابقاء عليه حتى يجد بيتا آخر بعد أن شاهد جاره يخرج وأبناؤه بالقوة الجبرية بمساعدة رجال وسيدات أمن، ما استنكفه على بناته وأطفاله فاختار الرحيل وبيع بعض الأثاث لشراء خيمة.
طرق علي وزوجته أبوابا حكومية متعددة ولكن لم يجدا جوابا حتى في الجمعيات الخيرية التي استجدوها ولو بقليل من الطعام ليطفئ بكاء أطفاله.
لا يتمنى علي أكثر من أن يكون جارا لمسجد ويكمل أطفاله دراستهم، ويرد لزوجته بعضا من الوفاء الذي قدمته له، إذ لا يخفي محبتها رغم هم الحال مطلقا ابتسامة غابت طيلة الحديث معه.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100316/Con20100316338685.htm